مقالات

حكومة جديدة وآمال قديمة

عبد الستار رمضان

أخيراً وصل قطارالحكومة العراقية الى محطته النهائية والتي تأخراليها كثيراً كثيراً، وتم التصويت على حكومة السيد محمد شياع السوداني في مجلس النواب العراقي في الساعات الاخيرة من يوم الخميس 27/10/2022، وكما يُقال ان يصل القطار متأخرا أفضل من أن لا يصل أبداً، عليه لا يملك العراقيون الا الامل بالنجاح والتوفيق لهذه الحكومة الجديدة. امام الحكومة الجديدة تحديات كبيرة ومختلفة نظراً لعمق الانقسام والتشظي الذي اصاب العملية السياسية في العراق والتي امتدت آثارها الى المجتمع العراقي الذي يبدو الآن متفرجاً وفي موقع تلقي وانتظار ماهو قادم وآت بعد ان جرب قوة الفعل في مختلف انواعه ودرجاته وقوته، ولم تكن هناك نتيجة الا ما ارادته بعض القوى التي تمتلك القوة والسلطة والقدرة على اللعب بكافة الاوراق والمناورة في الصراعات وتشتيت الارادات المختلفة بما يؤدي الى النتيجة التي ارادتها او ما هي تريد. حكومة السوداني مطلوب منها ان تكون عراقية وتنأى بنفسها عن الصراعات السياسية التي طحنت هذا البلد وحولته الى قبر كبير كل يوم يُقتل ابناؤه بسبب او بدون سبب، مما يجعل مهمة من يتولى المنصب الاول في الادارة والقيادة في العراق ان يسعى الى تحقيق الامن والاستقرار اولا الى حياة العراقيين، ولا يمكن تحقيق ذلك الا بموقف قوي وشجاع من الفساد ونقصد فساد النظام السياسي اولا وقبل الفساد الاقتصادي وانواع الفساد الذي صار العراق فيه في المراتب الاولى او المتقدمة، وربما يكون السيد السوداني هو الافضل من بين الموجودين في التصدي لهذه المهمة الكبيرة طبقاً لما قيل ونشر عن سيرته الذاتية والتي سيكون العمل والميدان افضل دليل وبرهان. العراق يعيش أزمات سياسية وامنية واقتصادية وصحية غير مسبوقة وامام الحكومة عمل شاق في أغلب نواحي الحياة مما يجعل الحلول التي قدمتها الحكومات السابقة غير ناجحة، وبالتالي تحتاج الحكومة الجديدة الى تغيير في نهج وعقلية الادارة والحكم بعيدا عن الحزبية والمزاجية، بل تطبيق الدستور بكافة بنودة ومواده دون انتقائية وتنفيذ القوانين النافذة واحكام القضاء على الكبار قبل الصغار والاقوياء قبل الضعفاء. وهي تحتاج الى الحكمة والقدرة على الرجوع للوراء والنظر الى حال الناس بشكل أعمق وأشمل مع التعمق بالتفكير وسؤال الذات قبل الآخر: لماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه؟ والاستفادة من تجارب الحكومات السابقة والتفكير في الحلول والبدائل، مع الايمان بان العالم يتغير على الدوام والعراق ايضاً قد تغير بعد انتفاضة تشرين، وينبغي التعامل مع المواقف بالحكمة والعدل والحزم والوضوح وعدم تبسيط وتسطيح المشاكل مهما كانت بل يجب التعامل مع الجميع ومشاكلهم وازماتهم البسيطة والمعقدة بعقلية البحث عن الحلول وتنفيذها مهما كانت صعبة ومعقدة، عندها يمكن القول انه وصلنا الى حكومة جديدة وآمال جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى