مقالات

حقوق لا تسقط بالتقادم الزمني

د. فاتح عبدالسلام

مواطن عراقي واحد يمثل إحدى عائلات ضحايا القتلة من حراس شركة بلاك ووتر رفض التنازل عن حقه وقبول التعويض المالي البخس، مائة ألف دولار لكل شهيد مدني سقط في ساحة النسور ببغداد. وهذا المواطن هيثم الربيعي فقد زوجته وابنه الطالب العشريني في كلية الطب.اليوم يقولون ان هناك اعتراضا حكوميا على اعفاء اثنين من القتلة من السجن بقرار من الرئيس المغادر ترامب. وهذا الاعتراض مجرد هواء في شبكة لا سند قانونيا له، فالحكومة ليست بصدد رفع قضية في المحاكم الفيدرالية الامريكية او انها تستدعي السفير الأمريكي وتبلغه رسالة غاضبة حتى يتراجع ترامب عن قراره، ولا شيء اكثر من كلمات يطويها اليوم التالي، ربما يشعر مَن قالها بالتورط مخافة عواقبها.الحكومات التي انتجتها العملية السياسية عبر التوليد الاصطناعي أوّل مرة على يد الحاكم الأمريكي سيء الصيت بول بريمر، لا تمتلك استراتيجية الدفاع عن حقوق العراقيين المنتهة في فترة الاحتلال الأمريكي ،فترة العار التي تلاحق كل سياسي ومسؤول عمل ذليلاً من اجل مصالحه الشخصية تاركاً تراب بلده يداس بتلك الهمجية المقيتة التي استشارت كرامة الغازي جورج دبليو بوش نفسه حين قال للرئيس الفرنسي، لو لوكان بلدي محتلاً كما العراق لقاومت الاحتلال. ولم يقل لأصبحت فيه رئيس حكومة او وزيراً أو مقاولاً متعاوناً.لقد أجهزوا على القيم الوطنية وزرعوا مكانها المغانم على انقاض بث الطائفية في السنة التي تلت الاحتلال، واليوم لا يحق لأحد سوى العراقيين غير الملوثين بمكاسب حقبة الاحتلال، إعلاء الصوت والمطالبة بحقوق فرّطت بها حكومات سابقة ذليلة وذيلية.حكومات وطنية كثيرة في العالم طالبت بحقوق شعوبها عن فترة احتلال مضى عليها قرن او نصف قرن، فهل نزلتم الى اضعف الايمان وطالبتم بفرض اعمار العراق بنفس اليد التي هدمته أوّل مرة وأجلستكم على خرائبه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى