مقالات

حلول أكبر من مشاكل

د. فاتح عبدالسلام

المنجز في العراق الذي يحشد له السياسيون، هو كيف نقترض وكم يكون مبلغ الاقتراض .

أيام طويلة من الجدل السلبي الذي يفضي في النهاية الى نتيجة مهينة للدولة العراقية، وهي الاقتراض لتسديد الرواتب، قبل ان يكون هناك غربلة للرواتب ذاتها لمعرفة التعيينات الوهمية التي نتوهم كثيراً حين نقول انها انتهت مع اكتشاف خمسين ألف وظيفة وهمية ومن ثم مائة الف راتب وهمي، ذلك ان عمق الفساد أبعد على نحو مريع.

ادارة العراق بهذا الشكل الحارق للجهد الحكومي وجهد الموارد من أجل تسويات مالية سلبية القراءة، لا تمت بصلة من قريب أو بعيد الى ادارة الدول التي حكمت ثمانية عشر عاماً وتعاقب عليها حكومات ومسؤولون لا حد لهم .

إنَّ البلد ببساطة، لو كان تحت ادارة شركة استثمارية واحدة، دولية او محلية نزيهة لاستطاع أن يوفر فائضاً احتياطياً مشرفاً ينفع في مثل هذه الايام السود والايام الأتعس التي ستليها.

لقد أتخموا البلد بأكداس التصريحات والتحليلات والتخريجات معلنين حلولاً هي في حقيقتها أكبر من المشاكل العظيمة ذاتها،

وفرحين كأنهم نقلوا العراق من وضعه الحالي مادون العالم الثالث الى عالم متقدم.

احد المعقبين قال لي انك كنت متفائلاً حين دعوت قبل أيام الى دمج عدد من الوزارات لتقليص النفقات وترشيد الاستهلاك لتوفير دفعة جديدة لمضي عجلة الدولة، مردفاً انَّ ادارة الدولة تحتاج الى الترشيد في كُل شيء.

وانَّ الطبقة السياسية يجب أن تخضع للمحاسبة بالورقة والقلم عن كل فلس دخل في جيوبها في سنوات الضياع والنهب المستتر بالقوانين والتشريعات الدائخة.

قلت له، لو أنّ ذلك له امكانية التحقق، لما وصلنا الى هذا الحال الذي يتجه نحو نهايات أكثر قتامة.قال، انّ العراق غير مجبر أن يكون الى ما لانهاية بيد صنّاع المشاكل والازمات، صنّاع الفقر والعوز والديون، صنّاع الكوارث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى