مقالات

جنازة الرئيس !!

لـ عبدالكريم لطيف

الاولى نيوز / مقالات

! كلنا راحلون …أمر لابد منه مهما تعلقنا بالآمال وانشغلنا في الحياة ..ومهما علت المناصب والمسؤوليات فكلها إلى انتهاء ذات يوم …وما يبقى لنا سوى الذكر الحسن أو السيئ ، للأسف الشديد من خلال ما مر به الوطن العربي ومنذ قرون فقد الكثير منّا بعض الصفات الانسانيه التي حثت عليها كل الأديان السماوية وحث عليها التفكير الراقي للإنسان …فما عاد بعض العراقيين والعرب بمختلف مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية يشعرون بالاحترام والتقدير لمكانة المنصب أو المسؤول ولا يستطيعون الفصل بين منصب المسؤول المعنوي وبين تقييمهم لذات المسؤول …وهذه نقطة نتمنى على كل المسؤولين الانتباه لها لأنك اليوم في سلم المسؤولية وغدا ستغادره وما تصنعه الآن سينعكس مستقبلا عليك ، فزرع قيم الاحترام عند الأجيال لمكانة المسؤول المعنوية ستجني ثمارها أنت يا مسؤول اليوم ، وزرع الكراهية والحقد وربط هذه الكراهية لشخص المسؤول إذا انعكس على القيمة المعنوية للمنصب سينعكس عليك أيها المسؤول في يوم ما …. قبل يومين طارت الطائرة من ألمانيا لتحمل جثمان الرئيس السابق جلال الطالباني رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، الذي كان يوما ما رئيسا لجمهورية العراق …وعبرت الطائرة الأجواء لتحط الرحال في السليمانية مباشرة ليكون بانتظار الجثمان وتشييعه حكومة الإقليم وبعض الوفود وممثلا عن الحكومة المركزية وهنا يبرز التساؤل والذي اهم ما سمعنا عنه ما ذكره السيد النائب قائق الشيخ على صفحته الشخصية فيسبوك ونقلته شبكة الموقع الإخبارية ونشرته موسوعة النهرين أيضا وهذا بعض ما جاء في منشوره((إذا لم تهبط هذه الطائرة في بغداد أول مرة، ولم تُستَقبَل جنازة الرئيس الراحل بروتوكوليا من قبل رئيس الجمهورية وأركان الحكومة والدولة وممثلي الدول والبعثات الدبلوماسية، وإذا لم تؤدَّ له التحية العسكرية، ولم يٌعزَف له السلام الجمهوري، ولم يحظَ باستقبال رسمي وشعبي رمزي.. فإن العراق – كدولة – سيرتكب خطأً بروتوكولياً مشيناً، وسينتهك عُرفاً دولياً محترماً، وسيكون محط سخرية واستصغار من قبل العالم)). التساؤل هو أين الموقف الرسمي للحكومة العراقية من تشييع الرئيس السابق للعراق …نحن لا نعترض على التشييع الذي اقبم في كردستان ولكن الم يكن من الصحيح أن يكون له تشييع رسمي في بغداد ليلف في العلم العراقي ويحضره أعضاء البرلمان وأعضاء الحكومة وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول الصديقة في بغداد ؟؟وبعد هذا التشييع لا باس أن يتم التشيع في السليمانية إلى مثواه الأخير وبشكل رسمي هناك .. فمهما كانت الأسباب والمبررات لن تكون مقنعة لان الخلافات مع قيادة كردستان الحالية يفترض أن لا تنعكس على لحظه تاريخية لن تتكرر وهي تشييع الرئيس في بغداد ولا أظن أن عائلته سترفض ذلك لأنه تكريم واحترام لمنصب الرئاسة بشكل عام وتكريم للمرحوم الذي كان خلال فترة رئاسته صمام أمان للعملية السياسية وباعتراف الكثير من المسؤولين العراقيين … ليتنا نتعلّم ونُعلّم الأجيال القادمة المعاني السامية لاحترام المناصب الرسمية بغض النظر عن حبنا او كرهنا لصاحب المنصب لنرتقي في تفكيرنا ، فبعض المواقف يمكن إصلاح الخطأ فيها وبعض المواقف لا تتكرر …فجنازة الرئيس عبرت الأجواء ولم تستقبلها ولم تودعها حكومة بغداد …الموقف لن يتكرر ولا ندري على من نضع اللوم .. واقل ما يمكن أن نأخذ من الموقف درسا هو التعود على احترام المنصب كي لا يتكرر الخطأ ، لقد انتهى الأمر بدفن جنازة الرئيس..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى