مقالات

صناديق الإقتراع العراقية .!

رائد عنر

لابدّ من التسجيل اوالإشارة بأنّ تسمية تلك الصناديق ” بالعراقية ” فهي تسمية غير دقيقة ولا مناسبة كذلك , فهذه الصناديق لا تمثّل اصوات جمهور الناخبين المفقودة الغالبية العظمى من اصواتهم , حيث بلغت نسبة المشاركة الجماهيرية في الإنتخابات السابقة ” لعام 2018 , ” بينَ 25 – 20% مع المبالغة والتضخيم في اعداد هذه الأصوات . وكان من الأجدر تسميتها بِ < صناديق اقتراع السلطة , او احزاب الإسلام السياسي > , لكنّ ما مذكورٌ في العنوان يقتصر وينحصر على جنسية الإنتخابات , ومعها المزدوجي الجنسية .!هنالك ايضاً إشارةٌ ضوئيةٌ اخرى قد تقتضي المقتضيات التذكير او اعادة التذكير بها , رغمَ أنّ العراقيين يحفظونها عن ظهر قلب , وما برحت ماثلة ومستقرّة في الأذهان , وهي ما يتعلّق بصناديق الإقتراع البلاستيكية او المطاطية ذات اللون الأبيض والغطاء الأزرق , والتي جرى التجاوز عليها لثلاثِ مرّاتٍ متتالية عبرَ الحرق والتهشيم وما الى ذلك ” دون انْ تغيّر السلطة آنذاك مكانها او تنقلها منه , والتي كانت محفوظةً في مخازن وزارة التجارة , والتي اضحت فضيحتها وزخمها في الإعلام بما يزكم الأنوف والحواسّ الأخرى .! , ودونما اكتراثٌ حكومي لذلك , بل جرت شرعنة ما حصل بكلّ ما يخالف الشريعة والشرع المفترض .! وبإستدارةٍ خفيفة عن جوهر الموضوع , فوفق كِلا التسريبات المتعمدّة والأخرى غير المقصودة , بأنّ برمجةً ما قد جرت مسبقا وما انفكّت لأن تغدو الآليّة المعتمدة لعملية الإنتخابات القادمة لصالح احزاب السلطة الحاكمة وضبط ايقاعها ودفّتها , بحيث لا من مجالٍ لسواها ووفقا لأيّ اعتبارات .! وسواءً بعلم مفوضية الإنتخابات او سذاجتها او كلاهما معاً , علماً أنّ دَور الأمم المتحدة او مجلس الأمن في ” مراقبة او الإشراف ” على العملية الإنتخابية , فهو أمرٌ لا يُعوّل عليه ولأكثر من سبب .!وبإستدارةٍ ثانيةٍ لكنها في الإتجاه المعاكس , فبغضّ النظر عن نظام الحكم السابق ” والحديثُ هنا يرتبط بالناحية الفنيّة المجرّدة ” , ففي اوّل انتخاباتٍ في العراق الجمهوري جرت في عام 1980وقُبيلَ الحرب العراقية – الإيرانية , فكانت صناديق الإقتراع مصنوعةً من مادة ” Stainless Steel – ستانليس ستيل ” المعدنية , وعمودية الشكل وبأرتفاعٍ محدد ومُحكمة الإقفال , وكانت وسائل الإعلام في حينها قد نشرت مواصفاتها وصورها قبل اجراء تلك الإنتخابات القديمة .. ومن ْ هنا نكونُ قد بلغنا او صلنا الى حافّاتِ بيت القصيد , وربما الى قعر دار هذا البيت .! فلَم نسمع ذاتَ مرّة أنّ منظمات المجتمع الوطني او ثوّار تشرين ولا شرائح الجمهور المختلفة قد طالبت بتغيير واستبدال صناديق الإقتراع المعتمدة ” في كلّ دورةٍ انتخابية ” بأخرى من الحديد الصلب او سواه , حيثُ الصندوق المطاطي او البلاستيكي المعتمد قابل للحرق وللثُقب وللفتح , وللتهشيم كذلك , ويقيناً أنّ كلّ هذه القوى الوطنية قد تعاملت مع هذهنَّ الصناديق بطيبةٍ ونيّةٍ مفرطة في الإسراف .! , كما أنّ الأمين العام للأمم المتحدة الأستاذ ” انطونيو غوتيريش ” ومنظماته الفرعية ومكاتبه داخل وخارج القطر , لمْ يتطرّق ايٌّ منهم حول صندوق الأصوات في العراق حتى لو كانَ كارتونياً او مصنوعاً من ورق الكارتون .! دون انْ نقول < مع التي واللُتيّا > , فسيبقى الصندوق البلاستيكي الأبيض او المُبيّض هو سيّد الموقف في الإنتخابات المقبلة , وسيجري رفضٌ عارم لتغييره او استبداله حتى ولو بصناديقٍ خشبيةٍ رقيقةٍ , تُسمّى في العراق < الخشب المْعاكس > الخفيف .! ويبقى الأمل الوحيد – البعيد ” بأفتراضاتٍ ممكنةٍ وغير قابلةٍ للحدوث او الوقوع , هو تأجيل موعد الإنتخابات الى اجلٍ غير مسمّى .! او بخطوةٍ ثوريةٍ لحلّ البرلمان مسبقاً , لكنّ ذلك يتطلّب وجود قائد او قيادة ثوريةٍ لم يجرِ اختبارها بعد او لم تظهر الى العلن , وربما لم يحن اوانها .!والموقف الأمريكي يتّسعُ ابهاماً جرّاء ما يجري ربما في الخفاء او العلن في مفاوضات ” فينّا ” حول الإتفاق النووي , ومشتقاته اللائي لا تقلّ صعوبةً .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى