السياسية

النجيفي يطرح سيناريو شيعي قد يكرر أحداث 2014 وينتقد الأحزاب المباركة ’’للمقاومة’’

طرح القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية، أثيل النجيفي، الأربعاء (30 أيلول 2020)، سيناريو شيعي قد يعيد أحداث العام 2014 وظهور تنظيم داعش على الساحة العالمية من العراق، فيما انتقد أحزاباً سياسية تبارك وتدعم العمليات المسلحة الجديدة، خارج إطار الدولة.

وقال النجيفي في مدونة بعنوان “الإرهاب بثوبه المستحدث”، نشرها عبر حسابه في فيسبوك، “لم تكن مصادرة الفصائل المسلحة للرأي العام حدث جديد في العراق، فمع دخول الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 ومناداة العراقيين للتخلص من الاحتلال، تقدمت فصائل مسلحة تنادي بالمقاومة المسلحة كسبيل وحيد وترفض كل الحلول والمقترحات السياسية لمعالجة الوضع العراقي”. 

وأضاف: “من الطبيعي أن تلجأ تلك الفصائل إلى تخوين خصومها واستهدافهم ليس بسبب عجزها عن استهداف المحتل فقط، بل لأن الخصم السياسي يمتلك القرار والقدرة على تحويل رأي المجتمع بعيداً عنها بخلاف جندي الاحتلال الذي ينفذ استراتيجية بلاده ووظيفته التضحية لتحقيقها”.

وتابع النجيفي، أن ذلك “شاع في العقد الأول من الاحتلال في أوساط المجتمع السني بخلاف المجتمعين الشيعي والكردي اللذان اختلفت نظرتاهما عن الاحتلال وعواقبه”.

ومضى بالقول، إنه “مع إن الذين حملوا السلاح كانوا قلة في المجتمع السني، إلا أن الأحزاب المحظورة وبعض الهيئات الدينية شجعت هذا المفهوم وهي تظن أن هذه الفصائل ستكون قوة لها بمواجهة خصومها بعد أن فقدت فرصتها في العمل السياسي العلني أو يئست من تلك الفرصة”.

وقال النجيفي مستذكراً تلك الحقبة: “ما إن اكتملت القصة حتى أدرك المجتمع السني بأن الأكثر تطرفاً هم الذين يحصدون مآلات العمل المسلح دائماً ومن المستحيل تحجيم المتطرفين إذا أخذوا فرصتهم. فمع انهيار سلطة الدولة وسيطرة داعش وجدت القوى المقاطعة للعملية السياسية قبورها مهيأة وفتاوى تكفيرها وتخوينها جاهزة ولم يبق أمامها سوى أن تمد رقابها لتتلقى مصيرها”.

واستدرك: “كل هذا قديم معروف.. ولكن الجديد في الطبعة المستحدثة لمفهوم المقاومة. طبعة بصبغة مذهبية مغايرة ولكنها لا تختلف في خطابها الديني والسياسي” على حد قوله.

وبحسب النجيفي، فإنها “فصائل ترى سلاحها مشرعن طالما يحمل راية المقاومة. وتؤصل لشعاراتها بعداً دينياً يجعلها فوق الدولة وقراراتها. كما لا تنقصها الفتاوى لتبرير سقوط الضحايا بين المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال. فصائل لا تفهم معنى الدولة ولا تكترث بمصالحها ولا مصالح مواطنيها لأنها تنفذ – حسب مفهومها – تكليفا ربانيا لا يجوز مناقشته”. 

ويقول النجيفي، إن “بجانب فصائل المقاومة تلك، أحزاب سياسية تدرك خطر الاصطدام مع قوى دولية عظمى وكذلك خطر الاصطدام مع الدولة العراقية، ولكنها ترى في الفصائل المتطرفة قوة (للمذهب) لا تريد التضحية بها وتقف منها موقف المهادن الداعم”. 

وأضاف: “لا أدري إن كانت هذه الأحزاب السياسية تدرك أو لا تدرك انها تكرر ما سبقتها به الأحزاب والهيئات الدينية المقاطعة للعملية السياسية في المجتمع السني. ولعل الفرق الوحيد بين الطرفين أن الأول كان يعمل من خارج العملية السياسية بينما يعمل الثاني من عقر دارها”. 

وخلص بالقول: “لهذا، يبدو لي أن سيناريو داعش يتكرر مرة أخرى في مجتمع لم يدرس التجربة الماضية ليعالج أسباب التطرف. بل واجه التطرف بتطرف مضاد ولازال يأمل ان ينتج له التطرف المضاد حالة استقرار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى