مقالات

داعـــش وآل الرسول .. الاتجاه المعاكس ؟

أبا ذر احمد الباحث

داعـــش وآل الرسول .. الاتجاه المعاكس ؟
لعل الجميع سمع أو اطلع من إن ( شيخ الإسلام ) إبن تيمية النجدي , قد نصب العداء إلى النبي وأهل بيته الأطهار (صلى الله عليه واله وسلم ) .. لكن هل يعقل لهذا الشيخ .. أن يقحم بنفسه في أتون حرب النصب والعداء , إلى عصبة طهرها الله بإجماع المسلمين واتفقوا جميعا على أنهم الاشرف والأنبل بعد رسول الله ..؟!
فالآثار الخطية المطبوعة والمنسوبة لهُ والتي بين أيدينا , لا تخلوا من أمرين ( إما و إما ) ..
  • إما إنها فعلاً لهُ وكما هي هي .. ؟
  • وإما إن هناك يد زيفت الحقائق وحرفت الكلم عن مواضعه ؟
فإذا ثبتت النقطة الأولى .. فهنا يثبت النصب والعداء فعلاً .. أما إذا ثبتت النقطة الثانية .. فهنا يدل إن مدرسته والطلاب التي تخرجت منها وتحت ظروف طائفية وسياسية تمكنوا من التدليس والتحريف في كتب الرجل , خصوصا إن الفترة الزمنية تكاد تكون ثمانية قرون على رحيله وفيها نشبت الحروب وكثرْ الوضّاعون وطمست حقائق وأثار ووو … هذا لو نظرنا بتجرد وإنصاف كقراءة أولية لتلك الفترة مع تحليلها … لكن الحقيقة أجلا من أن تُعرف , وكما يقال في علم المنطق لا يمكن توضيح الواضحات وتعريفها .. فأي مُطلع من المثقفين على نافذة الحوار والرسائل والردود التي كانت بين العلامة الحلي وابن تيمية فانه سيقطع بضرسٍ قاطع إن هذا الرجل هو بؤرة للنصب والحسد والعداء إلى بيت النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) … هذا كلهُ ونحن قد غفلنا أو استغفلنا النصوص والآراء وكلمات القدح لعلماء وحكماء الإسلام بحق ابن تيمية الحراني ومنهم ( الذهبي , والسبكي , وأبو بكر الدمشقي , وابن حجر الهيتمي و…. ) ومن النصوص التي بين أيدينا هو ماذكره شهاب الدين ابن حجر الهيتمي (المتوفى 974هـ ) في كتاب ( دفع شبهة من شبّه وتمرّد ) إذ يقول [ ابن تيمية عبدٌ خذلهُ الله , وأضلهُ وأعماهُ وأصمهُ وأذلهُ , وبذلك صرح الأئمةُ الذين بينوا فساد أحوالهِ وكذب أقوالهِ … والحاصل انه لا يقام لكلامه وزن , بل يرمى في كل وعر وحزن , ويعتقد فيه انه مبتدع ضال , مضل , غالٍ ..] .
أما من الشواهد التي تثبت وحشية وضبعية الاعتقاد بحق أهل بيت العصمة , هو ماذكرهُ تيمية في كتابه ( منهاج السنة ) (4/107-108,وفي طبعة بولاق:2/135) حيث قال ابن تيمية
[[ وظهور أثار غيرهم – يعني غير الأئمة – في الأمة أعظم من ظهور أثارهم في الأمة ]] ..
وأيضا في نفس المصدر :4/169-170,وفي طبعة بولاق :2/150 يقول ويصرح بالنصب والنقص والاستصغار بحق الأئمة والإمام السجاد ع بدرجة يقينية .. إذ يقول
[[ وفي ألاثني عشر من هو مشهور بالعلم والدين كعلي بن الحسين , وابنه أبي جعفر ,وابنه جعفر بن محمد ,وهؤلاء لهم حكم أمثالهم ,ففي الأمة خلق كثير مثل هؤلاء وأفضل منهم …, وقد انتفع المسلمون في دينهم ودنياهم بخلق كثير أضعاف أضعاف ما انتفعوا بهؤلاء ]] .
ولكن عندما نطلع على الكثير من كلمات محدثي الإسلام ومؤرخيهم في حق الإمام زين العابدين ع وبحق فضله ِ وعلمه وتقواه , نجدها كرمال عالج لا تحصى .. فهذا الحافظ ابو نعيم في كتاب حلية الأولياء :3/133 يقول
[ علي بن الحسين زين العابدين ,ومنار القانتين,كان عابدا وفيا,وجوادا حفيا ] … وقال الذهبي وهو من طلاب ابن تيمية ومن كبار معاصريه في كتاب تهذيب الكمال : 20/386,الترجمة4050 …. يقول بحق السجاد ع
[كان له جلالة عظيمة ,وحق له والله ذلك , فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه , وسؤدده وعلمه , وتألّهه , وكمال عقله ] .
وهكذا يتضح للقارئ اللبيب ,مدى الغبن والاستهتار والمجازفة التي يسطرها ابن تيمية بكتبه ويعتقد بها بل ويصرح ان علماء الأمة والسلف الصالح قد اتفقوا واجمعوا على ذلك ..!!
ومن هؤلاء الأعلام في عصرنا الحاضر ممن تصدى ببحوث ومحاضرات تنويرية وتحليلية إلى ابن تيمية كفكراً ومنهاجاً هو المحقق الصرخي في بحث بعنوان
( وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) وهي عبارة عن تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي , حيث ثبت بها التوحيد الإلهي الحقيقي عند أئمة أهل البيت عليهم السلام في مقابل التوحيد الجسمي التركيبي لمدرسة ابن تيمية الحشوية كالشاب الأمرد وغيرهِ .. حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية: [1/ 325-328]):
{ وحكوا عن طائفة من المعتزِلة وغيرهم إنكار رؤية الله، والنقل بذلك متواتر عمَّن رأى ربه في المنام , ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام، فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام {
وعلق السيد الصرخي حول هذا القول لابن تيمية :
يعني الذي يرى ربه في المنام اعتبروا هذا من أضغاث الأحلام، من؟ المعتزلة، ومن؟ طبعًا لم يذكر الشيعة هنا، أيضًا الشيعة الإمامية، الشيعة وعموم الشيعة أيضًا يقولون بهذا القول، بعدم إمكان رؤية الله سبحانه وتعالى، لا في الواقع، لا في المنام، لا في اليقظة، لا في المعراج، لا في الآخرة، لا في الدنيا، لكن هو يحاول أن لا يأتي بالشيعة هنا ..ولا يناقش الشيعة هنا.. ولا يجعل الشيعة كمحور للنقاش الرئيس هنا، يذكر في مقامات هنا وهناك،لأن ذكر الشيعة سيجعل المقابل يبحث عما عند الشيعة، وعندما يبحث عما عند الشيعة.. يجد أقوال أهل البيت، يجد أقوال أمير المؤمنين سلام الله عليه، يجد أئمة التوحيد، قادة التوحيد، رموز التوحيد، أصل التوحيد، يجد أهل البيت، يجد أمير المؤمنين، يجد إمام الموحدين، يجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تجسد توحيدهُ في أهل البيت سلام الله عليهم، في أئمة أهل البيت سلام الله عليهم , من هنا تعرف عندما يكون المحور الرئيس عند ابن تيمية هو قضية التكفير، قضية التوحيد الجسمي، فماذا يفعل؟ عليه أن ينفي ذكر أهل البيت، حتى ينتفي معهم أصل التوحيد، حقيقة التوحيد، وأساس التوحيد، وأصول التوحيد .
الكاتب
أبا ذر احمد الباحث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى