مقالات

المفلس بـ “الكرة” أمين

حمزة مصطفى

بدأ كأس العالم في قطر. حفل إفتتاح أبهر العالم. 220 مليار دولار “الهن حوبة”. مع ذلك أثبت فريق الأكوادور أنه ليس إبن أصول حين هز شباك القطريين بهدفين نظيفين كما يقول المعلقون الكرويون والمحللون الكرويون أيضا. كان ينبغي أن تفوز قطر على الأقل لخاطر المليارات التي أنفقت ولو في اليوم الأول من البطولة.

لكن للكرة قوانينها الصارمة وبخاصة في حدث ينشغل به العالم كله من أقصاه الى أقصاه. لاتوجد في عالم كرة القدم مقايضة بالفوز أو الخسارة للمنتخبات التي شدت الرحال لكي تحقق منجز بصرف النظر وصول هذا المنجز الى قطف الكأس الذهبي أم بلوغ مراحل متقدمة. القطريون الذين فرحوا بتنظيم المونديال بعد طول إنتظار أزعجتهم الخسارة المبكرة. لكن هذه قواعد بطولات كأس العالم التي ليس فيها”يمة إرحميني”.

نحن ولله الحمد وبسبب حربنا الضروس على السلاح المنفلت وآخرها قيام أحد الشيوخ بتكسير بندقية إبنه وحرقها لأنه إستخدمها في زفة عرس لم نكن متحمسين للمشاركة في كأس العالم.

لماذا؟ لا أعتقد أن أحدا لايملك جوابا شافيا وافيا على هذه الـ “لماذا”؟ لا اريد رفع سقف طموحنا الى نيل الكأس لكن لو فزنا على فرق قوية مثل الأرجنتين أو البرازيل أو أسبانيا أو إنكلترا أو حتى فريق الصديقة الولايات المتحدة الأميركية أو حتى فرق دول الجوار إيران أو المملكة العربية السعودية المشاركتان في كأس العالم, كم من الرصاص الحي سوف ينهمر على رؤوس الناس في كل مدن العراق ونواحيه وقراه بل صحاريه وفيافيه؟ ولأن سلاحنا منفلت ورصاصه اكثر إنفلاتا كم من الأرواح سوف تزهق وكم من الجرحى والمعاقين سوف يتساقطون عند كل “كول” في مرمى العدو اوالصديق؟ جديات وبدون أي مزاح كم تتوقعون حجم الرصاص الذي ينهمر بلا رادع حتى لو أصدرت الحكومة قرارات فورية بالإعدام لكل رصاصة تنطلق عند الفوز؟ أما لو “سواها الحظ” وسجلنا هدفا نظيفا من خارج منطقة الجزاء على منتخب الأرجنتين أو البرازيل هل تتوقعون يبقى عراقي, عراقي واحد لايخرج شاهرا بندقيته أو مسدسه أو أحاديته أو هاوناته أو قاذفاته أو حتى طائراته المسيرة؟ ماهو الحل إذن؟ الحل في عدم بناء فريق قوي يمكن أن ينافس على البطولات الكبرى؟ وماهو السبيل لإضعاف الفريق الوطني حتى لايكون سببا في إحراق الجو بالرصاص الحي عند كل لعبة بين منتخبنا وأحد المنتخبات المشاركة؟ المسألة بسيطة عدم الاهتمام بالمنتخب. تغيير المدربين بحيث لانعرف متى يتعاقد إتحاد الكرة مع مدرب ومتى ينتهي عقده. صحيح أننا جميعا كنا نحكي وننتقد القائمين على الرياضة وبخاصة كرة القدم بالتوقف عن تحقيق أي منجز بعد واقعة كأس أمم آسيا و”كول” يونس محمود الذي كان “كول وفعل”, لكننا وبسبب توقف هدير الرصاص حافظنا على أرواح العراقيين على الأقل. اليوم ومع بدء إنطلاق كأس العالم في قطر فإن عدم مشاركتنا منجز بحد ذاته, بل “رحمة من العزيز الجليل”, ذلك ان المفلس بـ “الكرة” أمين. قولوا آمين.مقالي في جريدة “الزوراء” الاربعاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى