مقالات

ظاهرة كورونا والسلوك المكتسب

ظاهرة كورونا والسلوك المكتسب – نجاح هادي كبة

لا يمكن النظر الى فيروس كورونا وما يسببه من تفكيك للجسد الانساني بمعزل عن كونه ظاهرة،لان هذا الفيروس المهلك قد نتجت عنه – كما هو معروف- بالاضافة الى الاعاقة الجسدية للمريض الحجر الصحي وما تبع ذلك من تغير في سلوك الفرد والمجتمع من العزلة والاغتراب الثقافي والاجتماعي وفقدان الحرية وتأكيد الذات وتفكيك المكان وتغيّر عادات الفرد والأسرة في النوم والأكل والملبس والقلق الذي يساور الفرد والأسرة نتيجة الواقع الاقتصادي الذي شقّ حركته هذا الفيروس اللعين.

أن السؤال الذي يطرح نفسه هل السلوك الذي اكتسبه الفرد او الأسرة لا ينطفئ منهم؟ والجواب نجده عند علماء النفس السلوكيين أمثال : بافلوف وثورندايك وجاثري وسكنر وغيرهم ، فهؤلاء العلماء متفقون على ان السلوك مكتسب من البيئة نتيجة مجموعة من المثيرات التي تعكس استجابات لدى الفرد والمجتمع لان هؤلاء العلماء السلوكيين – ومن خلال تجاربهم على الحيوانات – وجدوا ان اكتساب السلوك يكون اكتسابا آليا او بعبارة اخرى – كما يرون – ان الفرد يتعلم السلوك تعلمًا أعمى غير مبصر ويضربون أمثلة على ذلك ،منها حينما نقول للفرد ما حاصل ضرب (7×6) سيكون جوابه فورا يساوي (42) ومن دون ان يبذل اي مجهود فكري او عقلي ، قياسا على ذلك فأن الكثير من السلوك الذي سببته ظاهرة كورونا سيصاحب الفرد والمجتمع ولا ينطفئ الا بمرور الزمن حينما يقل التدعيم الذي سبب هذا السلوك وهو عودة الحياة الطبيعية للفرد والمجتمع فمثلما اكتسب الفرد السلوك اكتسابا آليا أو غير مبصر سيفقده آليا أو غير مبصر وحين يدرك الفرد ان استجابته للسلوك الذي سببته ظاهرة كورونا هو عبارة عن استجابة شرطية غير طبيعية كما يرى علماء النفس السلوكيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى