السياسيةالعربية والدولية

تقرير لـ “رويترز”يكشف سبب تقلبات الصدر بمواقفه من جهة إلى أخرى

كشف تقرير لوكالة “رويترز” عن تفاصيل اجتماع جمع قادة من فصائل الحشد الشعبي وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في إيران بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، تمخض عن منح الصدر دورا أكبر في تشكيل الحكومة الجديدة.

وذكر التقرير الذي نشر أول امس الاثنين، 24 شباط 2020، ان ” الاجتماعات التي عقدت في مدينة قم الإيرانية، بعد مقتل سليماني، توصلت على إثره فصائل من الحشد إلى اتفاق مع الصدر، يتركز على إعطائه دورا أكبر في تأليف الحكومة العراقية الجديدة ودور قيادي ديني أكبر بين الفصائل الموالية لإيران في العراق.” وتابع انه “مقابل هذه الصلاحيات الواسعة، فإن الصدر سيلعب دورا عبر الموالين له لإضعاف الاحتجاجات الشعبية، وإعادة توجيهها نحو مطالب بسحب القوات الأميركية من العراق، وذلك بحسب مسؤولين عراقيين بارزين”.

وأضاف أن “الاتفاق الذي عقد في قم، رعته إيران وحزب الله وسعى إلى الحفاظ على النفوذ الإيراني في العراق من خلال رص صفوف الفصائل التي تدعمها ايران مع تلك التي يقودها الصدر، حيث شهدت الفصائل حالة من الفوضى بعد الغارة التي أسفرت عن مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس في 3 كانون الثاني في بغداد”.
وبحسب الوكالة الغربية فإن “الصدر كان مشوشا أيضا، فهو تزعم التظاهرات المناهضة للحكومة في السنوات الاخيرة، لكنه لم يتمكن فعليا من فرض نفسه على الاحتجاجات الأخيرة التي بدأت في تشرين الأول الماضي ضد الطبقة السياسية الحاكمة والتدخل الإيراني في العراق.”

وأشار التقرير إلى انه “بعد الاجتماع جرى تحول في مواقف الصدر، حيث بدأ بقلب مواقفه من جهة إلى أخرى، فهو حارب الولايات المتحدة في أوقات مختلفة، وندد بالتدخل الإيراني، ودعم التظاهرات الرافضة للطبقة الحاكمة وفي نفس الوقت لعب دورا كبيرا في اختيار الوزراء لحكومة محمد توفيق علاوي التي من المقرر أن تأخذ ثقة مجلس النواب الخميس المقبل”.

من جانبه أفاد أحد مساعدي الصدر، الذي سافر إلى قم ورفض الكشف عن هويته، بان “إيران تعتبر الصدر الحل الوحيد لمنع انهيار قوتها تحت ضغط الاحتجاج وضعف الميليشيات التي تدعمها”.

كما أكد التقرير نقلا عن مصدريين شبه عسكريين، قولهما إن ” الصدر طالب بوزارتين في حكومة علاوي، والفصائل قبلت باعتبار أن الصدر قد يلعب دورا مهما في تعزيز موقفها الرافض للوجود الأميركي في العراق”، وبحسب مسؤولين حكوميين وبرلمانيين فان “الصدر سيكون له تأثير كبير على تشكيلة الحكومة التي اقترحها علاوي، وإذا نالت الثقة فستعمل بشكل شبه كامل لصالح الصدر، فهو يفضل المستقلين لأنهم ضعفاء ويمكنه فرض قرارته عليهم”.

وختم التقرير بالقول إن ” الصدر قد يحقق مكاسب سياسية على المدى القصير، لكن تعامله مع الجماعات المدعومة من إيران أبعد عنه الكثير من مؤيديه”، فيما ذكرت الوكالة بمواقف الصدر المتناقضة في أوائل الشهر الجاري، التي دعت للاحتجاج للمطالبة بانسحاب القوات الأميركية من العراق، ثم دعا أنصاره للانسحاب من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ثم قرر الانضمام إليها مرة أخرى وما تبع ذلك من اشتباكات بين المحتجين السلميين وأصحاب “القبعات الزرق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى