مقالات

تحديات القادة المهزومين

قلم كامل سلمان

عندما كنا صغارا كانوا يصورون لنا الصراع الحقيقي والمصيري في المنطقة العربية هو بين القومية العربية واسرائيل ومن خلفها امريكا ، وكانوا يعملون جاهدين على اقناعنا بإن امريكا عدوة للشعوب وانها ضد العرب وان الروس حليفون لنا وكانوا يعملون ما بوسعهم ان نكره امريكا ونحب الروس وبعد نصف قرن تقريبا تغيرت المعادلة فالأن يصورون لنا الصراع الحقيقي والمصيري هو الان بين الإسلام وامريكا ، وهم يعملون جاهدين على اقناعنا بأن امريكا عدوة للمسلمين وانها ضد المسلمين وان الصينين حلفاء لنا ويعملون ما بوسعهم ان نكره امريكا ونحب الصين وبعد خمسين سنة قادمة سيطرحون لنا بديل ثالث عن الروس والصين وهذا يعني تغير الحلفاء كل مرة مع ثبات الاعداء ، طبعا اذا نظرنا الى الوراء كي نرى كيف انتهى الصراع الاول المختلق بين القومية العربية وامريكا سنرى ان القوميون العرب ومن خلال قادتهم النوادر كانوا يصارعون دول العالم المتقدم جميعها وكانت جيوشهم التي يراهنون عليها والتي كان افرادها كما صورتها لنا شاشات التلفزة يأكلون الافاعي ويرهبون البسطاء ويقطعون بأنيابهم الذئاب اصبحت هذه الجيوش قرابين وتم سحقها واهانتها ثم تحولت هذه الجيوش العظيمة الى منظمات ارهابية او الى عصابات دموية او مشردين هنا وهناك ، طبعا لم تظهر حقيقة قوة هذه الجيوش وجبروتها الا ضد المدنيين العزل ، وكان القوميون شعارهم حرق نصف اسرائيل وهزيمة امريكا ولم يحرقوا الا شعوبهم ولم يهزموا الا انفسهم ، اما الاسلاميون بشقيها السني والشيعي فشعارهم محو اسرائيل كاملة وليس النصف ، المهم محو اسرائيل وعدم التفكير في محو الفقر والتخلف و محو الامية ( لإن الامية ليست عدو ) و أذلال امريكا ولكن ما حصل حتى الان تم محو الشق السني المتمثل بالاخوان المسلمين الذين قطع دابرهم وصاروا طرائق قددا واما الشق الشيعي فمازال تحت المطرقة دون ان يحرك ساكنا ويقدم القرابين تلو القرابين ، والغريب في الامر ان القوميين بدأوا بجيوش جرارة وانتهوا الى مليشيات ومنظمات ارهابية اما الاسلاميون فقد بدأوا بمليشيات فبماذا سينتهون . المهم هناك قطيع من البشر يتم التجربة بهم والنتائج محسومة لإن العالم المتحضر الذي تقوده دول العالم الغربي سوف لن تسمح للفوضى التي خلقها الاسلاميون ان تستمر سيخلقون لهم الف محرقة وجحيم ليشاغلوهم بها فقد حاباهم الله بالعلم والقوة والقدرة على سحق اعداء الإنسانية . اما الشعارات الثورية الفارغة والكثرة العددية للأسلاميين وقادتهم الرموز فلم تعد لها قيمة تذكر امام قوة العقل وصلابة القيم الإنسانية والتفوق التكنلوجي ، لإن حقيقة الاسلاميين لا تختلف كثيرا عن حقيقة القوميين فكلاهما حقيقتهما واحدة الا وهي محاولة البقاء اطول فترة ممكنة في الحكم لسرقة ونهب الاموال وقتل الابرياء والتمتع بالجواري والغلمان والليالي الحمراء ، واما محاولة حشر الدين الاسلامي الحنيف وقيم العروبة في هذا الصراع فقد فشل فشلا ذريعا بدليل الانتشار الكبير للمساجد والحسينيات في الدول الغربية واحترام دساتير الدول الغربية للأسلام كدين وللعربية كلغة وتأريخ ، اضافة الى اقامة الملايين من العرب والمسلمين في دول الغرب كمواطنين دون تمييز مع ابناء البلد فهم يبلون بلاءا حسنا جنبا الى جنب مع اخوتهم في الإنسانية في الدول الغربية ضد الاوبئة والتخلف والعنصرية ، اما الذين رفعوا شعار الاسلام والعروبة ضد الحضارة والتمدن العالمية بحجة الكرامة والدين والشريعة انما هم مجاميع من العصابات القذرة تسلطت على الشعوب المغلوبة على امرها واعادتها الى حضيض التخلف والحياة البدائية وكل همهم عزل هذه الشعوب عن الحرية وعن التقدم . هذا هو السيناريو المطروح امامنا وهو معروف البداية والنهاية ولا يخفى على كل ذي لب وقد تعودت تلك المجاميع الظلامية ان تعاني الهزيمة وتهان في كل مرة ( يخدعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم ) …نقول لهم توقفوا عن هذه المهازل واتركوا الشعوب تعيش بحرية وأمان ، انتم من سلب الامان وانتم من جلب الويلات لهذه الشعوب ، ارحلوا مع شياطينكم الذين يملئون رؤوسكم او انظروا الى الحياة بتفاؤل ومحبة وكفى عدوانية وكراهية للاخرين ، كل مرة تجربون حظكم وتفشلون ولم يبقى لكم حياء ولا كرامة ومن فضيحة لأخرى اكبر من اختها ، اما آن لكم ان تتعظون . ومن لا يتعظ اليوم ستعلمه الايام معنى الوعظ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى