المحليةslide

المستشفيات مثقلة بمرضى كورونا وقلق من تفاقم الوضع الوبائي

يعاني القطاع الصحي في العراق من إنهاك شديد مع ارتفاع عدد مصابي كورونا بشكل ملحوظ، خاصة مع ظهور حالات ترتبط بالسلالة الجديدة للفيروس الخطير، في وقت تعاني البلاد من ضعف التزام المواطنين بإجراءات السلامة لمنع انتشار الوباء.


وكشف تقرير مصور لشبكة أخبار “سي إن إن” الأميركية من داخل وحدة للعناية المركزة الخاصة بالمصابين بكورونا في بغداد، تفاقم معاناة العراقيين في مواجهة الوباء، في ظل شح الإمكانات المادية والبشرية، وسط أزمة اقتصادية خانقة.


وكشف التقرير عن تخوف عراقيين من الذهاب إلى المستشفيات لتلقي العلاج “بسبب الذهنيات المحلية” حسب وصف أحد الممرضين، الأمر الذي فاقم من مشكلة انتشار الفيروس وتدهور حالة كثيرين ممن أصيبوا بالمرض.


ومن المشكلات التي تفاقم من الوباء في العراق، أن البعض لا يزال يشكك في حقيقته ومنهم من يتساءل لغاية اليوم عن “حقيقة وجود الفيروس” بحسب شهادة بعض أهالي المصابين الذين تحدثت إليهم “سي إن إن”.


كما أن بعض العراقيين لا يثقون في قدرة الهياكل الصحية على تقديم خدمة جيدة لمرضاهم، نتيجة تراجع الإمكانيات في ظل الوضع الأمني والاقتصادي المتردي منذ سنوات.


ولم تتح للقطاع فرصة النهوض مجددا منذ العقوبات التي فرضت على نظام، صدام حسين، بسبب استمرار النزاع المسلح في البلاد بوجود الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية على غرار القاعدة وداعش.

يذكر أن أعداد المصابين بالفيروس تضاعف ثلاثة مرات خلال أسبوعين.
والأحد، قال وزير الصحة العراقي، حسن التميمي، إن حالات كورونا الحرجة سجلت زيادة مقلقة، مؤكدا أن “نظامنا الصحي قد يواجه مشاكل حال استمرار تزايد الإصابات”.


وأضاف التميمي، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي أنه “منذ ظهور السلالة الجديدة في العراق باتت المستشفيات تستقبل إصابات ملفتة” وأن “أعداد المصابين بالمستشفيات قفز من 700 إلى 1596 حالة، فيما تزايدت الإصابات الحرجة من 123 إلى 316 حالة.


وبينما اشتكى القائمون على وحدة العناية المركزة من “عدم اكتراث” الكثير من مواطنيهم بتدابير الوقاية من الفيروس، ارتفع عدد الإصابات الكلية في البلاد هذا الأسبوع، إلى أكثر من 667 ألف حالة والوفيات إلى 13272 حالة.


وقال طبيب في وحدة التكفل تلك، للشبكة الأميركية، إن السلطات الصحية في العراق وبالرغم من قلة الإمكانيات عملت ما في وسعها لمواجهة الوباء، بل شارفت قبل نحو شهرين على كبح عدد الحالات بشكل لافت، لكن المواطنين لم يعودوا مهتمين بارتداء الأقنعة الواقية ولا يحترمون ضوابط التباعد الجسماني في الأماكن العامة، وهو ما فاقم الوضع، على حد وصفه.


تقرير سي إن إن لفت كذلك، إلى أن تسجيل حالات الإصابة بالسلالات الجديدة لفيروس كورونا ضاعف من معاناة المرضى والفرق الطبية.


وخلال الأيام الماضية، بدأ مجموع الإصابات بالسلالة الجديدة من الفيروس بالارتفاع بشكل مقلق، إذ قال وزير الصحة العراقي قبل أيام إن مجموع الإصابات بالسلالة الجديدة بلغ نسبة 50 بالمئة من الحالات الجديدة المسجلة.


وحذّرت السلطات من “عدم قدرة المؤسسات الصحية على استيعاب الإصابات الجديدة” في عدة محافظات في العراق.

يشار إلى أن السطات في العراق أقرت، الجمعة الماضي، تطبيق تدابير إغلاق جديدة في البلاد.


وكانت السلطات الصحية قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع فرض حظر للتجول يبدأ تطبيقه في 18 فبراير بين الثامنة مساء والخامسة صباحا، مع إغلاق كامل أيام الجمعة والسبت والأحد.

وفي أول يوم إغلاق كامل الجمعة، كانت الطرق الرئيسية في بغداد خالية من حركة المرور المعتادة، فيما أقام عناصر الأمن حواجز لتوقيف المخالفين.


وبقيت الصيدليات مفتوحة وسمح للمطاعم بتوفير خدمة التوصيل فقط، لكن الأنشطة التجارية الأخرى تلقت الأوامر بالإغلاق.


والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في إقليم كوردستان تسجيل 129 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.


وقالت الوزارة في بيان إن الإصابات الجديدة توزعت على هذا النحو: 71 دهوك 18 السليمانية، 35 دهوك، 5 كرميان، وبهذا يصل إجمالي العدد إلى 108062.


ووفقا للوزارة فإن عدد حالات التعافي بلغت 103078، بينما توفي مصابان كلاهما من محافظة دهوك ليكون مجموع الوفيات 3510.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى