مقالات

المزاج الديمقراطي

حمزة مصطفى

يجب أن نعترف أننا ما زلنا نتعلم الديمقراطية {إجن إجن}. ماهي {إجن إجن} والله ما أدري، لكنها على ما يبدو ومن باب الاحتياط {شوي، شوي}. هم زين {على كولة أهلنا} الذين {ماخلوا شي ماقالوه} بينما أهل الغرب {ماخلوا شي ما اخترعوه}. حتى نصل الى المزاج الديمقراطي الذي تجلى في الإنتخابات الأخيرة شبه المبكرة لابد من إطلالة على مسار الدولة العراقية الحديثة منذ مئة عام. فهذه الدولة التي بدأت ملكية بمزاج غربي بريطاني تحديدا عبر مؤسسها الملك فيصل الأول {ولاتهون مس بيل}، ثم أصبحت جمهورية بمزاج الضباط الأحرار الذين فتحوا باب البيان رقم واحد. كم دبابة {عتيكة} وسيارتين نحو مرسلات أبي غريب وبضع سيارات نصف مصفحة الى الصالحية، حيث موقع الإذاعة وانتهى الأمر بالتصفيق طالما أن الانقلابيين أو الثوار طبعا لمزاج البعض أعلنوا في بيانهم {بعد التوكل على الله والغيارى من أبناء الشعب}. وحتى نستمر في قياس أنواع الأمزجة فإن هذه الدولة التي خضعت لحكم شمولي دام 35 سنة وجدت نفسها عام 2003 أمام معادلة الدبابة والديمقراطية، لكن هذه المرة على الطريقة الأميركية ومعها المعارضة العراقية و{لا يهون بول بريمر}. بريمر وقائده الضرورة بوش الابن وعدانا بكل أنواع الديمقراطية. بحيث نستطيع تصدير الفائض منها الى الخارج (سبق أن أعلنا أننا سوف نصدر كهرباء عام 2013). وحيال معادلة الديمقراطية والكهرباء فإننا في الوقت بدأنا الآن إجراءات الربط لاستيراد الكهرباء من دول الجوار لا تصديرها، فإن المسار الديمقراطي عندما لا يزال يصارع من أجل البقاء.الانتخابات الأخيرة كانت بمثابة اختبار للشعب وللقوى السياسية. الشعب قال كالعادة نصف كلمته لأن المقاطعين لا يزالون هم الأغلبية، بينما القوى السياسية {تلاحكت} الأمر وفقعت على مدونة السلوك الانتخابي. جاءت النتائج غير مطابقة للتوقعات. ماذا يعني ذلك؟ وأين الخلل؟ هل في الشعب الذي لا أحد يعرف مزاجه بعد. أهو برتقالي أم تفاحي أو فلفل أخضري، أما الفلفل الأخضر فقد أبلى (ولا يهون البصل) بلاء حسنا في مصارعة كوفيد- 19. أم أن الخلل في المفوضية أم في القانون؟ أعتقد أنه بالقدر الذي نستطيع القول فيه أن هناك خللا في كل ذلك، فإننا ولأول مرة حيال مزاج شعبي يمكن أن يؤسس لمسار ديمقراطي صحيح لكن أيضا.. {إجن إجن}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى