السياسية

حزب الدعوة يصدر بيان بشأن ذكرى 17 تموز

بيان

يستذكر العراقيون يوم ١٧ تموز المشؤوم  ذكرى الانقلاب الأسود الذي تولى فيه البعثيون السلطة في العراق بالقهر والظلم رغما عن إرادة العراقيين ، وقد دشنوا عهدا دمويا ونظاما دكتاتوريا تميز  بمصادرة الحريات  وتكميم الأفواه بالقمع بالحديد  والنار وأوغلوا في الدماء ، واستبدوا بالسلطة بطريقة قل نظيرها في تاريخ الامم والشعوب ، وان شعبنا مازال يئن من تبعات  تلك الحقبة المظلمة ويدفع ضريبة ذلك العهد الغاشم وآثاره المدمرة على واقعه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والامني والثقافي، وفي انتهاك سيادة وطنه مرارا واستدراج احتلاله والتدخل في شؤونه الداخلية .  

ان نظام البعث البائد وعبر منظومته الأيدلوجية وممارسته السياسية عمد الى محاولة مسخ الانسان العراقي وتجريده من هويته ومعتقداته والتنكر لواقعه التعددي وتشويه تاريخه المجيد، وتزييف وعيه وثقافته، وتكريس الفوارق الطائفية والقومية بين أبناء الشعب الواحد، وعليه فقد كانت في مقدمة ضحاياه  المراجع العظام والفقهاء واصحاب الفكر وحملة الوعي والقلم واحرار العراق، غير أن العراقيين الإباة لم يستسلموا له او يذعنوا لحكمه  بل قاوموه بالثورات والانتفاضات، و ستبقى شواهد القبور الجماعية وضحايا الانفال وحلبجة، تؤرخ  لذلك العهد الحالك وتذكر الأجيال به، اذ ان العراقيين سيبقون جيل بعد جيل يلعنون تلك الحقبة السوداء والعهد المظلم الذي ارجع بلدهم قرونا الى الوراء.  

ان حزب الدعوة الاسلامية اذ يستذكر هذه المناسبة يستحضر قوافل شهداءه الابرار وكل شهداء العراق الذين تصدوا ببسالة وشجاعة لهذا النظام وواجهوا جبروته وزلزلوا عرشه حتى تهاوى  وسقط واصبح في مزبلة التاريخ. 

كما يدعو العراقيين الى حماية مكتسباتهم  والحرص على ثمرة  جهادهم ونضالهم  وتضحياتهم، التي تتمثل اليوم بالنظام السياسي الجديد، ومخرجات العملية السياسية،  والدفاع عن ذلك بقوة، والتمسك به بإصرار وعزيمة. 

 ويهيب بالقوى السياسية الاسلامية والوطنية الى اجتراح مسارات جديدة للعملية السياسية وتطويرها بالشكل الذي يلبي طموحات العراقيين ويستجيب لمطالبهم الحقة والمشروعة ، ويستوعب القوى الشبابية الناهضة التي تتطلع الى خدمة وطنها ، والاصلاح في مؤسسات الدولة والمشاركة في قيادتها عبر الاليات الديمقراطية وبالالتزام بالدستور واحترام إرادة الامة  .

 اننا نعتقد ان العملية السياسية بامكانها ان تستوعب الجميع من مختلف التيارات والاتجاهات طالما الهدف المشترك هو مصلحة العراق ووحدته وتطوره ورفاهية شعبه .

فالنظام السياسي الجديد هو وليدة تضحيات وتعبير عن إرادة العراقيين جميعا ويستند الى دستور  ورقابة شعبية  ويضمن الحريات والتعبير عن الرأي ، وان الحيلولة دون تكرار تلك التجارب السلطوية الغاشمة  للبعث والبعثيين باي نحو او صيغة لا تكون الا عبر تعميق المسار الديمقراطي، والاستجابة لنداءات الاصلاح والتجديد، واعتماد مصلحة العراق أولا وقبل كل شيء.

حزب الدعوة الاسلامية 

المكتب السياسي 

٢٥ ذي القعدة ١٤٤١

١٧ تموز ٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى