قصص من الواقع

تقلصات طائفية ( الرواية الأولى)

بنص كل منطقة سكنيه اكو ساحات مفتوحة و مسيجة بياس (الياس هو نوع من انواع النباتات) هالساحات مخلين بيها زحليكه و مراجيح و ملاعيب صغار مثل الحصونه او النحل او الفراشات تنركب بس هي ثابته بمكانها (يعني اشكال كارتونية علمود الجهال يحبوها و يلعبون بيها) … المنطقة الي اني عايش بيها اغلبها عرب .. يعني عراقيين و سوريين و شوية مصريين … اني بوقتها جنت اشتغل بمطبعة ورقية .. المطبعة ارضيه و الفوكانا كلها شقق… المعمل بي شبابيك مقابيل هالساحة الي حجيت عليها .. جنت اني و اشتغل اباوع عالساحة … يجون جهال وحدهم مرات و مرات يجون نسوان كبار بالعمر يكعدون عالمسطبات و مرات يجون رياجيل كبار بالعمر … بس اكو بنيه يوميا تجي تلعب ابنها مادري بنتها لان ماعرف جنس الطفل شنو بسبب مسافة الشباك عن الساحه (بعيده) … الي جنت اشوفه هي تركب الطفل بالمرجوحه و مرات تركبه على الزحليكه و تبقى تلعب وياه لوقت طويل و بعدين تاخذه و تروح … تعلمت يوميا اشوف هالبنية هي و طفلها … طبعا بذاك الوكت اني جنت مقدم عالامم المتحده بس مو علمود اسافر للخارج .. جنت مسجل عالامم المتحدة علمود يكون موقفي قانوني بداخل الاراضي التركيه … لان بذاك الوكت اي واحد اي واحد يعيش بتركيا يروح للامم المتحدة يسجل لجوء حتى يطلعوله اوراق و براحته يمشي بهل الاوراق … يعني جان موقفي قانوني … و جنت ساكن بمنطقة رخيصة كلش و شعبية هم و بنص اسطنبول … المنطقة اسمها (قورتلش) .. ساكن وي شباب ثنين عراقيين … واحد اسمه عمار يشتغل خياط ملابس .. و الثاني اسمه صفاء يشتغل عامل بقاعة مال حفلات ليلية … عمار جان يجمع فلوس طلعته … بس صفاء يخاف يطلع تهريب علمود هالشي باقي عالامم المتحدة ينتظر قبوله يطلع … اني جنت بين الباقي على الامم و بين الي اجمع فلوس طلعتي .. يعني جنت اكول اذا رهمت طلعة لاوربا اطلع .. و اذا طلع قبولي عالامم اطلع .. حياتنه جانت صعبه بس متونسين … يعني نحاول نضحك نفسنه لو نروح لمكانات حلوه ..
المهم … رغم قلة الحيلة و قلة الامكانيات جان يومنا ماشي … و بيوم من الايام جتي البنيه هي و الطفل و اني جنت كالعادة اشتغل بالمعمل … و منتبه عالبنية و اجه ولد كام يتحاجى وي البنية و عافها و راح … البنيه كعدت و خلت الطفل بحضنها و مبين و واضح البنية كامت تبجي لان خلت ايدها على عيونها و الطفل نزل من حضنها و بقى يجرها يريد يصعد على وحده من الالعاب … اني عفت المكان بعد ما استأذنت من صاحب العمل و رحت يمها بالضبط و الي توقعته جان صح .. البنية دتبجي .. سلمت عليها بالتركي هي مجاوبتني و عرفت هي متعرف تركي … سالتها عربية ؟؟ كالت اي و طبعا سكتت .. كلتلها شبيج اختي ليش هالبجي ؟؟
كالت ماكو شي و اخذت الطفلة و طلعت الطفله بنية و راحت … ثاني يوم هم اجتي و رحت عليها و هالمرة اخذت وياي نساتل للطفله … و سالتني انت منين .. كلتلها عراقي طبعا البنية جانت عراقية لان مثل ما كلت المنطقة اغلبها عرب … كلتلها الحمدلله اليوم نفسيتج متغيرة .. كالت اي و بقت شوية و اني لعبت وي الطفلة شوية و راحت .. و وراها بيومين رجعت و هم رحتلها .. سالتني انت عايش هنا .. كلتلها لا .. كالت لعد شلون كل ما اجي اني و بنتي انت تجي .. اشرتلها عالشباك الي جنت اشوفه منها و كلتلها اني عامل بمطبعة اشتغل هناك … و شوية صار نوع من الثقة بيني و بينها … و بدينا نحجي و نلتقي دائما هنا بهل المكان .. و بدت تحجيلي عن وضعها .. هي عمرها صغير و تزوجت .. و هي اصلا صغيرة لحد ذيج اللحظة … و طلعت لتركيا وي زوجها و زوجها صادق بنيه تركيه و انفصل عنها … و كامت تشتغل وي بنات عربيات بتنظيف المطاعم بليل ورى ميعزلون … و قبل كم يوم جان طليقها جاي عليها يكلها رجعي للعراق و هي قافلة متريد ترجع لان مسجله عالامم متحدة … تكول وين ارجع .. اني اهلي من زوجوني خلصو من مصرفي بالبيت لان وضعنه كلش تعبان .. اهلها ساكنين بالشقق الي يم سوك الغزل … تكول الشقه غرفة و صالة .. و احنا تلث بنات و ولد واحد و ابوية و امي .. ابوية يشتغل بعكد الكهرباء بمحل .. و اخوها عربانه عنده يشتغل بيها يم السوق العربي .. و خواتها صغار .. و رجلها يصير جوارينهم و هم وضعهم تعبان .. تكول جان زين بس من جينا هنا تخبل و صار غير بشر .. و صادق بنية تركيه جبيره اكبر منه بس كامت تصرف عليه … هو كيف للموضوع و رجع للشرب و اصلا جان كاطع الشرب من تزوجني …
و هسه يوميا عركة بس ميكدر يضربني … يجي يصيح يكلي رجعي للعراق … و فوكاها يغلط عليا يكلي شلون تأمنين تعوفين بنتج بليل يم صديقتج من تروحين للشغل .. طبعا اني ورى الانفصال كعدت بشقة بيها بنات اربعة .. بنات ثنين منهم اشتغل وياهم بالتنظيف و الاثنين الباقيات يشتغلون الصبح .. علمود هالشي وحده من البنات الي يشتغلون الصبح تكلي عوفي بنتج يمي .. و هو ميقبل و من اكله اجيبها يمك هم ميقبل يكلي رجعي للعراق … زين اني ارجع وين و فوكاها وياي بنيه يرادلها مصرف .. عالاقل هنا مطلعه عيشتها و عيشتي و بنفس الوقت الامم المتحدة دتطلع العراقيين بلكي يطلع اسمي و اسافر …
من حجتلي قصتها كلش انقهرت عليها .. و بديت اساعدها بلي اكدر عليه و البنيه جان عدها كبرياء و متقبل كل شي الا بطلعان الروح … و حسيت بمشاعر تجاه هالبنية .. المشاعر جانت خلط بين الي احس اني مسوول عنها و بين الي اريد دائما اشوفها و بين الي اريدها الي طول العمر … حبيتها .. و كلتلها هالشي كامت تبجي لان كالت شنو نسوي بوضعنه هذا … كلتلها نتزوج و نعيش .. كيفت بس كالت مو وقتها .. و بقيت وياها التقي و شاهد الله اي شي مو زين ما سويته وياها لان البنيه مسكينه حالها صعب و وضعيتها كلش تعبانه يعني مو مال لعب و هالامور .. جنت اخاف عليها كلش … و طبعا التقيت بطليقها و طلع كلش جبان و يتسبع بس عليها لان ماعدها احد … والله العظيم مره وحده التقيت بي و خوفته وراها حتى تلفون ما اتصل بيها مع العلم جان كل فترة يجي عليها يكلها رجعي للعراق … و مرت ايام و هو ابد ما اتصل بيها … و بيوم من الايام اجاني ولد كالي طلعه بطريق ابد ما بي خوف … كلتله شلون و بيش .. كالي الدفع عالوصول .. كلتلها معقولة ؟؟
كال والله … الطلعه جانت لليونان … كيفت و رحت بشرت البنية كيفت و انقهرت … كلتلها باعي اني اروح كلها ست لو ثمن اشهر اخذ اوراق و ارجع لهنا اتزوجج زواج و اسويلج لم شمل … كالت ماشي و اقتنعت .. و كلتلها حتى اذا صارت و طلع قبولج على اي دولة هم نكدر نلتقي بعدين لان تصير عدنا اوراق نكدر نسافر بيها وين منريد … و اجه يوم السفر مالتي و رحت لأزمير .. طبعا هي وصلتني للكراج اخر يوم و جان اول مرة بحياتي احضنها و كامت تبجي .. بوست الطفلة بنتها و كمت ابجي و صعدت امسح بدموعي بالباص … و وصلت ازمير … بتت بفندق مال نفرات … الفندق جان تعبان كلش و كل الموجودين اجانب .. يعني صومالين و باكستانين و مصرين و عراقيين .. بقيت بالفندق يومين و ثالث يوم اجه المهرب بليل كال يله … صعدونه بسيارات و نقلونه لمكان يم البحر … خلونه بقوارب مطاطيه بيها ماطور .. القارب ما شغلوه .. دفعوه لنص المي و شغلوه حتى الماطور لا يغرز بالرمل … مشى بينا القارب ساعتين ونص و دخلنا ببحر مينعرف راسه من رجليه … منين منباوع بحر مي … جنت لابس نجاده … المكان جان اظلم و اكو نور من بعيد ينشاف .. نور الجزيرة … اضاءه بعيده … اليونان … و بنص البحر صار صوت جوانه مثل الكسر .. الماطور كام ميدفع … يعني هو مشتغل بس ميدفع .. و الي كاعد يتحكم بالماطور تركي .. احنا نعرف تركي حاجيته اشو حجيه مخربط .. كلتله شكو .. كال اكو خلل .. و الناس خافت و صار صياح النسوان ويانه و بجي .. طبعا هو قارب صغير و احنا اكثر من عشرين واحد بي شي فوك شي … و الصوت تكرر مال كسر … و فجاءة المي دخل علينه .. و كلنه وكعنه بالمي .. صياح و بجي و صوت ممفهوم .. اني كمت اسبح على الضوه … و صوت البجي و الجهال قوي .. و لغات الصومالين و الباكستانين .. بجي و صياح قوي .. كمت اتقدم بالسبح بس الموج قوي يرجعني ليوره .. اني جنت اتوقع داتقدم بالسبح لان صوت الناس كام يقل .. طلع حسابي غلط .. الناس كامت تموت و تغرك و ناس تتعب و تبقى بمكانها واكفه تجمع قوتها لعل و عسى يجون خفر السواحل ينتشلونه لان الكل جان يصفر بالصفارات الي مشكله بالنجادات .. و اني اتقدم عالجزيرة و اتخيل عندي بيت و بي زوجتي الي راح اتزوجها هي و بنتها ..
و اتخيل وضع اهلي المادي تحسن بسبب الفلوس الي راح ادزها بسبب شغلي بس اوصل .. و بكل مره احاول اسبح بيها اصيح اسامي واحد من اخوتي لو اكول يمه راح اوصل .. و صار ضوه قوي و جوي خفر السواحل .. بس فاتو يمي و ما شالوني .. استغربت ليش .. كمت اصيح بالتركي و بالعراقي و حتى بالانكليزي هيلب هيلب … عافوني و راحو للي ورايا .. بالكلوبات كامو يشوفون منو بي حركه من الموجودين بالبحر يشيلوه اول شي و بسرعه حتى يلحكون عالانفاس الي بي … اني رجعت اسبح عليهم .. وصلت يمهم و باوعت عالكلوب الي عالبحر مضروب وشفت واحد نفس لبسي و نفس شكلي و نفس لحيتي و حتى نفس الجنطه الي على ظهري … هالواحد جان مكلوب على وجه بالمي .. تقربو منه خفر السواحل و كلبو جان يطلع اني … متت .. متت غرق .. انصدمت و كمت اصيح لاااا اني عايش .. اني عايش .. بس الحقيقة جنت ميت .. نقلوني لثلاجة و لان هويتي و مستمسكاتي العراقية حاطهم بنفاخه و مغلف النفاخه بجيس .. عرفو اني عراقي و حولوني للعراق و اندفت هنا .. و قبل مده جابو واحد دفنوه هنا عرفته .. جان صديقي بتركيا بس اتوفى هنا بالعراق .. سالته على وضع تركيا شصار وي المعمل و الناس هناك .. كالي جانت هاي البنية الي انت ردت تتزوجها تجي يوميا للمعمل تسألنه عليك ..بالبداية ما كلنالها انته توفيت غرق … بس بعدين ابو المعمل كاللها .. كامت كل فترة تجي توكف كبال الشباك الي جنت تباوع عليها منه و تبجي تبجي و تروح .. و بعدين اختفت .. منعرف وين راحت ..
انتهى … هالجزء اخذته من الرواية .. ماريد احرگ التفاصيل بس راح اجيب اسماء حقيقية بتواريخ حقيقية (بموافقة الاهل) و تفاصيل عن الي راح ينذكرون حقيقية ..
الي راح اتعامل وياه هالمره ناس منا و بينا .. ناسنه الي چانو عايشين ويانه ..
غريق .. حريق .. شهيد .. مغدور ..
الف رحمه على روحهم ..

المصدر صفحة / ابو_بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى