قصص من الواقع

(ام منتهى)

عندي محل مال تلفونات و حاسبات بشارع الصناعة … شغلي ماشي الحمدلله و عندي معاميل من كل بغداد و حتى محافظات خارج بغداد هم عندي معاميل اتعامل وياهم بالجملة مو شرط موبايلات او حاسبات شغلات ثانية هم .. اكسسوارات او شغلات تخص الحاسبات .. و طبعا مرات يجوني ناس كبار بالعمر ميعرفون شي بالتلفون و يسألوني من باب المعرفة بالشيء .. اكو رجل جبير بالعمر كلش مسيحي من اهل المنطقة دائما يجي ياخذ مني شغلات تخص التلفونات و مرات يجي يمي اذا فايت صدفه و هم مرات يجي يسألني على شغلات بالتلفون ميعرفها و اعلمه عليها .. الرجل كلامه حلو و هو شكله محبوب .. دائما يعجبني اسولف وياه … قبل فترة اجاني بس شكله مقهور كلش و مو مثل عوايده دائما يبتسم و يضحك و ينكت .. كلتله خير عمو اشو شكلك مو على بعضك .. طبعا جان جاي يشتري شغلة لابن بنته .. كالي ماكو شي بس اكو مرية توفت و هالمرية تمثلي العراق كله .. كلتله هيج تحبها لدرجة ربطتها بالعراق كله .. كال مو الحب الي براسك .. كلتله شبيها جان يكعد عالكرسي و بده يحجيلي .. يكول هالمرية جوارينه من نهاية السبعينات .. اسمها ام منتهى .. بيتنا مقابيل بيتهم هنا قريب عليك بالفروع .. علاقتها جانت كلش قوية بزوجتي و زوجتي الله يرحمها جانت يوميا ببيتها لو هي ببيتنا .. هالمرية اني امثلها بالعراق لان خسرت هواي .. بالثمانيات جانت الها اول خسارة .. جنا كاعدين بالبيت و جوي رياجيل لابسين عسكري جانو جايبيلها خبر استشهاد ابنها الجبير بالحرب .. احنا بيومها طلعنا على صياح بناتها و بجيهم .. و مفتهمنا شنو السالفة لان شفنا رياجيل لابسين زي عسكري .. من سألناهم عرفنا ابنها استشهد و جابو ورى كم يوم ملفلف بعلم .. ما عبرت خمس سنوات وراها زوجها توفى لان جان عنده مشاكل بالكبد .. بقو عدها اربع ولد و بنات ثنين .. تعبت كلش على تربيتهم .. لان صغار و بدون اب .. جانو شوية وكحين بس بمرور الوكت استعدلو و كامو يساعدون امهم بالعيشة .. و يشتغلون بكل شي .. و هي هم جانت تشتغل بس من شوية كبرو ولدها كعدت بالبيت .. الولد من كبرو بطلو من المدارس و تعرف الي يبطل من المدرسة لازم يدخل جيش .. الاصغر من الجبير جان دائما يهرب من الجيش علمود يشتغل .. و يوميا الحزبية جايين عليهم .. ويدورون عليه .. اكثر من مره ختلته ببيتي بس جنت انصحه يروح يسلم نفسه لان العسكرية براسه براسه .. و بحرب التسعين استشهد المسكين .. من استشهد اني تخيلت نفسي جنت سبب من اسباب استشهادة لان جنت دائما اكله سلم روحك .. و حجيتلها هالشي وجنت ابجي بيوم الي سولفتلها .. باستني من راسي كالتلي انته عمه ترى و جنت تنصحه و ترى نفس حجايتك اني جنت احجيها الى يوميا … هم جنت اكله العسكرية براسك لازم تكملها .. و جنت اتعارك وياه لان من وراه يوميا الحزب و ضابط امن المنطقة جايين علينا للبيت .. هاي جانت خسارتها الثانية .. و مرت سنين و جتي اظلم مرحلة بتاريخ العراق الي من اتذكرها اريد ابجي .. هي مرحلة الطائفية .. بذيج المرحلة اني جنت ما اطلع هواي و كعدتي كلها مقابيل باب البيت … فد يوم كاعد اني جان يجي ولد شاب يروح و يرجع بالشارع .. وكفته كلتله ابني محتاج شي .. كالي والله عمي اني جاي على بيت ام منتهى .. كلتله كول شتريد منهم ؟؟؟ كالي والله مادري منين ابدي .. كلتله ابدي من الي يريحك ابني .. كالي اني جايب خبر مو حلو .. كلتله ياستار شكو ؟؟ كالي ابنهم لكو وي اربع شباب بساحة مال طوبة مكتولين .. و محد يعرف منو الي كتلهم بس الشغلة واضحه طائفية .. و ابن عمي واحد من الاربعة … من رحنا للطب العدلي شفنا الجثث اخوية عرف احمد (ابن ام منتهى) و كالونه الشرطة هذولة كلهم جبناهم سوى … اخوية كال هذا يشتغل وي ابن عمنا بشارع السنك و طلع يندل بيتهم ويعرفه معرفه شخصية و هو دلاني بيتهم و كالي ماكدر اني انقللهم الخبر لان امه جبيرة و اخاف يصير بيها شي .. دزني الي ابلغهم وهسه حاير شسوي ماعرف .. طبعا من كالي هيج اني بجيت لان احمد رابي وي جهالي .. احمد قبل ميبطل من جانت المدرسة تدز على ولي امره اذا مسوي مشكلة اني جنت اروح بعد وفاة والده .. جنت اكولهم اني ولي امره جنت احس روحي ابوه والله .. كلتله كول غيرها متاكد احمد .. جان يطلعلي جنسيته لزمت الجنسية و حضنت الولد و بجيت و كلتله روح اني ابلغهم و راح الولد .. طبيت للبيت حجيت لزوجتي (جانت عايشة بذاك الوكت) .. كلتلها هيج وهيج كامت تلطم و تصيح .. كلتلها صوتج راح يسمعون .. كالت شيسمعون احمد راح .. سكتتها بالكوى و رحت وحدي .. همه مقابيل بيتنا .. المسافة الي تفصل بابنا عن بابهم امتار معدوده .. بس رجلي متمشي .. اجرها بالكوى .. و كل الشريط اجه براسي و تذكرت الجنود الي جوي بالثمانيات .. و تذكرت ابنها الي استشهد بالتسعين و جنت اني اكله سلم نفسك .. رفعت راسي للسما كلت ياربي اني شمسوي بحياتي حتى اتخلى بهيج موقف .. و صليت و قويت كلبي و مشيت .. دكيت الباب و تمنيت متنفتح هالباب و يطلع كل الي ديصير حلم بس حلم ثكيل .. حلم حقير .. بس للاسف مو حلم وانفتحت الباب و صارت بوجهي ام منتهى .. بجيت بس شفتها هي حست اكو شي .. كالت ريتا وينها (خافت خطية على زوجتي لان تدري مريضه) كلتلها مابيها شي ريتا بالبيت .. كالت شكو احجي .. و حجيتلها .. تخربطت و طلعو البنات .. و راح احمد بدون سبب .. و لحد هاللحظة منعرف ليش انقتل و منو الي قتله .. و هاي هم جانت خسارة الها .. خسرت تلاثة من ولدها .. ثنين بالحروب و الثالث بالطائفية .. و رغم كل الي بيها جانت تساعد و تركض للناس .. اخر ايام زوجتي مفاركتها ابد .. جانت ليل ونهار يمها بالمستشفى .. من توفت زوجتي انكسرت ام منتهى .. لان جانو سوى دائما .. حسيتها بقت وحيدة و جنت دائما احاول اضحكها و تكلي الوحيدة الي هونت عليا فراك ولدي زوجتك و زوجتك هم راحت .. و اليوم توفت ام منتهى .. لحكت زوجها و ريتا و لحكت ولدها .. علمود هالشي اني يا ابني اكلك هالمرية تمثلي العراق .. لان تعبت مثل ما تعب هالبلد .. وتحملت مثل متحمل هالبلد .. تراب هالكاع انروت بدم ولدها … هاي قصة ام منتهى و هاي سالفتها .. (ام منتهى) انتهى اخوكم ابو بغداد سايق التكسي #ابوـبغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى