السياسية

رئيس الجمهورية يتقلد الوسام الأعظم في إيطاليا

تقلد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الثلاثاء، الوسام الأعظم من الدرجة الأولى من قبل رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو مارتاريلا، في قصر كويريناله في العاصمة روما.

وذكر بيان لرئاسة الجمهورية تلقته (الاولى نيوز)، أن “رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد تقلد اليوم، الوسام الأعظم من الدرجة الأولى من قبل رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو مارتاريلا، في قصر كويريناله في العاصمة روما”، مبينةً أن “هذا الوسام هو الارفع ويهدى إلى الرؤساء تقديراً للرئيس وتجسيداً للعلاقات التاريخية المُتأصلة بين البلدين”.

وأضاف أن “رئيس الجمهورية منح الرئيس الإيطالي وسام الوطن من الدرجة الأولى وهو أرفع وسام في العراق يمنح للرؤساء تقديراً للرئيس سيرجيو مارتاريلا واعتزازاً بعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين”، مشيراً الى أن”ذلك جاء خلال مأدبة عشاء أقامها الرئيس الإيطالي على شرف رئيس الجمهورية، بمناسبة زيارته التي يجريها إلى إيطاليا”.

وأكد أن “المأدبة حضرتها السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد، ووزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، إضافة إلى عدد من المستشارين وكبار المسؤولين”.

وأكد رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها خلال المأدبة، بحسب البيان، أن “السلام ما بين البشر والتفاعل الثقافي ما بينهم هو أساس نهوض الحضارات وتقدمها، بينما أسوأ أحوال التاريخ هي فترات الحروب والانغلاق والتعصب وإشاعة الكراهية”، لافتاً الى أن “مشكلات تلوث البيئة والجفاف وتزايد التصحر باتت تهدد فعلاً الحياة على الكوكب، بينما تهديدات الحروب في أكثر من مكانٍ قد تؤدي إلى كوارث لا يمكن حصرها في ظل تفاقم التسلح الراهن”.

وأشار إلى أن “البلدين، العراق وإيطاليا، يتمتعان بعلاقات جيدة، وقد كانت إيطاليا شريكاً وصديقاً في إعادة أعمار العراق، كما قامت بدعم مواقف العراق دولياً وبتدريب قواته المسلحة والمشاركة في محاربة الإرهاب”، مشيداً “بتضحيات القوات الإيطالية في العراق”.

وتابع أن “مشكلات اتساع الفارق ما بين الغنى والفقر في العالم هي الأخرى تهدّد الحياة المشتركة وتضطر الملايين إلى الهجرات، وهذه الهجرات تزداد كلما اتسعت الفوارق ما بين البلدان في مجالات الرفاه والتقدم والحريات مع الشعور بالخطر وعدم الأمان”.

ولفت الى أن “الإرهاب الذي واجهه بلدنا كان خطراً يهدد الجميع في منطقتنا وفي العالم، وكان الجندي العراقي يقاتل عصابات الإرهاب، ويدافع عن شعبه ومدنه، وهو يدرك أنه يقاتل نيابة عن العالم كله، وهكذا انتصرنا على الإرهاب بفعل شجاعة شعبنا وبدعم ومؤازرة أصدقائنا في المنطقة والعالم”، منوهاً بأن “الإرهابيين الآن في أسوأ أحوالهم، مع هذا ما زالوا يشكلون خطراً على المجتمعات في مختلف البلدان”.

وتابع أنه “من دون عمل دولي مشترك يساعد في اجتثاث الإرهاب وعوامل نموه وتغذيته وتمويله وتسليحه لا يمكن الاطمئنان ومن دون عملٍ مشترك لوضعِ الحلولِ السياسية والاقتصادية والثقافية للمشكلات العالقة لن نتمكنَ من تجفيف منابع الإرهاب”.

وأكد رشيد، أن “الحكومة العراقية تعمل الآن في إطار التنمية الوطنية من خلال الاستثمار والمشاريع الاستراتيجية وتقديم خدمات في مجالات كثيرة، كما تنفتح الحكومة على دول الجوار العراقي مع كثير من الدول الأخرى بما يساعد على التعاون والعمل المشترك على وفق المصالح المشتركة واحترام مصالح وخيارات الشعوب وسيادة البلدان”، لافتاً الى أن “العراق طرف وشريك داعم وفاعل من أجل تعزيز التفاهم والسلام والمصالح المشتركة بما يطوّر استقرار المنطقة ويعزّز فرص النمو والتقدم فيها”.

وأعرب عن أمله في أن “تساعد هذه الزيارة على تعزيز علاقات الصداقة مع الجمهورية الايطالية”، مؤكداً “دعم وتشجع مبادرات رؤوس الأموال والشركات من أجل الارتقاء بحركة الاستثمارات ما بين البلدين، وأن بلدنا مجال خصب للاستثمار، وهو في طور البناء بمختلف المجالات”.

وثمن “رغبة الحكومة الايطالية بتشريع قانون لحماية الاموال السيادية مما سيعزز التبادل التجاري بين بلدينا الصديقين”، مقترحاً “إمكانية تشكيل مجلس اقتصادي عراقي ــ إيطالي يعزز دور رجال الأعمال في القطاع الخاص في البلدين بإقامة مشاريع مشتركة”.

من جانبه رحب الرئيس الإيطالي في كلمة له، برئيس الجمهورية والسيدة الأولى وأعضاء الوفد العراقي، مؤكداً “رغبة بلاده بتعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون الثنائي والتنسيق حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وأشار الرئيس مارتاريلا إلى أن “زيارة رئيس الجمهورية لإيطاليا تأتي تعبيراً عن للصداقة القوية بين شعبي العراق وإيطاليا وهو ما يدلل على الرغبة في المضي قدماً في طريق التعاون المشترك”، واصفاً “التعاون بين البلدين في مجال الأمن بالثمين”.

وشدد على “ضرورة تعزيزه لترسيخ الاستقرار في المناطق المحررة ومكافحة التطرف”، مشيداً “بدور العراق الفعال في بناء شراكات إقليمية متينة”.

ولفت إلى “مؤتمرات بغداد التي تعد أداة مهمة لتعزيز الحوار وتحقيق الاستقرار بين دول المنطقة”، مثمناً “مساهمة العراق في عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وتابع الرئيس سيرجيو مارتاريلا أن “العراق دولة ديمقراطية متنامية ذات اقتصاد سريع النمو وأغلب سكانه من الشباب الحريصين على ترك النزاعات وراءهم والمساهمة بقوة في تقدم بلادهم، إضافة إلى فتح آفاق الحوار والتفاهم المتبادل والاعتراف بالحقوق المجتمعات والحقوق الفردية الإنسانية”، موضحاً أن “هذه القيم أساسية لمواجهة التحديات الكبيرة بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب بجميع إشكاله والوقوف بوجه التحديات الجديدة مثل إدارة ظواهر الهجرة وتغير المناخ”.

وأكد أن “العمل سيتواصل لخلق مبادرات استشرافية وملموسة في جميع القطاعات ذات الاهتمام المشترك من التعاون في قطاع الطاقة إلى قطاعات البيئة والعدل والتعليم”.

كما تطرق الرئيس الإيطالي الى التعاون في مجال الآثار، لافتاً الى أنه “على مدى 60 عاماً عمل علماء الآثار العراقيين والإيطاليين معاً للحفاظ على مواقع ما بين النهرين القديمة ووضعوا لأنفسهم هدف الكشف عن تلك الجذور المشتركة بين جميع سكان أوروبا والشرق الأدنى والحفاظ عليها دليل على أصل مشترك وحصن ضد الأيديولوجيات الخلافية التي تهدف إلى جعلنا أعداء لبعضنا”.

ونوه أن “معرض الآشوريين الذي سيفتتح في بولونيا هو مناسبة يتم فيها إعادة القطع الأثرية الثمينة التي تعود لتلك الحضارة القديمة إلى الدولة العراقية”.

وأعرب عن “تقديره وشكره لموقف الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد الداعم والمساند عندما تعرضت مدن إميليا روامنيا للفيضانات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى