slideالسياسية

صحيفة بريطانية: “تنافس عراقي إيراني” على انتصار كركوك بعد انسحاب البيشمركة

الاولى نيوز / بغداد

ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأحد، أن القوات العراقية تمكنت خلال عملية استمرت خمسة أيام من بسط سيطرتها على نحو 14 ألف كيلو متر مربع من الأراضي التي كانت تحت سيطرة البيشمركة الكردية، وذلك بأقل قدر ممكن من المقاومة، حسب تعبيرها.

واوضحت الصحيفة في تقرير لها، نشر اليوم ( 22 تشرين الأول 20179، أنه بحلول مساء يوم الجمعة الماضي وعندما خَفت أصوات الرصاص على الطريق بين كركوك وأربيل، كانت حدود حديثة قد حُفِرت في الأراضي الغنية بالنفط، ورُسم خطّ جديد للنفوذ في شمالي العراق، وذلك بعد انسحاب قوات البيشمركة من أغلب المناطق المتنازع عليها مع بغداد، والتي استعادت سلطتها على الأراضي التي استولى عليها الكرد خارج حدودهم المقررة خلال القتال الذي دام لثلاثة أعوام ضد تنظيم داعش.

وأشارت “الغارديان” إلى أن “الاستسلام الاستثنائي لقوات البيشمركة، الذي تلا استفتاءً على استقلال إقليم كردستان كان من المفترض أن يُعزِّز قوة الكرد وسلطتهم على أراضيهم، لم يحطم فقط الطموحات الكردية في الحصول على دولة مستقلة لدى جيل واحد على الأقل، إلا أنَّه كشف النقاب أيضاً عن صراعٍ متزايد على السلطة في العراق، وديناميكيات إقليمية بدأت تتشكل سريعاً في أعقاب انهيار ما عُرِف باسم الخلافة الإسلامية، التي أعلنها زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي منتصف عام 2014”.

وتساءلت الصحيفة البريطانية عن صاحب النصر في كركوك، هل هو العبادي أم سليماني؟، حيث قالت إن “مسؤولي الحكومة الإيرانية احتفلوا بالنصر الذي تحقّق في كركوك، التي ضمها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ضمن الحدود التي أُجري فيها الاستفتاء على الاستقلال”.

وقد أكد قائد رفيع المستوى في قوات الحشد الشعبي انه”لم نكن لنسمح أبداً لمشروعٍ صهيوني مثل هذا أن يستولي على كركوك، كركوك محورية لاقتصاد العراق، ولن تنتمي أبداً لبارزاني”، فيما قال أحد المنتسبين إلىالحشد الشعبي، “كان هذا أكثر درس مؤلم واجهوه، دعهم يفكرون في ذلك ملياً وفي التاريخ. كركوك لن تكون أبداً كردية”.

وفي بغداد، أنكرت السلطات مراراً ادعاءات الإيرانيين بأنَّهم كان لهم دور مركزي في تحقيق النصر، وافاد وزير عراقي قائلا ان “الأسطورة الشائعة هي أنَ قائداً عسكرياً إيرانياً بعينه لديه يد في كل ما يدور داخل هذا البلد، كما لو أنَّه نائب الملك، هذا ليس حقيقياً، هذا بلد مرَّ بالكثير، ويعود للوقوف على قدميه بدماء شهدائه وتضحيات مواطنيه”.

وتابعت الصحيفة ان القوات العراقية لعبت دورا بارزا في استعادة السيطرة على كركوك، وذلك بمشاركة جماعات شيعية ترسل تقاريرها إلى قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني وقادة قوات الحشد الشعبي هادي العامري وأبو مهدي المهندس.

ووفقا لمسؤولين كرد رفيعي المستوى، فقد جلس سليماني قبالة بارزاني، في محاولةٍ لردعه قبل إجراء الاستفتاء وعندما لم يفلح ذلك، طلب لقاءً ثانياً مع بارزاني، لكن طلبه رُفِض، وعلى مدار الأسبوعين الماضيين كان زائراً منتظماً للمعسكر السياسي المنافس في إقليم كردستان، عائلة طالباني، في مدينة السليمانية، ثاني أكبر مدن الإقليم.

ونقلت الصحيفة عن الوزير العراقي،الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن “الحملات السياسية والعسكرية حول كركوك كان يُنظمها سليماني، لا تنخدع بالتفكير في خلاف ذلك، أي شخص يعتقد أنَّه (سليماني) يخضع لسلطة العبادي لا يعي كيف تسير الأمور في العراق”.

وبالعودة إلى موضوع انسحاب البيشمركة من كركوك، فقد وصفت وسائل إعلام كردية مقربة من الحزب الديمقراطي بأنها تعود لـ “خيانة” البعض، وقالت ” الغارديان” انه في يوم السبت 15 تشرين الأول 2017، بينما كانت القوات العراقية والشيعية تحتشد قرب كركوك، جلست الفصائل الكردية المكونة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني التابع لجماعة طالباني، لإجراء محادثاتٍ في بلدة دوكان الواقعة على نهر الزاب بمحافظة السليمانية.

وقال مسؤول كردي رفيع المستوى، إن “بافيل قال إنَّه اجتمع مع العبادي، وناقشا السماح لقوات العمليات الخاصة العراقية بدخول كركوك، وان الحرس الجمهوري العراقي قد يسيطر على بعض المواقع”، وأضاف “سألناه عمَّا إذا كان قد أبرم اتفاقاً، وقال: لا، كانت فقط نقاطاً محل نقاش. وقلنا إنَّه إذا كان قد وافق على ذلك، سيكون علينا تغيير موقع قواتنا تباعاً”.

وتابع المسؤول الكردي “لقد كذبوا علينا. كانت خيانة تاريخية، فقد أبرم الاتفاق بينما كانوا يستقبلون التعازي في طالباني، بدايةً في السليمانية، ثم في بغداد. الاجتماع الثاني هو المكان الذي أُبلِغَ فيه العبادي أيضاً”.

ويعتقد مسؤولون بالحزب الديمقراطي أيضاً أن “بافيل ولاهور عقدا اجتماعين سابقين مع قادة قوات الحشد الشعبي، حضر أحدهما سليماني، في مدينة طوزخورماتو العراقية‎‎ على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوب كركوك.

وكانت محافظة كركوك تدعم الاقتصاد في الإقليم الكردي المعتمد على النفط خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بتصدير ما يصل إلى 600 ألف برميل يومياً، من خلال خط أنابيب شيدته بينها وبين تركيا، الأمر الذي سبب الضيق لبغداد، وفي الوقت الحاضر فقد كشف سقوط كركوك صدعاً في قلب قرار إجراء الاستفتاء على الاستقلال، الذي حظيَ بتأييد 93% من الكرد الذين أدلوا بأصواتهم في الاقتراع.

وقد أشار دبلوماسي أوروبي في بغداد إلى أن “الكرد لن يتمكنوا أبداً من تجاوز الأمر في ظل قيادة بارزاني لهم، وبعيداً عن ذلك، كان الأمر سيضعهم دائماً في موقفٍ صعب مع إيران، التي كانت ستغزو العراق قبل أن تخسره. وأعتقد أنَّهم في أعماقهم، ربما رأوا أنَّ ذلك ليس شيئاً يمكن حله من خلال إعلانٍ أحادي الجانب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى