العربية والدولية

توقعات تطور الأحداث في أفغانستان في حال سيطرة طالبان

يرى خبراء أن حركة طالبان ستحاول الاستيلاء على كامل أراضي أفغانستان، وسوف لن يكون فيها وجود للقيم الغربية.

 العسكري الرفيع السابق في قوات حلف الناتو ومستشار الأمن في بروكسل، بيير إينرو، عن اعتقاده أن “حركة طالبان ستسيطر في نهاية المطاف على البلد كله، حتى إذا ساعدت الوحدات الخاصة للقوات الحكومية المدربة بشكل جيد من قبل الأمريكيين، في الحفاظ على سيطرة المجموعات الموالية للغرب في جزء من الأراضي”. وأضاف: “نشهد هناك شكل الحرب في القرون الوسطى مع القادة العسكريين وأساليب إجراء الحرب، دون قواعد”.

وقارن الوضع الحالي في أفغانستان بالوضع في فيتنام في مارس عام 1973 عندما غادرت آخر الوحدات العسكرية الأمريكية هذا البلد. وأوضح: “لا أعتقد أن حكومة الرئيس أشرف غني الرسمية في كابل قادرة على السيطرة على البلد بعد انسحاب القوات الأمريكية في سبتمبر القادم. ولا يزال الجيش الحكومي مزودا بشكل سيء، وتنقصه الذخائر، وعلى ما يبدو فإن روحه المعنوية منخفضة للغاية بعد نحو 20 عاما من تواجد القوات الغربية في البلاد”.

وأضاف أن حركة طالبان قد تسيطر على المدن الأفغانية الرئيسية بسرعة، رغم محاولات الجيش الحكومي للدفاع عنها.

وأشار بيير إينرو في الوقت ذاته إلى أنه ليس بإمكان أوروبا حاليا التأثير في الوضع الداخلي في أفغانستان. وأوضح: “إنها المواجهة الأفغانية، ونعرف من سينتصر فيها. لا أظن أنه سيكون هناك الكثير من المفاوضات”.

وعبر عن اعتقاده بأنه سوف لن يكون في أفغانستان وجود للقيم الغربية حال إنشاء إمارات في الأراضي المحتلة من قبل طالبان. ودقق: “مجرد النظر إلى الوضع هناك ما قبل 11 سبتمبر (2001)، فسيكون كل شيء كما كان عليه آنذاك، دون أي قيم غربية”.

ووافق على ذلك أيضا البروفيسور في كلية العلوم السياسية لجامعة “لوفين” الكاثوليكية، لوي ليو هاردي دو بوليي، قائلا: “إن مثال المرحلة الأولى لسلطتهم (طالبان) واضح للغاية. لا يوجد هناك مكان للقيم الغربية”.

وأضاف: ” لقد تعب الأمريكيون، إنها أطول حرب في تاريخهم، ولا يريد الرئيس بايدن أن يحارب هناك الجيل الثالث من الجنود الأمريكيين بعد 20 سنة من المعارك الفاشلة. إنهم يتركون في كابل حكومة ليست لديها قوى معنوية للدفاع عن بلادها ضد الإسلاميين الذين، على ما يبدو، ينتصرون في الحرب على الأرض”.

هذا واتفق الكثير من الخبراء على أنه من الممكن توقع ظهور قضايا إنسانية داخل أفغانستان وخارجها على حد سواء، بما في ذلك ازدياد سيل اللاجئين إلى الدول المجاورة وأوروبا. كما شككوا في احتمال إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدول الغربية وطالبان.

وتشهد أفغانستان حاليا مواجهة بين القوات الحكومية وحركة طالبان التي تسيطر على مناطق ريفية واسعة وشنت مؤخرا هجوما على مدن كبيرة. ويأتي ذلك على خلفية انسحات القوات الأمريكية من هذا البلد، الذي وعدت واشنطن بإنهائه قبل 11 سبتمبر القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى