قصص من الواقع

خبز عروك

جنت مكتول و نايم مقابيل التلفزيون و عيوني كلها متروسه دمع و اخاف ابجي بصوت عالي لان خالي كباله الصينية مال الاكل و دياكل و يتابع التلفزيون …جنت نايم عالكاشي و صوت المبردة عالي و الهوى مالتها لان مقابيلي جان بسرعة ينشف الدمع الي ينزل على خدودي و اني اصلا امسحه … جان اكو مذيع طالع بالتلفزيون ديحجي على تجربه اني رغم ما جنت صغير بس افتهمت كلامه لان هو ديسوي بتجربه … يكول اذا جبنا حصان و ربطنا بكرسي لو بحديدة مينهزم هالحصان و اذا يوميا كررنا هالشي … بعد فتره اذا ربطنا الحصان بحبل بس (يعني الحبل بالكاع ممربوط لا بكرسي و لا بحديده) الحصان راح يبقى مكانه واكف لان عقله متعلم على هالشي … خالي بوقتها كام يضحك و يتطشر التمن من حلكه عالكاشي … و كال هذا انته … لان انته دواك بس الكتل و بدون الكتل متمشي عدل و جان يشمر عليا الطاسه النايلون الي جان بيها زلاطة … كال روح وديها لفلانه خلي تترسها زلاطه و جيبها بسرعة … كمت رحت للمطبخ و ترسولي الطاسه زلاطة و رجعت جبتها انطيتها اله … و كعدت بالزاوية مال الحايط اباوع عالتلفزيون و سكتت بطلت بجي …
جنت بالاسبوع انكتل اقل شي اقل شي خمس لو اربع مرات … و سبب الكتل هو الوكاحه او لساني الزفر (مكرم القارئ) واني اعترف و بدون ما اخجل من اي بشر اني جان لساني زفر و الكلمات كلها تعلمتها من الشارع من الجهال بالمنطقة و اصلا تعلمتها هم من جهال خالي لان لسانهم هم زفر … ميكولون اربع جمل متتاليه اذا ما بيها فشار … والله العظيم جان خالي يسمع جهاله يغلطون ميكتلهم بس من يسمعني اغلط يشيلني و يلزكني بالكاع … امي ورى وفاة ابوية تزوجت ابن عمها … و اصلا بيت ابن عم امي او (زوج امي) بيتهم صغير و بي اربع عوائل … يعني ميتحمل اني اروح اسكن وي امي بي … علمود هالشي اني بقيت يم بيت خالي … و خالي اصلا ما صدك تقدم واحد لأمي (المطلكه) اي شلون لعد … امي مطلكه و خالي راد بس يدفعها حتى يزوجها لسكير ابو نسوان بس المهم يصير اسمها شنو (متزوجه مو مطلكه) و الله العظيم و الله العظيم و روح ابوية الي اصلا اني مشايفه … امي كل متجي زيارة حتى تشوفني المكان مال التيشرت الي لابسه و تحديدا بمنطقة الكتف (يعني جتفي) يصير مي مي على حاله من دموع امي … تشمشم بيا و تبجي … هي تبجي لان تريدني يمها و تبجي من الاذية الي شايفتها ببيت ابن عمها … بس ما بيدها شي … خالي الي اني كاعد يمه هو الجبير على اخوته و خواته … و كل شي بيده … جنت يوم ورى يوم احقد على خالي و على كل واحد ساكن بالبيت … لان اشوف بعيني التفرقة و اشوف امي شكد متاذية ببيت ابن عمها … و عمامي انكس من النكاسة (مكرم القارئ) حتى لو وضعهم المادي مو زين بس جان يكدرون ياخذوني يمهم بس همه لكوها حجة من خالي زوج امي لابن عمها … لكوها حجة حتى ميحجون ويانه اصلا …
بحجة شلون زوجتوها و ميصير هالشي و كطعو علاقتهم نهائيا بينا … و تعلمت على الاهانة و صدك جنت مثل الحصان الي خالي شبهه بيا … بالاسبوع الي ما انكتل بي ما امشي عدل .. و جنت احس اكو غلط بالموضوع من اتعارك وي الجهال لو اغلط و ما انضرب …. و كبرت و خلصت صف ثالث متوسط و بطلت … و بديت اشتغل وي حداد بالمنطقة … الحداد هو جوارين بيت خالي … بس محله عالشارع العام … خالي شغلني وياه و كاله بس يضوجك ضربه … بس هالرجال ابد ما مد ايده عليا و جنت اغلط هواي بس جان يفهمني بأسلوب حلو … من جان يعلمني هيج و يحترمني كمت اتعلم بسرعة بسرعة … كمت الحم وحدي .. و الرجل كام يعتمد عليا لدرجة مرات يدزني وي ابنه نلحم باب مكسور لو نسوي مكان للتبريد لو للمبرده … و ابنه اصغر مني … و جان ينطيني فلوس بدون علم خالي … لان خالي متفق وياه ياخذ الاسبوعية مالتي من ايده .. و كبرت شوية و خالي بطل يضربني و صرت معروف بالمنطقة بأسم الحداد … و بطل خالي سالفة ياخذ الاسبوعية و اني كمت اشتغل لنفسي … جنت اجمع فلوس يم أمي .. كل ماروح اشوفها و اشوف اخوتي (لان امي صار عدها بنية و ولد من ابن عمها) جنت كل ما اروح انطيها مبلغ تضمه …
و بيوم من الايام لكيت محل و المحل مكانه يخبل … و قررت اخذه اليا وحدي و رحت لأمي ردت الفلوس الي مجمعها يمها جان انصدم من عرفت رجل امي ماخذ الفلوس منها … و جنت كل ما اودي مبلغ ياخذه و تخاف امي تكلي … بيومها انتظرته و صارت عركة جبيرة و كتلوني بصراحة لان تكاثرو عليا ..
هو و اخوه و ولد اخوه الكبار .. و كالي اذا تجي بعد هنا اكسر رجلك واني اصيح بالشارع حرامي بكت فلوسي الي يم امي … و رجعت الطريق كله ابجي … و كعدت براس الشارع يم محل مال غذائية مال ولد نشتري منه جكاير و حب و موطه … كعدت صافن عالناس و بيني و بين نفسي اسولف وي روحي … كلت هسه ربي اني شمسوي .. يعني انولدت بهل العائلة .. الاب طلك امي وتوفى .. و عافني اني وامي .. عمامي ما صدكو خلصو مني .. و خالي كل هالسنين يعاملني مثل الحصان … وامي مغلوب على امرها … و فوكاها فلوسي راحت و امي هم بعد ماكدر اشوفها و بجيت …
يعني حتى الحلم الي جنت احلم بي هم ما رهم … و رجعت لبيت خالي .. و بقيت اشتغل عامل يم الناس … بس جنت مو عامل جنت اسطه .. يعني استلم و اسلم شغل كامل … و بيوم من الايام جتي مواليدي حتى البس جيش لان مبطل من المدرسة … و لبست عسكرية … بالجيش تعرفت على جنود هواي من كل محافظات ابونه العراق … و جنت حتى بالجيش اشتغل حداد … سويت باب سيم لغرفة الضابط حتى ميفوتله بك … و سويتله قاعدة مال مبردة … و سويتلهم حتى قاعدات يكعدون عليها السنادين يم الكرفانات مالتهم … و مرات جانو ياخذوني لبيوتهم اسويلهم شغل براني و شبعوني اجازات و بأجازاتي جنت اروحلهم للبيوت اكمللهم شغل … و بذاك الوقت تعرفت على حداد بالسباع … بوقتها رحنا نشتري حديد من السباع لبيت اخو الضابط … هالحداد اكثر من مره اشترينا منه … و بوقتها سالني شنو اعرف اشتغل و مريتله مره لو مرتين و كالي شنو رايك بأجازتك تجي تشتغل وياي اني الزم بيوت ستوها مبنية (كرسته وعمل) يعني بواب خارجية و شبابيك و قواعد و كلشي …
كلتله ماشي .. و بديت اشتغل وياه بالاجازات مالتي لحد ما خلصت العسكرية و بقيت اشتغل وياه … بوقتها شغلي تغير و بين الخير عليا … وجان حلمي يصيرلي محل لوحدي .. بس هالحجي ما كلته لابو الشغل … و بذاك الوكت فد يوم لزمت بيت بمنطقة مبنيه جديد و طبعا عن طريق الحداد ابو السباع … فد يوم دزيت الولد الي يشتغل وياي على جكاير واني كعدت برى يم باب الحوش … لازم الصونده بيدي و ارش كل شوية مي على راسي و جسمي من الحر … فاتت بنية عمرها صغير يعني بداية العشرينات و وياها طفله … تدك البواب على البيوت … و اكو بيت مقابيلي بالضبط يعني فرق بيني و بينه ٢٠ متره … يعني اسمع الحجي من يحجون (في حالة فتحو باب الحوش) .. دكت الباب عليهم وطلعتلها مرية … كالتلها خاله اني فلانه بنت الفراشة مال مدرسة (………) اني و امي نبيع خبز عادي و خبز عروك و حتى نخبز للناس … اذا تريدين خبز بس دزيلنا احد و دلتها مكان المدرسة … طبعا هالشي سوته لان الناس كلهم جدد بهل المنطقة و المنطقة مثل ما كلت جديدة … اني من سمعت هيج كلت خلي اروح اشتري منهم خبز … و طبعا همه بس العصريات يبيعون خبز (يعني ورى نهاية دوام المدرسة) .. كملت شغلي و كلت خلي اروح اشتري منهم خبز عروك … و رحت و طلعتلي الام .. طبعا الام فقيرة وكلش حبابه … اشتريت منها خبز و كالتلي انته هنا بيتك … كلتلها لا يمه اني لازم بيت شغل و شفت بنتج تفتر عالبيوت الجدد تدليهم و اني سمعت و اشتهيت اكل خبزه خبزتين … كالت يا بعد امك لعد والله اكعد الا اجيبلك جاي وي الخبز .. و كعدت بالساحة مال المدرسة الفارغة و راحت تجيبلي جاي الام … و انطيت كروه للعامل الي يشتغل وياي و دزيته يروح لبيتهم … و راح و اني بقيت كاعد بالكاع و جتي بنت بنتها تلعب يمي … بستها و طبعا كلش محبوبه جانت و حلوه …
و جتي المريه (الفراشه و الخبازه) جابتلي جاي و كعدت يمي .. كالت يمه انته منين .. كلتلها من فلان منطقة … كامت تحجي عالعيشه صعبة و هي و بتها عايشات هنا وحدهم … و خطية بتها جانت متزوجه بس انفصلت و رجعتلها هي و الطفله كعدو يمها … تكول عبالي خوش ولد و انطيته بنتي الوحيده بس جان يكتلها يوميا و هي متحملت كلتلها يمه اتطلكي و تعالي عيشتي و عيشتج على الله … و الي جان معيشنا كل ذيج السنين و ابوج ميت و ماعدنا غيره راح يعيشنا … و تطلكت و جتي يمي المسكينه … و هسه هاي نخبز العصريات و الصبح بالمدرسة نبيع بالحانوت اني وياها … و الحمدلله و الشكر الله ساترنه بس هالبنية اخاف عليها ولو هي سباعية بس نبقى ثنينه نسوان … انقهرت عليها و كلتلها حسبيني اني ابنج و كل فترة امر عليج ماشي … كالت هلا بيك يمه بكل وقت … وصدك والله جنت بين فترة و فترة اتسوك هالقاسمة الله و امر عليهم و اكعد نسولف اني والمرية و جانت بنتها هم تجي تكعد يمنا … و حجيتلها كل شي عني و انقهرت عليا كلش … و كلتلها اني بس اريد اخذ محل وحدي حتى استقل و ما اشتغل جوى ايد احد … و المسكينة طلعت مجمعة فلوس و كالت شنو رأيك تخلصنه من سالفة الخبز و انطيك هالفلوس الي عندي و انته تخلي الفلوس الي عندك و تفتح الحداده و على حب الله نعيش … بيومها من حجت هالحجي انقهرت كلش و طبعا رفضت العرض الي قدمته بس حسيت اني اكو شي يربطني بهل المرية و بنتها … و ورى كم شهر طرحت فكرت اتزوج بنتها للفراشة ….
و حجيت هالحجي للحداد الي بالسباع … و كلتله و اني خجلان كلش على فكرتي … الرجل رحب بالفكرة و كالي اني اساعدك بس المهم تتزوج بأسرع وقت هالبنية … حتى تستقر … كلتله يا استقر اني كاعد ببيت خالي وين اكعدها … كال شوفلك منطقة مبنية جديد كبداية و اجرلك بيها مشتمل صغير … وشوية شوية عدل نفسك .. و صدك والله ساعدني و اخذت محل و فتحته … و رحت دورت ببيت ايجار بالحسينية لان بذاك الوكت جانت كل خدمات ما بيها وجديدة … و اجرتلي مشتمل صغير و هو ساعدني بالتاثيث و طلعت من بيت خالي … و رحت فاتحت المرية بالموضوع بس كلتلها انتي وياها تجون نعيش سوى .. و مثل ما كلتي الي رزقكم كل هالسنين يرزقنا اربعتنا … بس شرطي الوحيد تجين انتي ويانه تعيشين و تعوفين سالفة الفراشة و الخبز (طبعا هي جانت كاعدة بنفس المدرسة … الادارة منطيها غرفة ) قبلت على الشرط و تزوجت البنية و انتقلو وياي و عشنا كلنا ببيت واحد … أول يوم نمنا كلنا بنفس البيت جانت تجربة جديدة بالنسبة اليا … ابد متوقعت بيوم اني راح اصير مسوول عن عائلة كاملة … ابد متصورت راح اعيش بهيج تفاصيل … متوقعت راح يصير عندي عائلة كلهم يحبوني هالحب … والله العظيم نسيت كل الوجع مال الكتل الي انكتلته اني و صغير … نسيت حتى الفلوس الي باكها مني رجل امي … كل الحقد و الكراهية الي جانت بداخلي تجاه خالي و رجل امي و كل واحد اذاني طارت … و صار همي الوحيد سعادة عائلتي هاي … و الشارع الي كعدت بي كلهم ناس على باب الله … حالتهم المادية جانت هم على كد الحال … و صار عندي علاقات حلوة و الجوارين يحبونا و احنا نحبهم … و شغلي شوية شوية كام يتحسن … و مشت سنين عمري و رجعت علاقتي بأمي … و للأسف بهل السنين فقدت مفتاح سعادتي (خاله ام منى) ام زوجتي و امي الثانية … توفت .. بس الي مريحني اخر حجي الها قبل وفاتها … جانت تكول جتي اوقات عليا جنت اكول لبنتي راح اروح انظف الممرات مع العلم اني اكون منظفتها … جنت اروح اشوفلي صف مفتوحه بابه و اكعد على الرحله ابجي … ابجي على حظي من هالدنيا … و ابجي على بنتي الي ما طول زواجها و طلع رجلها مو خوش …
جنت ابجي و اني فاقدة أمل راح يتعدل وضعنا .. و راح نطلع من هالمدرسة بيوم … و جنت اتخيل بمرور الوقت بنتي هم راح يصير بيها هيج … مثل الملوك يورثون الملك للامراء ولدهم لو للاميرات بناتهم … بس اني اورث التنظيف و المسح و الكنس لبنتي و بنتي تورث هالشي لبنتها …. و بيوم من الايام انته جيت .. جيت تريد خبزه … و حالك جان تقريبا مثل حالنا … حتى من عرفتك متوقعت راح يتغير وضعنا لان مثل مكلت حالك مثل حالنا … و كل الي صار صدفه … انته كاعد بشغلك و سمعت بنتي تكول للمرية احنا نخبز … و تالي …. طلعت من المدرسة … و انته دللتني و دللت حتى بنتي … و ابد ما فرقت بين بنت بنتي و بين ولد الاثنين (لان صار عندي ولد ثنين منها) ابد ما فرقت و حتى ولدك ميعرفون هالبنية هي بنت رجال ثاني مو ابوهم … و انته دائما تكلهم سمعو كلام اختكم الجبيرة … اني هسه اذا اموت اموت مرتاحة و ما خايفة … لان قبل جنت اول شي يخوفني من الموت مو الحساب .. الي جان يخوفني من الموت مصير بنتي ورايا شنو و مصير بنت بنتي شنو … بس هسه اموت مرتااااااحه … لان انته موجود … و ماتت و راحت لدار حقها … و اني ورى كل الي صار … هسه مرتاح بنص عائلتي … والحمدلله كدرت اخذ حصتي من ورث ابوية من عمامي و على الفلوس الي عندي اشتريت قطعة كاع و بخمس سنوات كملت بنائها … لان مجان عندي فلوس ابنيها … و انتقلت بيها … وهسه اني ابو سجا … منو سجا !! بنتي الجبيرة الحبابة … بنتي والله .. و عن قريب عرسها ان شاء الله … و حالفة اذا يجيها ولد تسمي على اسمي … كلتلها ماشي سمي على اسمي بس اخاف لا يشوف الي شفته .. تكلي علواه … خطية متدري اني ششايف بحياتي .. ان شاء الله يشوف كل خير و هي تشوف كل خير و اخوتها هم يشوفون كل خير و اللهم يحفظ الجميع و يبعد عنهم كل شر ..

المصدر : صفحة ابو بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى