مقالات

ربيع الإستثمار والإعمار في العراق !

ماجد الخفاجي

التبرير الظاهري لزيارة السيد الكاظمي لدول أوربا ، هو الإتصال بالشركات الكبرى والرصينة وإقناعها بالإستثمار والإعمار في العراق ، والسيد الكاظمي سيّد العارفين ، أن هذه الشركات (الرأسمالية) ، لا تحتاج إلى لقاء مسؤول حكومي رفيع كشخص السيد الكاظمي ، لكن كل ما تحتاجه هذه الشركات وقد تسلل الكساد إلى أعتابها بسبب جائحة كورونا ، هو إلى عنصرين أساسيين ، هما الأمن والمال ، وكلا هذان العنصران ، غير متوفّران على الإطلاق ! ، وهذه الشركات ليست بذلك الغباء ، خصوصا بعد ما حدث لمدير شركة (دايو) لبناء مشروع الفاو ، هذه الشركات على علم تام أنها أمام حكومة لا تمتلك الحدود الدنيا من الموثوقية والمصداقية ، تعلم جيدا أنها دخلت مرحلة التسوّل ، وآخر “إنجازاتها” هو عجزها عن صرف رواتب الموظفين منذ ما يقرب الشهرين !. .

فكيف تأتمن هذه الشركات الكبرى البلد ، والسيد الكاظمي وهو القائد العام للقوات المسلحة بكل صنوفها وأجهزتها الأمنية التي لا تُعد ، ليس قادرا على مجرد تحرير المتظاهر المختَطَف (سجاد) أبن الناصرية رغم معرفة ذويه ومعارفه بمكانه وبمختطفيه ؟! ، كيف تأتمنه وقد وصل الأمر أن تُسرق الجسور ليلا كجسر المسيّب وأجهزة الأمن غافية ؟ !.

كيف تأتمن هذه الشركات البلد ، وثمّة أكثر من 600 شهيد شاب سقط في سوح التظاهر ، وعدد كبير من روّاد الكلمة الحَرّة ، وقيدت كل هذه الجرائم ضد مجهول ؟ ، ولو حدث أقل بكثير من ذلك في أكثر الدول تخلّفا ، لرأينا سقوط جماعي لبرلماناتهم وحكوماتهم ، وهم مكللين أمام العالم بالعار والشنار .

كيف تاتمنه مع غياب تام للشفافية في مئات التحقيقات بلجانها الكثيرة ، آخرها حادثة الإنتحار المزعوم لمدير شركة (دايو) في العراق ، وإلا لماذا تفكّر الشركة في ترك إكمال مشروع ميناء الفاو؟!

وهناك أخبار عن النية في إتمام هذا المشروع من قبل شركات صينية ؟ .

ماذا يُدعى أن نسمع بين فترة وأخرى عن أشخاص برتب كبيرة ، يستخدمون موارد الدولة من حمايات وإمتيازات وسطوة وما ينتج عنها من إبتزاز ، وإذا بهم ليسوا سوى وهميين ومنتحلين ! ، يُقال بعد ذلك أن الجهات الأمنية ألقت القبض عليهم ؟! ، كيف لأشخاص تافهين أن يخترقوا المؤسسة العسكرية والأمنية بهذه السهولة ولوقت طويل ؟! .أجهزتنا الأمنية مفلسة من ناحية الإعلام والفعّاليات ، رغم وجودنا في دوامة من الإرهاب والسرقات والجرائم الكبرى تعصف بنا وبإستمرار ، لذلك ترى أخبارهم المزعومة مليئة بالسفاسف التي لا شأن للمواطن بها ، من قبيل ، عملية نوعية وبتنسيق عالٍ مع ، وبدعم من ، (ويدرجون أسماء عدة أجهزة أمنية) ، ويذكرون اسماء المشتركين ، دون أن يذكروا اسماء المجرمين ! ، ولا بُد أن يرفض الشخص المُعلِن عن هذا الإنجاز ” الكبير” الكشف عن أسمه ، سبحان الله لا أدري لماذا ؟! ، آخرها ما يُزعم القبض على قاتل المتظاهر الشهيد (عمر الدليمي) في البصرة ، من قبل أحد منسبي جهاز مكافحة الشعب ، عفوا أقصد الشغب ! .

ماذا يُدعى أن ما يسمى البرلمان ، وعدد كبير منهم مطلوبون للعدالة ويتحدونها ، يتصرف كمنظمة سرّية ويُكرس مفهوم الدولة العميقة ، ولا يتصرف على الإطلاق كممثل للشعب ، تمرر خلاله كل قرارات تدمير ما تبقى من البلد ومقوماته رغم المعارضة الجماهيرية العارمة ، قرارات تعود بالفائدة لمنتسبيه فقط ، ولتذهب الجماهير إلى الجحيم ، كتجديد تراخيص الهاتف النقال الغنية عن التعريف في الفساد ، وكارثة معادلة الشهادات ! ، وكوارث تبديد ثروات البلد ورهن حاضره ومستقبله ، وغيرها كثير .لا يوجد إنجاز واحد تمخضت عنه الحكومة لصالح الشعب ، ووالله أوجست في نفسي خيفة عندما زفّت لنا وزارة الإتصالات عن خبر تحديث شبكة الإنترنيت بعمليات “الصدمة” التي ملأت أخبارها الآفاق ، وها هي خدمة الإنترنيت ، من سيء إلى أسوأ ما يكون هذه الأيام !.خبر آخر زفته لنا وزارة النفط عن تقفيص أقصد تخفيض سعر البنزين المُحسّن إلى 650 دينار بدلا من 950 دينار ، ووالله لقد عرفت أن هذا البنزين ستنخفض نوعيته أيضا ! ، وها هي مواقع التواصل الإجتماعي تشكو من نوعية هذا الوقود كونه نفس نوعية البنزين العادي الذي يصيب السيارة بعسر الهضم ، إن لم يكن أسوأ ! .

حكومة خالية من كل الأعراف ، مجردة من الأخلاق والإنسانية ، بعيدة كل البعد عن الحدود الدنيا من المهنية والتدبير والإدارة والقيادة ، حكومة لا يوجد مثيل لها في الكون ، رجالاتها ببدلات وأربطة عنق ، لكنهم يحملون عقلية إنسان الكهف بل أكثر تخلفا ، ستزخر بها الموسوعات السياسية مستقبلا ، كأسوأ نظام (إن كانت به رائحة نظام) في التاريخ البشري ستخجل منه حتى موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية في الفشل والفساد والفوضى والدماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى