مقالات

المسؤول الروبوت

المسؤول الروبوت نوزاد حسن

في‮ ‬الدول التي‮ ‬لا مؤسسات فيها تحدث كوارث‮ ‬يومية بدءا من اصغر دائرة وحتى المستويات العليا من السلطة.ويصح ان اصف كل ما‮ ‬يجري‮ ‬بانه شبيه بالعاب خفة اليد التي‮ ‬يمارسها بعض المتدربين جيدا ممن اسميهم بالسحرة الظرفاء‮. ‬‮ ‬بالضبط اننا نعيش في‮ ‬زمن خفة اليد التي‮ ‬تجعلنا نركز في‮ ‬حادثة السرقة دون ان نقدر على اكتشافها.وهذا ما‮ ‬يفعله الساحر الظريف حين‮ ‬يخفي‮ ‬بحركة رشيقة سيكارة ثم‮ ‬يخرجها من فمه.نحن لا نعرف كيف فعل هذا.انه الشخص الوحيد الذي‮ ‬يستطيع ان‮ ‬يفسر لنا ما حدث‮.‬‮ ‬خفة اليد اذن سلوك‮ ‬يومي‮ ‬تأقلمنا عليه.نحن نسمع بحوادث فساد لكننا لا نستطيع وضعها على الطاولة.ولا مجال لاحد ان‮ ‬يقوم بهذا الدور.ذلك لان الفساد اصبح اليوم تكنيكا مقبولا لدى الجميع.وكما‮ ‬يحتاج مدرب كرة القدم خطة محكمة فعلى السياسي‮ ‬ان‮ ‬يجد له اسلوبا‮ ‬يمكنه من البقاء في‮ ‬السلطة,وياخذ اكثر ما‮ ‬يستطيع من امتيازاتها‮.‬القضية ليست صعبة.على المسؤول ان‮ ‬يبقى بعيدا عن كل حوادث الفساد وما شابهها.ان‮ ‬يبتعد عن خط مواجهة الفاسدين,وان‮ ‬يتحول الى روبوت آلي‮ ‬لا‮ ‬يتاثر بشيء.واذا خالف شخص نزيه قاعدة العمل فسوف‮ ‬يطرد من تجمع السلطة,وسيلقى مصيرا رهيبا‮. ‬‮ ‬بلا شك‮ ‬لا تتأثر الروبوتات باي‮ ‬انتهاك لحقوق الانسان,ولا تشعر بالقل على مصير الضحايا,ولا تهتم للجياع وللعاطلين عن العمل.هذا امر معروف بل صار الرقص السياسي‮ ‬اليومي‮ ‬لا‮ ‬يخرج عن ايقاع الفساد الذي‮ ‬صار حكاية‮ ‬يومية لشعب مسكين‮.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى