مقالات

صخب شعارات الملاعب ..لحظة انتباهة!!

مازن صاحب

لا يصح تعالي صخب الصيحات من جمهور لعبة العراق وإيران بشعارات سياسية ضد أمريكا وإيران.. ولابد من تحليل موضوعي لها .. قال محدثي ..قلت ..اتفق معك ان الأخلاق الرياضية تتقاطع مع ذلك ولكن من يستطيع أن ينظم وجود مثل هذا الجمهور بتلك الصيحات؟؟ وهل تفاعل معهم الجمهور ليعلن عن ما تضمر مشاعره ؟؟ ام انها مجرد شعارات مبعثرة بلا موجه معنوي او توظيف سياسي ؟؟ قال محدثي ..مدعيا معرفته اسرار حياة العراقيين اليوم ان الموضوع لا يخلو من وجود رابطة تنظم مثل هكذا نشاط ..وهذا واجب الاجهزة الأمنية متعددة الأطراف التي فشلت في كشفها ومنعها. ثانيا .لا يمكن بالمطلق ان يكون لهذه الجهة او تلك امتلاك دخول كل هذه الحشود الى الملعب ..لذلك تكون الاجابة ان هناك تفاعل ناجح بين قلة منظمة وجمهور مبعثر .. لذلك ارتفع صخب الشعارات..وايضا لم تنجح الاجهزة الأمنية الميدانية من إيقاف تداعيات التنفيذ ..بما يكرر فشل متتابع لقياس ادراك الراي العام الجمعي العراقي لتداول مثل هذه الشعارات .سألته ماذا تعني في هذا القياس ؟؟ أجاب محدثي .. ما زالت القيادات السياسية لاسيما في الإطار التنسيقي خاصة والقوى المتحالفة معه في ادارة الدولة غير قادرة على الاعتراف ان الاختلال في مثل هكذا مخالفة للأخلاق الرياضية تتمثل في استغلال هذه الحشود لتنفيذ ما هو معروف لهم من كراهية الشعب لنتائج الاحتلال الامريكي وشركاه للعراق وايضا لنتاج النفوذ الإيراني على هذه الاحزاب بالتخادم مع السياسات الأمريكية. وردا على علامات التعجب على وجهي .. واصل محدثي قائلا .. واقع الامر تعترف واشنطن وإيران وهذا ما تعرفه سفارتي البلدين في بغداد .. ان الراي العام العراقي يكره سياسة الانبطاح التي تنفذها هذه الاحزاب المتصدية لسلطان الحكم فقط لتحقيق مصالح قياداتها عبر واجهات اقتصادية توظف المال العام بالضد من التنمية المستدامة.. لذلك ظهرت المقارنة في بعض التعليقات على التواصل الاجتماعي……ان زعل إيران من هذه الشعارات في مباراة لكرة القدم خسرتها ..ربما تنتهي بقطع الغاز والكهرباء عن العراق ..فيما لن تقدر الحكومة العراقية فعل شيء بالمقابل ..كذلك قدرة واشنطن على عدم تجديد قرار الرئيس الامريكي بحماية ريع النفط..مما يجعل رواتب الموظفين مهددة !! زاد تعجبي من هذا الطرح .. وسألت محدثي ان الموضوع ببساطة ليس بأكثر من تكرار لشعار استخدم في انتفاضة تشرين.. وهذا ربما يكون دلالة على الرفض الشعبي ..لكن ردود الافعال التي يشير لها مبالغة كثيرا .أجاب محدثي ..ارتبط الوعي الشعبي بأبسط حقوق الحياة الانسانية .. في مورد المعيشة ممثلا بالرواتب.. ورفاهية ديمومة الطاقة الكهربائية.. مشددا على ان قراءة الوعي الشعبي حالة معروفة لكل قيادات الاحزاب المتصدية للسلطة في تحالف إدارة الدولة .. وبدلا من تعليق ما حصل على شماعة هذا الطرف او ذاك..بات مطلوبا التوقف عند حيثيات هذا الرفض وايجاد اليات ومعايير للتعامل معه .. ما دام واقع العملية السياسية يمر بانتخابات كل ٤ سنوات.. وهذا يحتاج الى إيجاد معايير لقياس الراي العام بدلا من الاستماع اليه في صخب شعارات الملاعب ..ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى