الأمنية

تركيا والعمال الكردستاني يحولان شمال العراق إلى ساحة حرب

تشهد مدن وبلدات كردية تقع في شمال شرق محافظة دهوك العراقية بإقليم كردستان، مواجهات مسلحة بين القوات التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يشن منذ عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية، فيما تأتي هذه التطورات بينما يثير الوجود العسكري التركي في الساحة العراقية جدلا وغضبا بسبب انتهاكات أنقرة الواسعة لسيادة العراق.
وبحسب مدير ناحية كاني ماسي  بمحافظة دهوك فإن “اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم الاثنين بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني التركي بالقرب من قرية هروري التابعة لناحية كاني ماسي بقضاء العمادية شمال شرقي دهوك بإقليم كردستان مما أثار هلع السكان المدنيين في المنطقة” .
وأوضح  أن “الجيش التركي استخدم طائرات هليكوبتر لضرب مواقع حزب العمال مما أثار هلعا وخوفا بين المدنيين من سكان القرى القريبة الذين لم يتركوا قراهم رغم القصف والاشتباكات المسلحة التي باتت تحدث بشكل شبه يومي بين الجانبين”.
وذكر بكر بايز قائممقام قضاء قلعة دزة أن “الطائرات التركية استهدفت سيارة مدنية بالقرب من قرية غيرا التابعة لقضاء قلعة دزة  وأدت  إلى مقتل أربعة أشخاص وتدمير السيارة”، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تدقق في هويات القتلى الذين كانوا يستقلون تلك السيارة.
وأفاد مصدر، بأن طائرات تركية قصفت سيارة مدنية تقل أربعة عراقيين أكراد  في محافظة السليمانية مما تسبب بمقتلهم جميعا.
وتقوم القوات العسكرية التركية بعمليات عسكرية واسعة في مناطق إقليم كردستان شمالي العراق لملاحقة حزب العمال الكردستاني أقصى شمالي البلاد.
وتثير العمليات التركية موجة سخط خاصة في السليمانية التي انتفضت أكثر من مرة تنديدا بمقتل مدنيين في عدة مناطق كردية في شمال العراق. كما تثير انتهاك تركيا لسيادة العراق توترا بين أنقرة وبغداد، إلا أن موقف الحكومة العراقية الاتحادية يبدو ضعيفا ولم يرق إلى مستوى الأحداث وهو ما يثير كذلك حالة من الاحتقان لدى أحزاب سياسية وفصائل.

وسبق لتلك الفصائل أن دعت تركيا لسحب قواتها، مهددة بأنها ستتعامل مع القوات التركية باعتبارها قوات احتلال ما يعني أنها ستكون هدفا مشروعا للاستهداف.
ورغم ذلك تمضي أنقرة في تعزيز وجودها العسكري في شمال العراق خاصة في المناطق القريبة من معاقل حزب العمال الكردستاني في سنجار وقنديل.
وتريد تركيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة على غرار تلك التي تقيمها في شمال سوريا والتي تشكل منطلقا رئيسيا لعملياتها الجوية ضد المسلحين الأكراد السوريين.
وتأخذ احزاب سياسية عراقية والفصائل صمت حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ولماذا لم تتحرك لوقف الانتهاكات التركية لسيادة العراق، حيث تنفذ انقرة عمليات عسكرية وتوغلات برية دون تنسيق مع الجهات العراقية الرسمية.
كما أن الرئيس التركي هدد علنا بأن بلاده ستأخذ زمام الأمور بيدها ما لم تتحرك بغداد لكبح أنشطة حزب العمال الكردستاني وهو أمر يعتبر إهانة واستهانة بالسلطات العراقية.
وتبرر تركيا عملياتها حتى تلك التي يقتل فيها مدنيون أكراد في شمال العراق، بأنها موجهة ضد الجماعات الإرهابية.
وحزب العمال الكردستاني مصنف تنظيم إرهابي من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهو ما أعطى أنقرة ذريعة لملاحقة المتمردين الأكراد حتى خارج الأراضي التركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى