مقالات

عالم التجميل بين التأكيد والنفي

عالم التجميل بين التأكيد والنفي – زيد الحلّي

شغل موضوع مراكز التجميل التي اتسعت رقعت وجودها في العاصمة والمحافظات ، وفي بعض مراكز المدن والقصبات ، الرأي العام ، ولاسيما بعد الحوادث المؤسفة التي وصلت الى حد فقدان الحياة لبعض مرتاديها ، وفي هذا الصدد ، لفت نظري تصريح نقيب الاطباء الذي حدد عدد المراكز غير المجازة بأربعمائة مركز تجميل ، لكن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة شكك بالرقم ، بالقول ان ” الأرقام التي تحدثت عن مراكز التجميل غير المجازة في بغداد ليست دقيقة ” دون ان يشير الى الرقم الدقيق الذي رصدته اجهزة الوزارة بشأن الموضوع .وبين رقم نقابة الاطباء ، وتشكيك وزارة الصحة ، يبقى السؤال قائما ، تسوده الضبابية ، وهو : هل في العراق نحو الفي طبيبة وطبيب متخصص بعمليات التجميل ؟ وهل هذا الرقم المتواضع الذي اوردته ، يكفي لـ 500 مركز فقط ، وهو رقم ضئيل كما اعتقد ، على افتراض وجود اربعة متخصصين في المركز الواحد موزعين على الجراحات المتنوعة التي تجريها هذه المراكز ؟ .. لا اظن وجود هؤلاء المتخصصين ، فظاهر الامور غير باطنها .. فالقول الشائع ان العديد من تلك المراكز تخلو من الاختصاصات المطلوبة ، والضحية هنا المواطن ، ذكرا كان ام انثى .. فالدعايات الفخمة والمغرية التي تسوقها مراكز التجميل في وسائل الاعلام ، وفي صفحات التواصل الاجتماعي تعلن عن قدراتها على تحويل الارض اليباب الى ارض مخضرة ملآى بالشباب والحيوية والوجه النضر ، اصبحت طُعما للباحثين عن جمال خارج حدود الطبيعة !ان وزارة الصحة التي تقوم بدور مشرف في درء اخطار مختلف الامراض ، وجيشها الابيض الذي ابلى بلاءً عظيماً بشهادة مجتمعية كبيرة ، بمحاربة جائحة كورونا وتفرعاتها ، مطلوب منها الانتباه الى هذا الخطر المحدق نتيجة استخفاف البعض بالمجتمع تحت مسميات طبية وعلاجية ، فالإشاعات بشأنها زادت ، واصبحت حديث الرأي العام .. والشائعات، كما هو معروف، تجر الدمار للمجتمع من عدة نواح، اقتصادية واجتماعية ونفسية.. ويتأثر البعض بها كثيراً ، لكن تحدونا القناعة، أنَّ الامل يبقى سيد الاختيارات ، وهذا الأمل لن يأتي من خواء، بل يأتي من عزيمة وثقة بالنفس، ووزارة الصحة واعلامها الشجاع موضع تلك الثقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى