مقالات

خلية الأزمة خففوا حظر التجوال ..بتقطير و تدريج

محمد كاظم خضير

تتالى أصواتٌ وطنية في العراق (لا شبهة فى كفاءتها و شفقتها على الوطن) مقترحة التخفيف العاجل و “شبه الكلي”لإجراءات الحجر الصحي التى اتخذتها الحكومة العراقية وقاية من وباء كورونا الذى أدخل ثلثي سكان العالم فى مساكنهم خائفين مذعورين ماسكى رؤوسهم بأيديهم،…

و يؤسس دعاة “التخفيف -شبه الإلغاء”(رفع العزل بين الولايات،تقليص ساعات حظر التجول،رفع تعليق صلاة الجمعة،إعادة فتح بعض الأسواق،…)رأيهم على مرور أيام معدودات -و الحمد لله- بعص حالات إصابة ببلادنا و على شفاء الأغلبية الساحقة من مئات المصابين من الفيروس و الذين استوفوا الشفاء الكامل الخضوع لفحص مخبري.

كما يبرر المستعجلون على التخفيف من الحجر مطلبهم بمناصرة القطاع غير المصنف و الذى يوفر قسطًا كبيرًا من فرص العمل التى ترتبط بالعمل اليومي و خصوصا الفئات الضعيفة من العمال و المهنيين الذين لا يجدون قُوتَ عائلاتهم إلا من خلال مزاولة أعمالهم و مهنهم يوميا.

و رغم شيئ كبير من وجاهة مبررات المستعجلين فإنها لا تصمد أمام مسوغات أخرى للتريث و عدم الاستعجال و التدرج الحذر منها:

1. توصيةُ أغلب المنابر العالمية المختصة أو المُخَصَّصَةِ حديثًا لدراسة و محاربة كورونا(المعاهد،المختبرات،اللجان ذات المهام الخاصة Task Force،..) بتثبيت و تمديد و توسيع الحجر الاحترازي باعتباره الحل الأوحد المتوفر حاليا لمحاربة الفيروس و هي التوصية التى عملت بها معظم الدول التى مددت الحجر الاحترازي و نبهت إلى أن رفع الحجر لن يكون إلا بالتقطير والتدريج شديد الحذر (فرنسا مثلا)؛

2.تحذير منظمة الصحة العالمية و كافة المنابر المتخصصة فى الأوبئة من أَوْبَةٍ أشد بطشا للفيروس فى حالة الرفع أو التخفيف غير المتريث و الآمن للحظر الاحترازي خصوصا أن الصين الشعبية سجلت عشرات الحالات من تجدد الفيروس؛

3.تمديدُ و تشديد دول الجوار (المغرب،الجزائر ،السنغال،مالى،…)
لإجراءات الحجر الاحترازي و هي دول و إن كانت أشد من بلادنا إصابة بالفيروس فهي فى الغالب أكثر منا عدة و عتادا صحيا و من المناسب أن تتناسب احتياطاتنا الوقائية على الأقل مع احترازاتها. 

و موازاة مع دعوتي للتريث فى تخفيف الحجر الصحي و تخفيفه عند الاقتضاء بشكل تدريجي تجريبي آمن فإنى أحسب أن الإجراءات التالية قابلة للتنفيذ و من شأنها تخفيف آثار الحجر الاحتياطي منها:

ا-اتخاذ الإجراءات من أجل عودة المواطنين غير المقيمين بالدول الأخرى و خصوصا منهم الذين أغلقت الحدود و هم فى أسفار لأغراض صحية ،…

و من نافلة القول التوصية بإخضاع هؤلاء المواطنين لإجراءا الحجر الوقائي و الفحص المخبري؛

ب-اعطاء المزيد من الموارد المالية خصوصا لدى طبقات الفقيرة -هبة أو قرضا-من أجل توسيع المساعدات للعائلات الفقيرة و مهنيى القطاع غير المصنف الذين توقفت أو تضررت دخولهم؛

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى