مقالات

حزن أولمبي عراقي مزمن

د. فاتح عبدالسلام

هل‭ ‬تسأل‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬العراقية‭ ‬نفسها‭ ‬السؤال‭ ‬المستحق‭ ‬الى‭ ‬متى‭ ‬نبقى‭ ‬أصغر‭ ‬وفد‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬الاولمبياد،‭ ‬دورةً‭ ‬بعد‭ ‬أخرى؟‭ ‬والى‭ ‬متى‭ ‬تبدو‭ ‬الرياضة‭ ‬لدينا‭ ‬تنتمي‭ ‬الى‭ ‬قرن‭ ‬غير‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين،‭ ‬فيما‭ ‬دول‭ ‬صغيرة‭ ‬تبهر‭ ‬العالم‭ ‬بمشاركات‭ ‬فاعلة‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬أوسمة؟‭ ‬العمل‭ ‬الأولمبي‭ ‬ليس‭ ‬منصباً‭ ‬وقتالا‭ ‬ضاريا‭ ‬للفوز‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬أولى‭ ‬وثانية،‭ ‬انما‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭: ‬ماذا‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نقدم‭ ‬للعراق‭ ‬واسمه‭ ‬الذي‭ ‬دائما‭ ‬يرد‭ ‬في‭ ‬ذيل‭ ‬أية‭ ‬قائمة‭ ‬دولية؟‭ ‬متى‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬تغنينا،‭ ‬ألم‭ ‬يحن‭ ‬الوقت؟‭ ‬أعرف‭ ‬ان‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬الدورات‭ ‬الأولمبية‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬قطع‭ ‬طريق‭ ‬طويل،‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬ابجديات‭ ‬الاعداد‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬الدراسة‭ ‬الابتدائية‭ ‬للرياضيين،‭ ‬لكن‭ ‬متى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬الى‭ ‬نقطة‭ ‬البداية،‭ ‬و‭ ‬نقول‭ ‬انه‭ ‬جاء‭ ‬اليوم‭ ‬المناسب‭ ‬لنبدأ‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬شروع‭ ‬وننتظر‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬لكي‭ ‬نقطف‭ ‬ثمرة‭ ‬التعب‭. ‬ماذا‭ ‬تبحث‭ ‬الاتحادات‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬مؤتمراتها‭ ‬السنوية‭ ‬واجتماعاتها‭ ‬مع‭ ‬الأولمبية؟‭ ‬الى‭ ‬متى‭ ‬تظل‭ ‬المشاركة‭ ‬العراقية‭ ‬هامشية‭ ‬ومخجلة‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬نتيجة‭ ‬أيضا‭. ‬أسمع‭ ‬الحجة‭ ‬الجاهزة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬دعم‭ ‬مالي‭ ‬كاف‭ ‬للجنة‭ ‬الأولمبية‭. ‬طيب‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬الامر‭ ‬صحيحاً‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تغييره،‭ ‬فما‭ ‬حاجتنا‭ ‬لوجود‭ ‬لجنة‭ ‬أولمبية‭ ‬أصلاً؟‭ ‬وما‭ ‬العيب‭ ‬ان‭ ‬نتخلى‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الشرف‭ ‬الرياضي‭ ‬الرفيع‭ ‬لأننا‭ ‬لسنا‭ ‬أهلا‭ ‬له،‭ ‬وليتم‭ ‬ابلاغ‭ ‬الحكومة‭ ‬والاولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬بذلك‭. ‬‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬عمر‭ ‬العراق‭ ‬الأولمبي‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬ولا‭ ‬نزال‭ ‬كأننا‭ ‬لم‭ ‬نبدأ‭. ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬رياضات‭ ‬مختلفة‭ ‬فردية‭ ‬وصغيرة‭ ‬واقل‭ ‬شهرة‭ ‬من‭ ‬الأصناف‭ ‬المعروفة‭ ‬كالساحة‭ ‬والميدان‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬والمصارعة‭ ‬ورفع‭ ‬الاثقال؟‭ ‬‭ ‬العمل‭ ‬الأولمبي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬انتفاضة‭ ‬حقيقية‭ ‬لنفض‭ ‬هذا‭ ‬الغبار‭ ‬المتراكم،‭ ‬واجراء‭ ‬مراجعة‭ ‬دقيقة‭ ‬لجميع‭ ‬أنواع‭ ‬الألعاب‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬للبلد‭ ‬مشاركة‭ ‬مستقبلية‭ ‬فيها‭ ‬عبر‭ ‬تصفيات‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬القارات‭. ‬‭ ‬من‭ ‬الانصاف‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الحالية‭ ‬بالبلد‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬الاعدادات‭ ‬المطلوبة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بها‭ ‬لجان‭ ‬سابقة،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الأولمبية‭ ‬الراهنة‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬وقفة‭ ‬جادة،‭ ‬ومفاتحة‭ ‬الحكومة‭ ‬بأي‭ ‬عقبات،‭ ‬والانفتاح‭ ‬بالتنسيق‭ ‬العالي‭ ‬مع‭ ‬وزارات‭ ‬معنية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬ومنها‭ ‬التربية‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬النشء‭ ‬الجديد‭. ‬ألا‭ ‬يستحق‭ ‬تخلفنا‭ ‬الأولمبي‭ ‬المزمن،‭ ‬وقفة‭ ‬أكاديمية‭ ‬عميقة،‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬الدكتوراه‭ ‬والماجستير‭ ‬لتشخيص‭ ‬الخلل‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬علاجاته؟‭ ‬.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى