مقالات

سعادة بالموعد أم بالمحاصصة المبكرة؟

د. فاتح عبدالسلام

انهيال‭ ‬التأكيدات‭ ‬الدولية‭ ‬والمحلية‭ ‬على‭ ‬اجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬موعدها‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬العاشر‭ ‬المقبل،‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬مجرد‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬مكسب‭ ‬ما‭ ‬بعده‭ ‬مكسب،‭ ‬سوف‭ ‬ينتشل‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوحل‭ ‬الذي‭ ‬غطست‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭. ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الثوابت‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬ان‭ ‬دقها‭ ‬الحاكم‭ ‬الأمريكي‭ ‬المدني‭ ‬سيء‭ ‬الذكر‭ ‬بول‭ ‬بريمر‭ ‬بمسامير‭ ‬مزنجرة‭. ‬أكل‭ ‬هذا‭ ‬الابتهاج‭ ‬في‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬الموعد‭ ‬،‭ ‬وماذا‭ ‬لو‭ ‬حصلت‭ ‬الانتخابات‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بشهرين‭ ‬او‭ ‬خمسة‭ ‬شهور،‭ ‬أي‭ ‬اختلاف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نراه،‭ ‬إذ‭ ‬الوضع‭ ‬المحلي‭ ‬مستقر‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬مراكز‭ ‬القوى‭ ‬والقيل‭ ‬والقال‭ ‬التافه‭ ‬فيما‭ ‬الوطن‭ ‬يبدو‭ ‬كورقة‭ ‬خفيفة‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬رياح‭ ‬شرقية‭ ‬وغربية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الوضع‭ ‬الدولي‭ ‬المعني‭ ‬بالعراق‭ ‬ومستقبله‭( ‬هنا‭ ‬المستقبل‭ ‬كلمة‭ ‬غامضة‭ ‬مبهمة‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الاعراب‭ ‬في‭ ‬القاموس‭ ‬السياسي‭ ‬المتداول‭ ‬في‭ ‬العراق‭)‬،‭ ‬واقصد‭ ‬بذلك‭ ‬الوضع‭ ‬هو‭ ‬ايران‭ ‬التي‭ ‬تتزيا‭ ‬بثوب‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬لها،‭ ‬لايزال‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حياته‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬مطلع‭ ‬حياتها‭ ‬الجديدة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭. ‬علام‭ ‬هذه‭ ‬السعادة‭ ‬بالإنجاز‭ ‬الوهمي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬الى‭ ‬اين‭ ‬ستفضي‭ ‬مآلاته،‭ ‬وفم‭ ‬البلاد‭ ‬مطبق‭ ‬على‭ ‬دماء‭ ‬ستمائة‭ ‬شهيد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬تشرين‭ ‬الخوالد‭. ‬ربما‭ ‬يتساءل‭ ‬معي‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬العجب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬ويقول،‭ ‬لِمَ‭ ‬هذا‭ ‬الفرح؟‭ ‬لاسيما‭ ‬ان‭ ‬العراقيين‭ ‬لا‭ ‬يبدون‭ ‬متحمسين‭ ‬لهذا‭ ‬الهرج‭ ‬والمرج،‭ ‬ونراهم‭ ‬غارقين‭ ‬في‭ ‬مصائب‭ ‬حياتهم‭ ‬المُسخّمة‭ ‬مع‭ ‬حكامهم‭ ‬وحواشيهم‭ ‬والمتنفذين‭ ‬بمقاليد‭ ‬أمورهم‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية؟‭ ‬السبب‭ ‬واضح،‭ ‬هو‭ ‬رصف‭ ‬الطريق‭ ‬امام‭ ‬توزيع‭ ‬المناصب‭ ‬المقبلة‭ ‬رئاسات‭ ‬ووزارات‭ ‬ومؤسسات،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الزبد‭ ‬الذي‭ ‬يوهم‭ ‬نفسه‭ ‬انه‭ ‬يعاند‭ ‬إرادة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬انه‭ ‬سيذهب‭ ‬جُفاءً،‭ ‬وانَّ‭ ‬ما‭ ‬ينفعُ‭ ‬الناسَ‭ ‬سيمكثُ‭ ‬في‭ ‬الأرض‭. ‬لكن‭ ‬متى؟‭ ‬وكيف؟‭ ‬والجواب‭ ‬في‭ ‬سطور‭ ‬مقبلة‭. ‬‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى