مقالات

حوزة النجف الاشرف والانتخابات المقبلة

مازن صاحب

بتقى الحوزة العلمية في النجف الاشرف عصية على اقحامها في السباق الانتخابي المقبل .. وفي ذات الوقت كما يترقب هلال رمضان المبارك ..ينتظر الكثير من المقلدين لمراجعها الكرام ..ينتظرون موقفا ناصحا .. فيما تحاول بعض الجيوش الإلكترونية المحسوبة على هذا الطرف او ذاك اطلاق مسميات القدسية على هذا التيار او ذاك الحزب وقائده… بعنوان القرب من مواقف المرجعية الدينية في حوزة النجف الاشرف لعل وعسى تكون هكذا عناوين مشفوعة بالترويج وشعارات الدعاية الانتخابية .من يزور النجف الاشرف لا يجد في مواقفها غير ذلك الموقف المعبر عنه في بيان زيارة بابا الفاتيكان الى ” عقد” بلهجة اهل النجف يسكنه السيد السيستاني ثم يأتي الحديث عن المتغير الهاديء في صورة تشابك الأيادي بين الزعيمين الروحيين التي نشرت لتعود بمنهح التعامل مع ” النصراني” كما يرد سلبا في بعض الكتب التفسيرية للمذهب الأمامي ان ثمة تطورات ايحابية كبيرة تتضح في دلالة نشر هذه الصورة بالذات .لذلك تتوقف النجف الاشرف كما كانت وستبقى خارج اي اقتحام تفصيلي لادارة الحكم ..بل تبقى في صفوف المراقبة والنقد الايجابي القاسي احيانا كثيرة لمخرجات اعوام مضت جعلت شعار ” بح صوتنا” حقيقة مكررة.. لان الوسطية المرجعية انما تتعامل مع المواطنة الدستورية والإنسانية ولا علاقة لها بما يكرر الإشارة اليه عن مواطنة التكليف الشرعي لمن يحملون في شعاراتهم صور السيد السيستاني .. ان المواطنة الدستورية والإنسانية هي منهج اهل البيت عليهم السلام واي منهج فكري اخر فيه الصح والخطأ .. كما هو تطبيق الفكر الشيوعي او القومي او احزاب الاسلام السياسي .. لكن هذا الصح والخطأ مشخص بتفاصيل التفاصيل عند النجف الاشرف وهناك رؤية بعدم توريطها باجندات حزبية تمثل مصالح إقليمية ودولية .وعند طرح اي تساؤلات عن موقف النجف الاشرف من الانتخابات المقبلة يأتي الجواب…لا تغيير … لها خطب الجمعة.. ولها بيانات توضيحية صريحة ..اما ان لا يؤخذ بها اي من المقلدين عندما يقف امام صندوق الاقتراع فتلك مسؤولية شخصية مطلوب من النخب الاكاديمية والمثقفة ان تعمل على تكرار الحديث عن المسؤولية المجتمعية في تحمل أعباء المسؤولية في الانتخابات المقبلة لاختيار الافضل لاسيما وان النظام الانتخابي الجديد يسمح للجميع الفرز النوعي من بين اعداد المرشحين ..ولابد من ادوار متعددة لهذه النخب ومراكزها الفكرية لتوضيح كل ذلك للمواطن الناخب ..فالنصيحة تتمثل في اعادة قراءة بيانات المرجعية الدينية العليا ومقارنتها بواقع اليوم مع ملاحظة بلاغة الألفاظ ودلالاتها فحينما يوصف المتظاهرون السلميون بكلمة ( الاحبة ) ويوصف من قتلوا برصاص الطرف الثالث غير المعروف ب( الشهداء) فذلك قرار حكم بجريمة لم يحاكم الجناة عنها حتى الان .كل هذه المتغيرات منذ ٢٠٠٣ وحتى اليوم .. ومرجعية النجف تحرز التقدم المدني اجتماعيا افضل مما احرزه الكثير من عجائز القيادات السياسية التقليدية من دون الاعتراف بالأخطاء والفشل… فيما يتجدد شباب النجف الاشرف ومرجعيتها الدينية لتكون مرجعية #كل العراق..وطن الجميع# .هل ستنهض مراكز التفكير العراقية بمهماتها لمواكبة مواقف النجف الاشرف ام ان الكثير منها ومن النخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة تكتفي بالاقوال لا الافعال …؟؟ ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى