مقالات

حول طالبان والعراق!!

رائد عمر

< لا نتطرّق هنا الى المجريات والتطورات الآنية في ” كابل او عموم افغانستان ” , ولندع ذلك الى التقارير الصحفية العالمية ومراسلي بعض الفضائيات الذين يتولّون التغطية الإعلامية دقيقةً بدقيقة > , إنّما سنتطرّق ببعض الجوانب ذات العلاقة بطالبان والعراق.

1 – أحد الوزراء السابقين في العراق < ولا نرغب بذكر الأسماء نقداً > اجتهد قبل يومين وكتب ونشر في الفيس بوك , أنّ الإنسحاب الأمريكي من افغانستان يشابه او يطابق انسحاب وهزيمة الأمريكيين من فيتنام الجنوبية والعاصمة سايغون إثرَ تقدّم وزحف مقاتلي فيتنام الشمالية جنوباً في اواسط سبعينيات القرن الماضي , وكلام الوزير هذا كان قبل وصول طالبان الى ” كابل ” بيومين .! , والحقيقة أن لا مجال للمقارنة ولا التشبيه اطلاقاً , فعلى الأقل كانت فيتنام الشمالية مدعومةً وبكثافة من روسيا والصين تسليحيا ولوجستياً , وهذا ما لايوجد لدى طالبان , علماً أنّ مفاوضاتٍ جرت في قطر قبل شهرين بين الأمريكان وطالبان , حيث ابلغهم الوفد الأمريكي بنيّة الأنسحاب في ذكرى 11 أيلول – سبتمبر , لكنّ هجوم الطالبان المباغت قد سرّع بالأنسحاب الأمريكي السريع , بعد ” البوست ” الذي نشره الوزير وبأكثر من 48 ساعة , ولا تعليق لنا على ذلك ونتركه للقارئ .!!

2 – ايضاً , السيد ” ديفيدشينكر – مساعد سابق لوزير الخارجية الأمريكي , ذكرَ في حديثٍ مطوّل مع قناة ” العربية الحدث ” مساء امس , أنّ انسحاب القوات الأفغانية أمام مقاتلي طالبان , فإنّما يتماثل ويتشابه مع انسحاب وهزيمة الجيش العراقي حين غزت داعش العراق سابقاً , وإذ هذا الحديث خطأ جسيم ومجسّم ولا يمت للحقيقة بصلة , فعملية إدخال داعش الى العراق كانت وفق مؤامرة مع جهةٍ سياسية في العراق وبتنسيقٍ مع دولة اخرى على الأقل , وكان انسحاب القوات العراقية من الموصل إثرَ اوامرٍ صدرت من أمراء وقادة عسكريين ” في تلك المنطقة ” ينتمون لتلك الجهة .! , وإلاّ ماذا يعني صدور مثل تلك الأوامر من ضباطٍ من نفس المِلّة الى وحداتهم العسكرية بالإنسحاب من محافظة كركوك البعيدة عن الموصل ولم يصلوهاولم يتّجهوا اليها الدواعش , وبالتالي دخلت قوات البيشمركة واحتلّت كركوك في حينها .!

3 – في عام 1996 حينما هاجمت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود البرزاني ” وبإسنادٍ عسكري من الجيش العراقي ” لقوات الأتحاد الوطني الكردستاني , في اندفاع سريع ودفعت بهم الى داخل الحدود الأيرانية شرق محافظة السليمانية , فخلال 24 ساعة انطلقت قوات طالبان من داخل الحدود الباكستانية واتّجهت نحو العاصمة كابل واحتلتها بالكامل < فماذا عن هذا التزامن .؟ > لكنّ فوجئ المراقبون والرأي العام بأنسحاب قوات الحزب الديمقراطي من المنطقة ومن محافظة السليمانية دونما ايّ مقاومة , حتى عادَ مقاتلو الأتحاد الوطني الى مناطقهم , وبدا أنّ الولايات المتحدةلم تسمح ان يسيطر او ينفرد حزبٌ كرديٌ على شمال العراق او كردستان , وكان الأمرُ بائناً .! , وتوالت بعدها الأحداث الى الحدّ الذي تراجعت طالبان وانسحبت , وعادت الى قواعدها سالمة في باكستان .!

4 – على امتداد عقودٍ من الزمن شكّلت باكستان ملاذا آمناً للطالبان , وتقيم عوائلهم هناك بمأمن من ايّة اخطار من الحكومة الأفغانية , وحملت السوشيال ميديا انتقاداتٍ لاذعة للحكومة الباكستانية على دعمها العسكري والتسليحي , وذكرت أن لولا ذلك الدعم لما استطاعت طالبان القيام بهجومها الأخير , والى ذلك ايضا فأنّ وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في زيارته الى الهند في الشهر الماضي , فقد ذكر بأن يتوجّب على الحكومة الباكستانية التأكد ومنع ايّ هجوم لطالبان على افغانستان . الهند بدورها اكّدت أنّ الدعم اللوجستي والمالي الباكستاني هو الذي مكّن الطالبان في إنجاح هجومهم , وحتى الرئيس الأفغاني اشرف غني صرّح في مؤتمرٍ دولي في اوزبكستان ” في شهر تموز الماضي ” أنّ 10 000 من مقاتلي طالبان دخلو الى داخل الحدود الأفغانية تمهيداً للهجوم واحتلال افغانستان

5 – ويبقى الأهم مما حدث وتفاصيله , هو ماذا سيحدث لاحقاً من مضاعفاتٍ وردود افعال وتطورات .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى