مقالات

جدلية الاعلام والاقتصاد والتنمية

بقلم: مظفر عبد العال

قبل الخوض في هذه الجدلية لابد من الاشارة ولو ببضع كلمات الى ان الاعلام له تاثيره في الوجدان الانساني والتاثير على العقول وتغيير مسارات السلوك ،خاصة اذا ما اجيد صنعه وصممت رسالته بوعي واتقان ، وعلى هذا الاساس منح هذا الدور و هذه الثقة في صناعة الاحداث الاقتصادية والاجتماعية، وتفاعل معها وصعد من فعلها في عملية التغيير الذي يتطلع اليها الانسانومن هذا المنطلق يعتني الباحثون في مجتمعنا العربي في مجال الحقل الاقتصادي عن دور الإعلام في تنمية الاقتصاد العربي لمجابهة التحديات الواقعة على المنطقة وتعزيز شراكة الاعلام والاقتصاد, اذ لم يعد عالم المال والاعمال يحكم الاقتصاد وانما المهيمن هو عالم الاعلام والذي باستطاعته ان يحرك تلك الفعاليات بما يضمن تفاعلها لبلوغ الغايات رالاهدافلقد شهدت المنطقة خلال العقد الاخير العديد من الازمات السياسية التي انعكست بشكل كبير على اقتصاديات دول المنطقة ما ادى الى تردي نمو الاقتصاد.في منطقتنا العربية ولو راجعنا الاحداث لوجدنا انه نتيجة الارهاب الذي واجهته المنطقة والذي تدمرت فيه البنية التحتية واصبح اقتصادهما احادي الجانب يعتمد على سوق النفط, ويعاني مشاكل عديدة ما تسبب في عرقلة العملية التنموية, وهذ دليل على ان الحروب التي مر بها المنطقة هدفها استنزاف الاقتصاد العربي, وهنا ياتي دور الاعلام باعتباره السلطة الرابعة ليؤثر ويمارس دوره الموكل اليه باعتباره مصدر من مصادر خلق حالة الوعي المجتمعي و على عملية صنع القرار بكل اشكاله والتعريف بالتحديات التي تواجه عملية التنمية وبخاصة مشكلة الفساد الإداري والمالي كما العمل على تحديد عناصر القوة والضعف ووضع استراتيجيات تنموية شاملة تخاطب الرأي العام بهدف إقناعه بالمشاركة الايجابية في عملية التنمية والإصلاح الاقتصادي والتوقف عند العثرات التي تعترض مسار التنمية ، وكشف المعوقات امام الراي العام دون تحيز او استهزاء ، اننا بهدف التقويم ونقد الممارسات الخاطئة على مستوى اداء المؤسسات او الافرادكما يجب الاعتراف بالدور الذي يضطلع به الاعلام الاقتصادي بشكل خاص والاعلام التنموي بشكل عام في تحريك الأسواق وتوجيهها، حيث يُنشّط عجلة التنمية الاقتصادية، ويجذب الفرص الاستثمارية والمستثمرين إليها. وقد برز الإعلام الاقتصادي مستخدمًا الوسائط المتعددة، إضافة للصحافة والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، بل أضحى إعلامًا جوالًا بأخباره مرافقًا كل مهتم في الشان الذي يخصه ويترقب احداث جديدة أينما كان عبر جواله أو بريده الإلكتروني، أو عبر صفحاته الاجتماعية الشخصية، حيث يقوم الإعلام الاقتصادي بنقل وتحليل وتفسير التغيرات الاقتصادية التي تحدث في المجتمع وتشمل الأفراد والأماكن والقضايا المتصلة بالاقتصاد، كما يشمل أيضًا تغطية أداء الشركات ونشاطاتها، تحت هذه المظلة الإعلامية الاقتصادية، يبذل الكتّاب الاقتصاديون جهودًا كبيرة في البحث والتمحيص في ثنايا الأرقام والمناهج الاقتصادية لكثير من شركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص. على وجه المساواة وبما ينظم العملية الانتاجية والدور المطلوب من هذين القطاعين بشكل عادل ومساهمتهما الفاعلة في التنمية،وبما يضمن حركة دائمة وفاعلة في معترك العملية التنموية ، اذن اين تكمن الجدلية في هذا المشهد ؟سؤال: ربما يطرح ومن الاجابه عليه نقول مادام الاعلام هو المحرك في تطور العملية الانتاجية وتحليل وتفسير مجمل التغيرات التي تتطلبها العملية الانتاجية من جهة وخلق حالة الوعي لدى العاملين القائمين على الانتاج وتصعيد وتفاعل دور المواطن واشاعة الوعي والثقافة الاقتصادية يطرح الاعلام نفسه متفاعلا ليس كعامل مساعد في تطور الانتاج بل عامل اساسي من عوامل الانتاج كالارض وراس المال والمنظم .والتسويق والاعلان والاعلام كما يعمل الاقتصاد على تطور وسائل الاعلام في استخدام التقنيات الحديثة في صناعة الرسائل الاعلامية المتخصصة التي تهتم بالمتلقي المختص وغير المختص ، وبتفاعل هذين العاملين الاعلام، والاقتصاد ؛تزداد الاهمية وتتوطد العلاقة بينهما في ظل عملية تنموية صالحة وناجحة يحسب لها حساب من اجل البناء الاقتصادي والاجتماعي .لاي مجتمع من المجتمعات متقدما كان ام على طريق النمو .نخلص الى القول ان العلاقة بين الاقتصاد والاعلام تفضي الى خلق واقع اقتصادي يحرك فرص الاستثمار والاداء المجتمعي وتحريك الانتاج والاسواق والاعلان وتصحيح المسارات الخاطئة ؛بما يضمن انتاج وطني ذا نوعية وكمية وتجاوز العثرات، وهذا ما يحقق التنمية المستدامة, ومن هذا المنطلق يعتني الباحثون في محتمعنا العربي في مجال الحقل الاقتصادي عن دور الإعلام في تنمية الاقتصاد العربي لمجابهة التحديات الواقعة على المنطقة وتعزيز شراكة الاعلام والاقتصاد, في اجواء التنمية الشاملة المستديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى