مقالات

حذار من مقارنة طفلكم بآخر

حذار من مقارنة طفلكم بآخر – قاسم حسين صالح

تشيع في الاسرة العراقية، والعربية ايضا، ظاهرة مقارنة اطفالهم بأطفال آخرين. ومع انها تبدو ظاهرة عادية لكثيرين..فأننا نحن السيكولوجيين..نتساءل:لماذا يقارن الوالدان طفلهما بآخر شاطر او متفوق؟ ما هدفهما؟.هل ليكون شاطرا مثله او اشطر منه؟هل هدفهما تنمية روح المنافسة عند طفلهما معتقدين ان مقارنته بآخر هي الطريقة الصحيحة؟..ام ان المقارنة سببها الخفي هو غيرة الأهل من أهل الطفل الأحسن من ابنهم؟مؤكد ان هدف الوالدين من هذه المقارنات مشروع..انهم يريدون ان يكون طفلهما هو الأحسن..لكنهم لن يحققا هدفهما..لأن طريقة المقارنة غلط…وراح تسألون ليش؟. ونجيبكم بلغتنا اليومية:من تقارنون ابنكم بهالطريقة راح تهتز ثقته بنفسه وتضعف قدراته، وتتولد عنده فكرة انه ما راح يكدر يصير مثل الأطفال الآخرين..(ابوي وامي يكولون هالشكل!)..وبمرور الزمن تتحول الفكرة الى قناعة بأنه اقل من جماعته الاطفال..وقد تبقى معه طول عمره.والثانية:طفلك هذا اللي نفترض اسمه محمد ،اذا قارنته بطفل احسن منه نفترض اسمه علاء ..تدري شراح يصير: ياويل علاء من محمد! ..لأن محمد راح يغير من علاء..وتتطور الغيرة الى حسد..ويتطور الحسد الى كراهية..والكراهية الى عدوان ..ويصير شغله الشاغل علاء..آخ من علاء اشلون اخلص منه!وقضية اخرى معظم اهلنا ما منتبهين لها. كل طفل عنده موهبة..فاذا كان طفل موهوب بالرياضيات مثلا فلا يصح أن تقارن طفلك الموهوب بالموسيقى مثلا..اعطوا الفرصة لأطفالكم يمارسون هواياتهم لتكتشفوا مواهبهم ،ولا تقارنوهم باطفال عدهم مواهب اخرى وتخلون اطفالكم يضيعون المشيتين.

وبعد:المقارنة بها الطريقة الذكرناها تخلي الطفل ينطوي..ينعزل..والعزلة الاجتماعية اكيد تعرفون ان الطفل ما راح تصير عنده ذخيرة لغوية، ويخجل من اللقاءت الاجتماعية..ويفشل مستقبلا حتى في حياته الزوجية. والأخطر ،والأكثر ازعاجا..عندما يقارن الوالدان احد ابنائهم بأحد اخوته..بعبارات مثل: دشوف اخوك درجاته كلها تسعينات وانت خمسنات وستينات، او دصير مؤدب مثل اخوك ليش تبقى كذا وكذا.هالمقارنة تحديدا..راح ادّمره نفسيا .انعدام الثقةمو بس هاي..راح تخلق عداوات بين الاخوة توصل لحد واحد يكيد للاخر،اشلون؟: ..يسرق فلوس ابوه ..ويخليها بملابس اخوه، وتعرفون شراح يصير ..وراح تشيع بالبيت اجواء الكراهية وانعدام الثقة، وكل واحد منهم راح يشتكى حاله ويكول.. ساعة السودة الجابتني بها البيت. تريد تساعد طفلك..اولا ،اكتشفه من الداخل. شوف وين اهتماماته الجيدة ونمّيها ،وين طموحاته العالية وعدّلها ،وين القدرات الواضحة وشجعها. استخدم معه التعزيز الايجابي.. اقصد المكافئات المادية او المعنوية عندما يحقق نجاحا معينا او تصرفا لائقا.

لا تبخل عليه بكلمة : عفيه، حباب، الله يخليك اليّ.

واستخدم ايضا التعزيز السلبي عندما يفشل في عمل هو قادر عليه..يعني احرمه من مصرف ذاك اليوم السوه بيه غلط. وبعد.. شوف نقاط قوته وقويها ،وشوف نقاط ضعفه وساعده يتخلص منها. لا تكون جدار يتكأ عليك دائما، او مثل عصا الشيخ ما يكدر يمشي الا يتكأ عليها . ساعده بوقت ما تشوف فعلا انه يحتاج مساعده. واهم من كل هذا ايها الوالدان المحترمان..امنحا طفلكما محبتكما.. لا شيء اجمل واروع من الحب.. والمجرب الحب يعرف يشــــــلون يخلي الانــــسان راقي بكل الصفات ..وما شا الله عالـــــــعراقيين.. يعرفون الحب قبل ما انولد فلنتاين!.أصبوحة اليوماستكشــــافك لذاتك هو الذي يقـــــول لك حقيقتك لا ما يقوله الآخرون عنك.جربها الليلة بخلوة مسائية لتبدأ غدك بجديدك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى