مقالات

انتحار مدير الشركة الكورية المسؤولة عن مشروع ميناء الفاو الكبير ( ما بين المؤامرة و المعتقدات

زهراء الياسري

إلعثور على مدير الشركة الكورية العاملة في ميناء الفاو الكبير منتحر شنقاً في الأمس الثامن من تشرين الاول مساءا داخل محل إقامته في قضاء الفاو أقصى جنوب البصرة العراقيةوأوضحت المصادر الأمنية التي فتحت تحقيقا حول الموضوع على الفور خصوصا و ان الجثة تعود لشخص اجنبي الجنسية :أنه لا يعرف لحد الان سبب الانتحار.و مشروع ميناء الفاو الكبير قد وضع حجر الأساس له في الخامس من نيسان عام 2010 للشروع في تطويره للمساهمة في تحسين واردات العراق البحرية قد أوكلت المهمة للشركة الكورية الجنوبية من قبل الحكومة العراقية،وكان وزير النقل ناصر الشبلي،قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، الاتفاق على الصيغة النهائية لعقد ميناء الفاو الكبير. وقدرت كلفة المشروع بنحو 4.6 مليار دولار، وكان من المفترض أن ينجز خلال أربع أو خمس سنوات، لكن وبعد 10 سنوات على وضع حجر الأساس، فإن كاسر الأمواج هو الشيء الوحيد الذي اكتمل إنشاؤه.تعليقي على هذه الحادثة هو :قد تهمل الحكومة العراقية و الجهات الأمنية المختصة اي جريمة قتل تحدث ملابسات في تفاصيلها التي تخص المواطنين العراقيين و لكن من الصعب جدا أن تتجاهل حادثة تخص شخص اجنبي له مكانة مرموقة و علاقات استطاع من خلالها الحصول على توكيل بناء و توسيع مشروع ضخم و مهم كمشروع ميناء الفاو الكبير، و من خلال استقرائي للحادث هناك احتمالين لا ثالث لهما تعتبر سبباً رئيسيا للواقعة و هماالأول : قد يكون عامل المنافسة الذي هو أمر طبيعي و بديهي بين كل الشركات الأجنبية التي تحصل على وكالة إدارة و تنفيذ مشاريع مهمة و حيوية في أي بلد و هذا بهدف زعزعة ثقة الحكومة و تخوفاتها من تبعات الموضوع و بالتالي يؤدي إلى سحب المشروع من الشركة المنفذة و ايكال المهمة إلى شركة أخرى و هذا احتمال وارد و طبيعي ان تبدو الحادثة و كأنها تعطي صفة الانتحار و تعكس بالتالي صورة سلبية عن إمكانية التلكؤ بالمشروع و العراقيل التي ستكون فيه و ربما كانت من مصلحة احد حيتان الفساد المالي والإداري أن يتباطئ عمل المشروع و عدم تنفيذه اساسا أسوة بالمشاريع الكبيرة الأخرى التي ستساهم بشكل كبير في تطوير و تقدم البلد من كافة النواحي و السوابق كثيرة و خطيرة و لا حاجة للأدلة في ظل التردي و التدهور الذي يعيشه الشعب العراقي نتيجة لما ذكرته سابقا خصوصا و ان تكلفة المشروع كبيرة جدا و لكن صغيرة بحجم النتائج و الواردات التي ستأتي للعراق فيما بعد و لابد أن هؤلاء أصحاب المصلحة في إيقاف عجلة التقدم و الاقتصاد قد فكروا في أن أموال المشروع قد تكون في حساباتهم المصرفية أولى من أن يتم صرفها على مشاريع يسخرون من هدفها بالواقع.الاحتمال الثاني : قد تكون عوامل الضغط النفسي الذي يعيشها الإنسان من القلق و الخوف و التوتر و التردد قد تسببت في أن يفكر مدير الشركة الكورية الجنوبية بالانتحار لا سيما أن معتقدات شعوب اسيا الشرقية تبرر الانتحار و توجبه إذا كان الإنسان قد قام بفعل أو سلوك غير جيد كنوع من التكفير عن ذنبه حسب ما يعتقدون به و ربما قد شعر أن المسؤولية الملقاة على عاتقه و الضغوط الأخرى التي قد تكون أحدها ما ذكرته أعلاه من ضغوطات أصحاب المصالح الفاسدين قد أودت بحياة هذا الرجل أو أنه رأى أن أسلم حل له في ظل كل تلك الخيارات المحيرة هو إنهاء حياته و الحصول على الراحة الأبدية.بصراحة انا استبعد العامل الثاني في احتمالياتي الداخلية لا سيما و ان المنتحر شخص يائس من الحياة و ليس لديه أي دوافع للبقاء و كذلك انسان فاشل في أغلب الأمور و هذا ما يتنافى مع وضع مدير الشركة الكورية الجنوبية بالإضافة إلى أنه لم يترك اي إثر يدل على رغبته في الانتحار و هو ما جعل الأمر يبدو غامضا لا مبرر له و لكن ما اعرفه ان الايام القادمة ستكشف ربما تفاصيل أخرى أو سيتم التكتم عليها كما هو الحال دائما و تنسب إلى مجهول أو تلاصقه صفة المنتحر و يكتفوا بهذا القدر و بكل الاحوال نحن نتأمل أن لا تؤثر هذه الحادثة على إنشاء المشروع الذي سيكون ثروة حقيقية تعود على العراق بالتقدم و فرص العمل للكثير من الشعب العراقي الذي يعاني من البطالة و الفقر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى