مقالات

جدل الدوام الحضوري

ابراهيم سبتي

رجحت وزارة التربية، أن يكون الدوام للعام الدراسي المقبل، حضوريا ما يعني ان العملية التعليمية ستسير بنسق افضل من السابق. ورهنت الوزارة هذا الترجيح بقيام الهيئات التعليمية والتدريسية بأخذ اللقاح، واهمية التزام الاجراءات الوقائية والصحية في المدارس، لخلق بيئة صحية تسهم كثيرا في استتباب الدوام واستمراره بنجاح، والعمل في برامج وخطط غابت في العامين الدراسيين المنصرمين. ويأتي هذا بعد فتح وزارة الصحة منافذ كثيرة لأخذ اللقاح، حتى وصل الى بناية وزارة التربية ووزارات اخرى ومؤسساتحرصا على رسم خارطة وقائية ضد الفيروس، الذي عطّل مفاصل المجتمع عامة ليس في العراق وحده بل في كل البلدان. وهنا فالأمر مناط اولا واخيرا بتلقيح الهيئات التعليمية والتدريسية، الذي سيكون وقعه كبيرا وتأثيره بالغ الاهمية.وان تم هذا الفعل فسنكون امام حالة افتقدناها منذ سنتين، وهي دوام طلبتنا حضوريا مصحوبا بشغف التعليم عن قرب ووجها لوجه مع المعلم والمدرسة.وكان تلاميذ الصفوف الابتدائية الاولية اكثر تأثرا بهذا التوقف، لأنهم بحاجة الى المدرسة والمعلم والمنهج اكثر من سواهم.ومؤكدا ان وزارة التربية قد اكملت استعداداتها لاستقبال الطلبة والتلاميذ، من خلال طباعة المناهج الدراسية وزج المعلمين والمدرسين في دورات تأهيلية وتخصصية، لتعزيز واقع الدوام وجعله اكثر ملاءمة بعد الانقطاع الذي طال انتظار كسره، والانتظام في الدوام الذي له ايجابياته الكثيرة والمتعددة.يبلغ الطالب ذروة فهمه للدرس واندماجه في العملية التعليمية وهو في المدرسة مع المعلم او المدرس وفي بناية المدرسة، التي تعني بلا شك الكثير سواء كان للطالب او لأسرته.ومن ثم فإن أي فائدة مرجوة من الدوام الحضوري ستعود الى المدرسة والاسرة والمجتمع عامة.إن الجائحة التي ضربت دول العالم، قد وضعت قضية التعليم في اخطر حالاتها.فالانقطاع عن الحضور والاستعاضة عنه بالتعليم عن بعد، قد خلق حالة من فقدان التواصل المباشر بين المتعلم والمنهج وبين المتعلم نفسه وبين المعلم، الذي كان وجوده يعني الكثير في حياة المتعلم من ناحية التأثر والتأثير.واعتقد بأن ترجيح الوزارة ليكون الدوام حضوريا بأخذ اللقاح، هو حالة ستعود محملة بالثقة المعززة لتقبل الدرس بالنسبة للمتعلم، الذي يحتاج حضوره الى المدرسة احتياجا بالغ التأثير والضرورة.لقد واجهتنا في السنتين الماضيتين، حالة من البحث عن شكل مناسب للحالة التعليمية خلال طريق التعليم عن بعد، تعاون فيها المتعلم والمعلم واسرته وصارت واقعا يجب التعامل معه لمواكبة المرحلة الصعبة، التي تمر بها العملية التعلمية جراء انتشار الجائحة وكثرة الاصابات.ومؤكدا أن المحاذير الصحية والوقائية، يجب ان تكون في الاعتبار من خلال نشر واقع صحي ملائم للهيئة التعليمية والطلاب على حد سواء.فليس من المعقول ان تنجح الممارسة التعليمية من دون توفر الارضية الصحيحة لها، واهمها بالتأكيد هو التوجه نحو أخذ التلقيح كواقع فعلي فرضته ظروف الجائحة وخطورتها في انتقال العدوى، والتي يمكن ان توفر حالة من الطمأنينة لدى الاسر على صحة ابنائها.ان السماح بالدوام الحضوري هو قرار جريء تشترك فيه وزارة التربية مع اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، التي تتفهم مدى الحاجة للدوام الحضوري لإعادة بناء العملية التعليمية واستئناف التفاعل المحوري بين الاركان الثلاثة: المتعلم والمعلم والمنهج.وبذلك نكون امام ستراتيجية جديدة هي بالتأكيد مكملة لما دأبت عليه الوزارة في السنوات الماضية من بناء الاسس التربوية، التي تدفع بالتعليم نحو آفاق مستقبلية هادفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى