مقالات

دولة بلا نظام قيادة وسيطرة !

مازن صاحب

أعان الله كل من تصدى للسلطة بعد ٢٠٠٣ لان سلطان الاحزاب اكبر من سلطان الدولة مما جعل نفاذ القانون تحت مقصلة مواقف الاحزاب واجنداتها وارتباطاتها الإقليمية والدولية من دون اتفاق على نظام قيادة وسيطرة يقدم مصلحة عراق واحد وطن الجميع على تلك الاجندات الحزبية!! ما يحصل اليوم وغدا من احداث وبائية تتوقف عند بيانات التحذير التي تعلنها وزارة الصحة .. أضيف لها تصاعد وتيرة الإرهاب باستهداف فقراءنا في مدينة الصدر في ابسط اسواقهم ليلة عيد الأضحى المبارك… ويضاف الى ذلك هذا التضارب الحاد في عدم ضمان نزاهة وأمن وأمان الانتخابات المقبلة … كل ذلك يجري وكل حزب بما لديهم فرحون … هذا يتحدث عن مؤامرة اماراتية ..واخر يتحدث عن الاحتلال الامريكي وشركاه ..وثالث يتهم الجميع بالفساد .. ورابع يهدد ويزبد ويرعد بلاقوال من دون اي افعال .من سيقدم للمواطن العراقي الناخب تلك المعادلة الفضلى في مساواة منفعته الشخصية مع المنفعة العامة للدولة خارج إطار الاجندات الحزبية وعلاقاتها الإقليمية والدولية؟؟ هذا المواطن الذي يشتري الماء الصالح للشرب ..والكهرباء من المولدات الاهلية ..والخدمات الطبية من المستشفيات الاهلية .. والتربية والتعليم من المدارس الأهلية..والجامعات الاهلية ..فيما تطالبه الاحزاب شد الحزام على البطون من اجل المزيد من الاصرار على محاربة إسرائيل ومشروعها في العراق ..فيما من يتحدث على منابر وعاظ امراء الطوائف السياسية ..يركب افضل السيارات .. ومركبه من سيارات الدفع الرباعي لا تتوقف في السيطرات الأمنية.. والأغلبية عندهم اكثر من جنسية اولادهم يعيشون في بلاد المهجر ويحصلون فيما بعد على حقوق الخدمة الجهادية !! فشل الدولة ..يتوقف عند عقدة القيادة والسيطرة افضل بوابة للمشروع الإسرائيلي في محو العراق .. ما بين امتيازات امراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد وبين حوكمة سياسات الدولة في برنامج حكومي يغادر سقم التنابز والتعارض الحزبي باتجاه الاتفاق الوطني على السيطرة والقيادة خارج نظام مفاسد المحاصصة ..ام لا حياة لمن تنادي …!! مطلوب في الحد الأدنى ام تبادر الفعاليات المجتمعية والدينية الى دعوة امراء الطوائف بإيقاف مهزلة استهداف فقراؤنا في مدن العراق … وان تخرج تظاهرات يقودها ممثلوا المرجعية الدينية العليا بمفهومي البيعة والتقليد تجعل امراء الطوائف السياسية امام استحقاق الجلوس على طاولة الحوار من اجل منح الدولة الحد الأدنى المطلوب من القيادة والسيطرة لاسيما في ملفات ادارة وباء كورونا ناهيك عن الملف الأمني .. ام ان هذه المرجعيات المجتمعية والدينية مهمتها فقط الترويج للمشاركة في الانتخابات حتى وصل الى ان الزوجة محرمة على زوجها اذا لم ينتخب هذه القائمة من دون غيرها !! الكل مسؤول عن نتاج مفاسد المحاصصة .. ويوم الحساب الانتخابي مقبل .. المفروض الاتفاق على اليات تسيير اعمالها بالشكل الصحيح وفق معايير حوكمة الانتخابات المقبلة وضمان نزاهتها..فيما كل ما يحصل هو العكس … فإلى اي هاوية يقود امراء الطوائف السياسية عراق الغد…ويبقى من القول لله في خلقه شؤون !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى