مقالات

زوبعة تصريح العبادي .!!

رائد عمر

على مدى اكثر من يومين , انهمكت بعض القنوات الفضائية العراقية في البحث والتحليل والتمحيص بالإضافة الى استضافة شخصيات سياسية من مختلف الأحزاب والكتل , حول أبعاد وغايات تصريح رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي الذي ذكر فيه وبشكلٍ مفاجئ بأنّ حكومة عادل عبد المهدي كانت على دراية مسبقة بقدوم او مرور الطائرات الأمريكية المسيّرة الثلاث في الأجواء العراقية , التي اغتالت اللواء قاسم سليماني وابي مهدي المهندس , وربما كانت فضائية Utv هي الأكثر نشاطاً من سواها , حيث تولّى المحاور عدنان الطائي محاورة 3 قياديين من كتلة دولة القانون والنصر والفتح , وأمطرهم بالأسئلة ذات العلاقة بهذا الشأن . وكان واضحاً منذ البدء ” سواءً في هذه القناة او سواها ” عدم امكانية التوصل لإجابةٍ شافية ومقنعة حول المبررات والأبعاد والخلفيات التي دفعت بالعبادي للإعلان والتصريح وكشف هذه المعلومة بالذات , وفي هذا التوقيت تحديدا .!بدا او يبدو أنَّ ما ادلى به العبادي يحمل اهدافاً مزدوجة او اكثر من ذلك , وكانت صياغة تصريحه ضعيفة وتفتقد لكلّ مقوّمات التحرير الصحفي ومتطلباته في إقناع الرأي العام على الأقل .! , وبالرغم ممّا جرى اعلانه لاحقاً بأنّ قيادة العمليات المشتركة وقيادة الدفاع الجوي كانت على علمٍ مسبق بمنح الإذن لمرور المسيّرات الثلاث بدخول الأجواء العراقية كإجراءٍ تقليديٍّ ولم يكن للمرّة الأولى .! ودون معرفة او استحالة معرفة المهمة التي ستقوم بها تلك ” الدرون – الطائرات ” , ومع أخذٍ بالإعتبار بعدم امكانية او قدرة السلطات العراقية بمنع ايّ طائرةٍ امريكية مسيّرة او غير مسيّرة << وقد سبق منذ سنينٍ طوال أنْ حطّ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن الرحال في قاعدة ” عين الأسد ” دون أن تعلم السلطات العراقية بقدومه حتى اتصل بهم بعد ساعات ! >> .ايضاً , كان بإمكان الأمريكان ان يطلقوا طائراتهم الثلاث تلك من داخل قواعدهم في العراق , سواءً من قاعدة حرير في اربيل او ” عين الأسد ” او ربما سواهالكنهم تعمّدوا الدخول بشكلٍ رسمي وقانوني , كي يتفاخروا بأداء مهمتهم في عملية الأغتيال .!الى ذلك , وبالرغم من الإتهامات والمساوئ التي التصقت بعادل عبد المهدي في غضّه النظر عن قتل اعدادٍ من المتظاهرين ” وكأنه ضوء اخضر لذلك ” , فمن الصعب تحميل عبد المهدي ولا الأجهزة الأمنيّة والأستخبارية في عهده مسؤولية عدم كشف مهمّة المسيّرات الثلاث , والتي كانت مباغتة ومدروسة وبأصعب التقنيات , وما يعزّز ذلك أنْ منَ المحال أن ابلغَ او كشفَ ابو مهدي المهندس لأية جهةٍ او أحدٍ بأنه كان بصدد التوجّه لأستقبال قاسم سليماني في رحلةٍ سريّة الى بغداد ” وفي حينها غيّر ابو مهدي المركبة التي تنقله الى المطار لمرتين في الطريق تحسّباً لإجراءات أمنيّةٍ صارمة ” وفق ما تداولته وسائل الإعلام بعد العملية .. من جانبٍ آخرٍ , ورغم الزيارات المتكررة للواء قاسم سليماني الى العراق , والتي كانت محاطة بسرّية فائقة , لكنّه والضباط الذين كانوا بمعيته , ربما لم ينتبهوا او يتمعّنوا في ابعاد تأخير الطائرة التي تقلّهم او تنقلهم من مطار دمشق , حيث تأخّرت الطائرة لساعتين على موعد اقلاعها لأسبابٍ فنية ” وهذا غالبا ما يحدث ” لكنه في هذه المرّة ربما كان ذلك من هندسة تنفيذ عملية الأغتيال بدقة بالغة , وكان عليهم ” كأحتياطاتٍ أمنيّةٍ استباقية ” مغادرة الطائرة فور علمهم بالتأخير .! , تصريح العبادي هذا لا يحمل اية قيمة أمنيّة او استخبارية , وهو تصريحٌ كنتاجٍ للسذاجة السياسية وسواها , بأستثناء محاولته تعكير الأجواء السياسية ” اكثر فأكثر ” بين الأحزاب والكتل السياسية المتعجّلة لخوض غمار الأنتخابات , وسيادته اوّلهم .! , ولم تكن من ضرورة ما لإنزال تصريحه الى حلبة الإعلام ولا حتى بالقربِ منها .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى