مقالات

رخص الذهب الأسود في الزمن الأجرد !

بقلم مهدي قاسم

منذ سنوات طويلة ونحن نحذر ونكرر  في عشرات مقالات من مغبة مجيء يوم نحس و أسود حيث يفقد فيه الذهب الأسود  من قيمته الكبيرة ، ليصبح بقيمة بطيخ و فجل و شلغم !!، مثلما الحال الآن فدعوّنا مرارا إلى استغلال ما سُميت حينذاك بالميزانيات الانفجارية من جراء ارتفاع أسعار النفط وتجاوزها حدود المائة دولار ، فقد دعوّنا إلى ضرورة  توفير هذه ة الثروات الهائلة و استثمارها في أي مجال كان ، و ذلك بهدف تكديس وتراكم المال الكثير مع أرباحه الصافية ــ و كاحتياطي العملة الطائلة ــ ليس فقط تحوطا من الظروف الطارئة ، حيث سيحل الشلل العالم والقحط العام مثلماالحال الآن ، إنما من أجل ضمان مستقبل الأجيال العراقية القادمة أيضا ، ليعيشوا بأمان و رفاهية و حياة مستقرة ، ولكن لا شيء من هذا القبيل  قد حدث ، إنما ما جرى هو العكس من ذلك تماما من جراء الحجم الكبير و القياسي الغير معقول لعمليات اللصوصية المنظمة و التبذير و الهدر الظالمين للمال العام من قبل لصوص المنطقة الغبيراء الفاسدين ، ناهيك عن تحذيرنا المتكرر من عدم الاعتماد على واردات النفط فقط بل إلى ضرورة تنويع مصادر الدخل القومي الأخرى لتكون أما مكمّلة لدخل النفط  كمصدر دعم مالي أو فرعي مهم ، أو بديلا له في حالة حصول ارباك عام في أسواق النفط العالمية أو هبوط الأسعار بشكل مفاجئ لأسباب سياسية وغير ذلك ، غير أن ما تخوّفنا منه توّقعناه قد حصل سريعا ، وليس هذا فقط بل إن العراق ـــ و ضمن الاتفاق الجديد لمعظم أعضاء الأوبك * ــ سيضطر ليس فقط لبيع النفط بأسعار منخفضة قد لا توفي حتى بسعر التكلفة والإنتاج أنما  سيضطر إلى تخفيض نسبة معينة من الكميات المصدرة ايضا ،..

ليزداد الطين بلة ، والفقر والحرمان و العون الشعبي علة !..

 مما سيدفع العراق إلى طلب مزيد من قروض مجحفة لتمشية أمور وشؤون الدولة ..

 لذا نود أن نستغل هذه المناسبة أيضا و كذلك الظروف الاستثنائية لندعو زعماء عصابات المافيا السياسية المتنفذة جميعا إلى إعادة   ولوجزء من الأموال الطائلة والهائلة والبالغة بمئات مليارات الدولارات والتي نُهبت من ثروات  الشعب العراقي من خلال نهب و فرهدة المال العام الذي اعتبروا مالكه مجهولا ، وهي لا زالت موجودة في بنوك أجنبية سواء بأسماء مزيفة أو بأسماء الأقرباء والحبايب الموثقين بهم ، ذلك لكون العراق الآن وفي هذا الظرف الحرج والعصيب  بأوج حاجة لهذه الثروات الهائلة ..

أجل نحن نخاطبكم بل ونطالبكم بذلك مع علمنا الجيد بمدى لامبالاتكم بمصير العراقيين المعذب ،و كذلك بمدى نذالتكم وانعدام ضمائركم بالمطلق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى