مقالات

انتخابات اليانصيب

د نزار محمود

يبدو‭ ‬ان‭ ‬عراق‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬شعب‭ ‬عجائب‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬ولا‭ ‬تستقيم‭ ‬معه‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬وأنظمة‭. ‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬يندرج‭ ‬مقترحات‭ ‬حول‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭.‬انا‭ ‬أعرف‭ ‬ان‭ ‬حكايتي‭ ‬مع‭ ‬المقترح‭ ‬سوف‭ ‬تبدأ‭ ‬بوابل‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬وزخات‭ ‬من‭ ‬الضحك،‭ ‬وربما‭ ‬الاستهزاء،‭ ‬وليس‭ ‬أقل‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬التشويه‭ ‬واتهامات‭ ‬بمس‭ ‬الجنون‭! ‬لكن‭ ‬مهلاً‭ ‬ايها‭ ‬الأصدقاء‭ ‬ولنتحاور‭ ‬بهدوء،‭ ‬وقد‭ ‬ننتهي‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬نتفق‭ ‬عليه‭ ‬ونهدأ‭ ‬له‭.‬منذ‭ ‬‮٢٠٠٣‬‭ ‬عام‭ ‬الغزو‭ ‬والاحتلال‭ ‬والحديث‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وعلى‭ ‬ألسنة‭ ‬أهله‭ ‬وأصحابه‭ ‬ومالكيه‭ ‬حول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬سالت‭ ‬انهار‭ ‬من‭ ‬الدماء‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬وهجرت‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬وهدرت‭ ‬مئات‭ ‬وربما‭ ‬الاف‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬ونحن‭ ‬نلهث‭ ‬راكضين‭ ‬دون‭ ‬اتجاه‭ ‬الى‭ ‬المجهول‭. ‬ومنذ‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٠٥‬‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬اقرار‭ ‬دستور‭ ‬ممسوخ‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬شعب‭ ‬العراق،‭ ‬اجرينا‭ ‬عدة‭ ‬دورات‭ ‬انتخابية‭ ‬“ديمقراطية‭ ‬نزيهة”‭ ‬وانتخبنا‭ ‬برلمانيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يمثلوا‭ ‬مصالح‭ ‬الشعب‭ ‬ويحفظوا‭ ‬ثرواته‭ ‬ويدافعوا‭ ‬عن‭ ‬سيادته‭ ‬وكرامته‭. ‬وما‭ ‬كان‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لحد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬حصل،‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭ ‬من‭ ‬بصيص‭ ‬انه‭ ‬سيحصل‭. ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬أسسها‭ ‬وميكانيكياتها‭ ‬قد‭ ‬حفرت‭ ‬الخنادق‭ ‬وعمقتها‭ ‬ورسخت‭ ‬مبادىء‭ ‬السلطات‭ ‬طائفياً‭ ‬وتوزيع‭ ‬مناصب‭ ‬الغنائم‭ ‬تحاصصياً،‭ ‬وشرعت‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬السرقة‭ ‬والنهب‭ ‬في‭ ‬رواتب‭ ‬ومخصصات‭ ‬ومكافآت‭ ‬ما‭ ‬عرفت‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬مثيلاتها‭.‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬آليات‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬ارتديتاها‭ ‬أثواباً‭ ‬مستعارة‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬والألوان‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬المضمون‭ ‬والقياس،‭ ‬تشكلت‭ ‬برلماناتنا‭ ‬في‭ ‬دوراتها‭ ‬مافيات‭ ‬وقبائل‭ ‬سياسية،‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬مصالحها‭ ‬وتتفق‭ ‬في‭ ‬اختلافاتها‭!! ‬وكان‭ ‬الضحية‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الشعب‭ ‬المسكين‭ ‬في‭ ‬هويته‭ ‬وكرامته‭ ‬ووحدته‭ ‬ولقمة‭ ‬عيشه‭ ‬وصحته‭ ‬وحياته‭ ‬ومستقبل‭ ‬ابنائه‭.‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ليحصل‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬لا‭ ‬وطنية‭ ‬وقوى‭ ‬عميلة‭ ‬ومجموعات‭ ‬مرتزقة‭ ‬في‭ ‬مرشحيها‭ ‬ونوابها‭ ‬ووزرائها‭ ‬وسلطاتها‭ ‬الثلاث،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتعايش‭ ‬معه‭ ‬انتخاباتنا‭ ‬وتعمل‭ ‬بموجبه‭.‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬وتلك‭ ‬الحال‭ ‬تدفعني‭ ‬لطرح‭ ‬مقترح‭ ‬بديل‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬ساذجاً‭ ‬أو‭ ‬خيالياً،‭ ‬لكنه‭ ‬سيجنبنا‭ ‬ويلات‭ ‬انتخاباتنا‭ ‬وتداعياتها‭. ‬وبالطبع،‭ ‬فإن‭ ‬الترشيح‭ ‬وقبول‭ ‬المتسابقين‭ ‬الاحرار‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬يانصيب‭ ‬الانتخابات‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬دون‭ ‬اشتراطات‭ ‬عقلانية‭ ‬ووطنية‭ ‬صادقة،‭ ‬ودون‭ ‬ممهدات‭ ‬في‭ ‬مأسسة‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬وحياديته‭ ‬الوطنية‭ ‬وصلاحياتها‭ ‬العملية‭.‬ان‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمان‭ ‬اليانصيب‭ ‬سيخرج‭ ‬لنا‭ ‬نواباً‭ ‬يحكمون‭ ‬عقولهم‭ ‬وضمائرهم‭ ‬بحرية‭ ‬دون‭ ‬مافيوية‭ ‬سياسية‭ ‬تحكمهم‭ ‬ودوائر‭ ‬اقتصادية‭ ‬تبتزهم‭ ‬وميليشيات‭ ‬تهددهم‭ ‬ومرجعيات‭ ‬تأمرهم‭. ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬للشعب،‭ ‬كل‭ ‬الشعب،‭ ‬حكمه‭ ‬على‭ ‬نزاهتهم‭ ‬وانجازاتهم‭ ‬وكفاءاتهم‭ ‬دون‭ ‬مظلات‭ ‬وتكتلات‭ ‬تحميهم،‭ ‬وسيكون‭ ‬للأعلام‭ ‬حريته‭ ‬الوطنية‭ ‬النبيلة‭.‬اكتفي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بطرح‭ ‬الفكرة‭ ‬دون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬تنفيذها‭ ‬الفنية‭.‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬عراق‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬شعب‭ ‬عجائب‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬ولا‭ ‬تستقيم‭ ‬معه‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬وأنظمة‭. ‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬يندرج‭ ‬مقترحات‭ ‬حول‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭.‬انا‭ ‬أعرف‭ ‬ان‭ ‬حكايتي‭ ‬مع‭ ‬المقترح‭ ‬سوف‭ ‬تبدأ‭ ‬بوابل‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬وزخات‭ ‬من‭ ‬الضحك،‭ ‬وربما‭ ‬الاستهزاء،‭ ‬وليس‭ ‬أقل‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬التشويه‭ ‬واتهامات‭ ‬بمس‭ ‬الجنون‭! ‬لكن‭ ‬مهلاً‭ ‬ايها‭ ‬الأصدقاء‭ ‬ولنتحاور‭ ‬بهدوء،‭ ‬وقد‭ ‬ننتهي‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬نتفق‭ ‬عليه‭ ‬ونهدأ‭ ‬له‭.‬منذ‭ ‬‮٢٠٠٣‬‭ ‬عام‭ ‬الغزو‭ ‬والاحتلال‭ ‬والحديث‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وعلى‭ ‬ألسنة‭ ‬أهله‭ ‬وأصحابه‭ ‬ومالكيه‭ ‬حول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬سالت‭ ‬انهار‭ ‬من‭ ‬الدماء‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬وهجرت‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬وهدرت‭ ‬مئات‭ ‬وربما‭ ‬الاف‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬ونحن‭ ‬نلهث‭ ‬راكضين‭ ‬دون‭ ‬اتجاه‭ ‬الى‭ ‬المجهول‭. ‬ومنذ‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٠٥‬‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬اقرار‭ ‬دستور‭ ‬ممسوخ‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬شعب‭ ‬العراق،‭ ‬اجرينا‭ ‬عدة‭ ‬دورات‭ ‬انتخابية‭ ‬“ديمقراطية‭ ‬نزيهة”‭ ‬وانتخبنا‭ ‬برلمانيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يمثلوا‭ ‬مصالح‭ ‬الشعب‭ ‬ويحفظوا‭ ‬ثرواته‭ ‬ويدافعوا‭ ‬عن‭ ‬سيادته‭ ‬وكرامته‭. ‬وما‭ ‬كان‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لحد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬قد‭ ‬حصل،‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭ ‬من‭ ‬بصيص‭ ‬انه‭ ‬سيحصل‭. ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬أسسها‭ ‬وميكانيكياتها‭ ‬قد‭ ‬حفرت‭ ‬الخنادق‭ ‬وعمقتها‭ ‬ورسخت‭ ‬مبادىء‭ ‬السلطات‭ ‬طائفياً‭ ‬وتوزيع‭ ‬مناصب‭ ‬الغنائم‭ ‬تحاصصياً،‭ ‬وشرعت‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬السرقة‭ ‬والنهب‭ ‬في‭ ‬رواتب‭ ‬ومخصصات‭ ‬ومكافآت‭ ‬ما‭ ‬عرفت‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬مثيلاتها‭.‬وفي‭ ‬اطار‭ ‬آليات‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬ارتديتاها‭ ‬أثواباً‭ ‬مستعارة‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬والألوان‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬المضمون‭ ‬والقياس،‭ ‬تشكلت‭ ‬برلماناتنا‭ ‬في‭ ‬دوراتها‭ ‬مافيات‭ ‬وقبائل‭ ‬سياسية،‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬مصالحها‭ ‬وتتفق‭ ‬في‭ ‬اختلافاتها‭!! ‬وكان‭ ‬الضحية‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬الشعب‭ ‬المسكين‭ ‬في‭ ‬هويته‭ ‬وكرامته‭ ‬ووحدته‭ ‬ولقمة‭ ‬عيشه‭ ‬وصحته‭ ‬وحياته‭ ‬ومستقبل‭ ‬ابنائه‭.‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ليحصل‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬لا‭ ‬وطنية‭ ‬وقوى‭ ‬عميلة‭ ‬ومجموعات‭ ‬مرتزقة‭ ‬في‭ ‬مرشحيها‭ ‬ونوابها‭ ‬ووزرائها‭ ‬وسلطاتها‭ ‬الثلاث،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتعايش‭ ‬معه‭ ‬انتخاباتنا‭ ‬وتعمل‭ ‬بموجبه‭.‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬وتلك‭ ‬الحال‭ ‬تدفعني‭ ‬لطرح‭ ‬مقترح‭ ‬بديل‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬ساذجاً‭ ‬أو‭ ‬خيالياً،‭ ‬لكنه‭ ‬سيجنبنا‭ ‬ويلات‭ ‬انتخاباتنا‭ ‬وتداعياتها‭. ‬وبالطبع،‭ ‬فإن‭ ‬الترشيح‭ ‬وقبول‭ ‬المتسابقين‭ ‬الاحرار‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬يانصيب‭ ‬الانتخابات‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬دون‭ ‬اشتراطات‭ ‬عقلانية‭ ‬ووطنية‭ ‬صادقة،‭ ‬ودون‭ ‬ممهدات‭ ‬في‭ ‬مأسسة‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬وحياديته‭ ‬الوطنية‭ ‬وصلاحياتها‭ ‬العملية‭.‬ان‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمان‭ ‬اليانصيب‭ ‬سيخرج‭ ‬لنا‭ ‬نواباً‭ ‬يحكمون‭ ‬عقولهم‭ ‬وضمائرهم‭ ‬بحرية‭ ‬دون‭ ‬مافيوية‭ ‬سياسية‭ ‬تحكمهم‭ ‬ودوائر‭ ‬اقتصادية‭ ‬تبتزهم‭ ‬وميليشيات‭ ‬تهددهم‭ ‬ومرجعيات‭ ‬تأمرهم‭. ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬للشعب،‭ ‬كل‭ ‬الشعب،‭ ‬حكمه‭ ‬على‭ ‬نزاهتهم‭ ‬وانجازاتهم‭ ‬وكفاءاتهم‭ ‬دون‭ ‬مظلات‭ ‬وتكتلات‭ ‬تحميهم،‭ ‬وسيكون‭ ‬للأعلام‭ ‬حريته‭ ‬الوطنية‭ ‬النبيلة‭.‬اكتفي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بطرح‭ ‬الفكرة‭ ‬دون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬تنفيذها‭ ‬الفنية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى