مقالات

حملة الشهادات وحلم العمل

حملة الشهادات وحلم العمل – خالد السلامي

تسعى جميع الأمم والدول لتوسيع قاعدة العلم لديها من خلال توسيع البنى التحتية لها كالمدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات الساندة والداعمة لها وتحرص كذلك على تنويع المواد العلمية ومواكبة كل التطورات التي تستجد عليها و التي تسعى الى ايصالها الى أبناء مجتمعها وخصوصا من الشباب الذين هم عماد كل مجتمع وأساس اية دولة اضافة الى السعي من اجل التوسع العمودي للعلم من خلال العمل على فسح المجال للدراسات العليا بكافة مستوياتها كالماجستير والدكتوراه وبجميع درجاتها. على أن تعمل الدول وحكوماتها على ضمان الاستفادة القصوى ممن يتخرجون من هذه المؤسسات التربوية والعلمية وتوفير فرص العمل لكل من يتخرج منها من كوادر وسطى ومتقدمة من خلال انشاء مراكز البحوب العلمية والمصانع المتنوعة في إنتاجها والدوائر الخدمية كمحطات الكهرباء والماء والمؤسسات الصحية والخدمية الاخرى وإنشاء المزارع والحقول الزراعية بنوعيها النباتي والحيواني ودعمها بكل ما يساعدها على النهوض وكذلك تشجيع ودعم كافة انشطة القطاع الخاص لغرض استيعاب كافة الكوادر التى تضخها تلك المؤسسات التربوية والعلمية سنويا وبمختلف التخصصات وهذا مانراه موجود فعلا في الدول المتقدمة التي تسعى لاستغلال كل ما موجود لديها من طاقات وتسخيرها للاستفادة مما تمتلك من ثروات بدلا من تسليم ثرواتها لجهات اجنبية تتحكم بها وبمصير بلدانها لهذا لانجد كفاءة علمية في تلك البلدان مركونة على الرصيف تنتظر من يتكرم عليها بفرصة عمل حتى ولو عامل بناء او عازق حقول وبساتين.بينما نجد في عالمنا الذي يسمى ناميا وهو لا يعرف للنمو معنى وخصوصا مجتمعاتنا العربية الالاف من المدارس و المئات من المعاهد والجامعات تضخ عشرات الألوف من الخريجين كل عام الى الشارع دون أي امل في الحصول على مكان للعمل يناسب تخصصاتهم او حتى بدون تخصصاتهم فيما تضخ جامعاتنا العشرات من حملة الشهادات العليا سنويا ، (وغالبا ما تكون تخصصاتهم انسانية بحتة فلانجد تخصص علمي ينفع لتطوير البلد الا ماندر) ، ليلقوا نفس مصير حملة الشهادات الاولية فلا مؤسسات حكومية تستوعبهم ولا يوجد قطاع خاص يمكنه الاستفادة منهم.ترى ما هي الغاية من كل هذا فلو قلنا مؤامرة على هذه الأمة فسينبري لنا اصحاب نظرية الغاء المؤامرة ( التي هي بحد ذاتها مؤامرة كبرى تستهدف جعل المتآمرين يصولون ويجولون في بلداننا دون اعتراض ) ليقولوا لك .. ألازلت تؤمن بالمؤامرة؟إذاً .. اتمنى ان اجد من يفسر لي هذا الوضع بشكل مقنع وبعيد عن المؤامرة التي ينفون وجودها. اليس إنهاء الصناعة والزراعة المحلية وجعل اقتصاد البلدان يعتمد على التجارة فقط هو اجراء يستهدف جعل بلداننا سوقا لمنتجاتهم والمستفيدين منها فقط المصدرين والتجار .. اليس هذا هو التآمر بعينه؟وعندما نحاصر الشباب من الخريجين ونمنع عنهم اية فرصة عمل الا فرص الانضمام للأحزاب وفصائلها المسلحة او التنظيمات الإرهابية ليكونوا وقودا للنار التي تشعلها تلك الاحزاب والتنظيمات ومن ورائها من اجل البقاء في السلطة او التنافس عليها… اليس هذا هو التآمر بذاته؟ وان تجعل امة تكره نفسها وتسخر منها من اجل التشبث بالاجنبي لانقاذها مما اوصلها إليه حكامها المصنعين خارجيا..اليس هذا هو التآمر بكل تفاصيله؟الا تباً لشعوب تصدق كل ماتسمع وتكذب كل ماترى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى