مقالات

اما آن لنا ان نفكر في حياتنا الابدية؟

د.نصيف الجبوري

اما آن لنا ان نفكر في حياتنا الابدية؟لقد علمتنا الحياة انها لا تدوم على حال واحدة. يستوي فيها المؤمن وغير المؤمن الغني والفقير الحاكم والمحكوم اد لذكر والانثى. فالحوادث تمسنا مهما حاولنا تحاشيها. اذ سوف نمر بمرحلة الطفولة والشباب والهرم ثم الموت. كذلك سوف نمرض ونجوع ونشبع ونفرح ونبكي. سنكدح ونعمل للحصول على رزقنا باية وسيلة. سنلاقي الاحباب ونودعهم ونتحاشى الخصوم.حياة فيها اوقات الفرح والسرور والسعادة محدودة جدا. فلو اجرينا عملية حسابية بسيطة سنرى مصداق ما نقول. فمن الولادة الى ان عمر البلوغ نكاد لا نتمتع كما ينبغي في حياتنا. ثم تاتي مرحلة بناء المستقبل الشخصي والمنافسة مع الغير في الدراسة الى عمر قد يتجاوز الربع قرن. ثم الزواج وتربية الاطفال والعمل وتوفير الاسباب لنجاحهم. ثم تبدا مرحلة الضعف التدريجي حتى مفارقة الحياة. علما بان اكثر من نصف هذا العمر سيذهب بالنوم اليومي. والبقية الباقية بالعمل والاكل والشرب والبحث والسفر والمتاعب الكثيرة. لذا فلنتصور كم هي قليلة ومحدودة اوقات الفرح والمرح والسرور والسعادة.حقا انها اوقات محدودة وقليلة وقصيرة لا تستحق كل تلك التضحيات. وبالتالي من يراهن عليها فقد اخطا الهدف وندم على ما فات منه. فكم من ندم في اخر حياته بعدما جعل المال او الجاه او السلطة او النساء او الاولاد هدفا لحياته. لانه سيرى انه هدف حقير لا يستحق كل تلك التضحيات. بالنتيجة سوف يفارقه ويترك كل شيء لغيره عندما يتوفاه الموت.هنا عندما نرى باننا مفارقين من نحب ينبغي ان نغير اولوياتنا في الحياة. لعل اهم شيء هو ان نعتبرها حياة اختيارية مليئة بالامتحانات يجب تغيير نظرتنا الى مفهوم السعادة فيها. فلا يدوم فيها شيء ولا يمكن الارتكان اليها لانها ان اعطتنا مرة خذلتنا مرات.لا يدرك فلسفتها الا اولي الالباب فيعيدون الامر لصاحب الامر في الدنيا الفانية والاخرة الباقية. الذي خلق كل شيء وسخر الكون لخدمة الانسان ومنحه الاختيار بين الخير والشر. ليرى ماذا يفعل بهذه الحياة المتعبة المهلكة السريعة. وهل يجعلها موطن اختبار وتمحيص لما وراءها.لقد آن الوقت للضائعين المترددين الماديين الملحدين ان يستنبطوا دروس الحياة. فيغيروا اولوياتهم ويعلموا ان قضاء الله وقدره ماض رغم المعاندين. ينبغي ان تدرك البشرية من خلال رويتها الواقع المعاش بان هذه الدار هي دار فناء. اين الاباء والاجداد والاحبة فالكل مفارق الدنيا. على اي شخص ان يصبر على المحن ويعلم بانه يمر طيلة عمره في حياته بالسراء والضراء. انه امتحان رباني عسير في اغلب الاحيان ينجح فيه من يعمل لمرضاة الله. الذي يجازيه خير الجزاء ليعيش الحياة الحقيقية في الاخرة الابدية الباقية. حيث لا يوجد فيها هناك اي عمل او مشقة او الم او مرض او حزن او هرم او جوع او عطش وليس هناك موت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى