مقالات

طررٌ طررُ وفسادٌ مُبتكرُ!!

د. صادق السامرائي

طررٌ طررُ وفسادٌ مُبتكرُ!!الطرة: الطغراء , أو الختم , أو العلامة المميزة.ظاهرة غريبة تسود الواقع وتبرز بوضوح في الوجوه الكالحة الفاسدة , حتى صار الإقران ما بين طرة الجبين والفساد الفاضح قويا ومؤكدا.

فالطرّة يتم إستعمالها للنفاق والكذب والخداع والتضليل , ولإبعاد الشبهات عن ذوي العاهات السلوكية والدمامل النفسية المتقيحة.وهذه الطرر تنافي الواقع الفسلجي والبايولوجي , في زمن يصلي أصحاب الطرر على سجاد من الحرير والرقع الناعمة التي تلامس الجباه برقة وراحة , مما يعني أن المتطررين ( من الطرة وليس من الطرطرة) , لا يمكنهم أن يكتسبوا أثرا في جباههم مهما تجاوزت مرات سجودهم ما هو فرض من السجدات , وإن سجد الواحد منهم أكثر من مئة مرة في اليوم , فلن يكون في جبينه أثر من السجود , مثلما كان السابقون الذين يمرغون جباههم بالتراب أو الحجر أو أي شيئ خشن وصلب.

ومن الملاحظ أن رموز الدين لا تشاهد طررا على جباههم , أما المدّعون والمتاجرون بالدين فقد تعاظمت طررهم , فهي داكنة سوداء كأنها الحروق , والبعض يقول بأنهم يكوون جباههم , وهناك مَن صار خبيرا برسم الطرر , كما يَحصل في رسم الأوشام.

الطرّة من علامات التقنّع بالدين , وربما تشير إلى أن معظم أصحابها من المنافقين الدجالين المرائين , الذين يستغفلون الآخرين ويتحايلون عليهم لإبتزازهم والإستحواذ على حالهم وأحوالهم , وتحويلهم إلى بضائع في مزادات الأفك والضلال.وما أكذبَ المطررين وأدجلهم , فهم لا يعرفون من الدين شيئا , ويتاجرون بالقيم والمبادئ ولا يملكون قليل حياء , أو غيرة على الدين الذي يدّعون وبه يتمرّغون كأنّهم ثيران بلا قرون.وتجدنا اليوم إزاء طوابير من المطررين الذين يتبجحون بالدين , وهم من أجهل الجاهلين , ومن الذين لا يفقهون في الدين سوى ما تمليه عليهم أهواؤهم , ونفوسهم الأمّارة بالشرور.

فهل أن الطرة علامة تجارية مسجلة , تشير إلى أن صاحبها من ذوي الرحمة والخلق الحسن والألفة والمحبة أم أنها لتمرير ما هو مشين؟!!فتطرروا ولا تتطرطروا أيها المتاجرون بدين!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى