العربية والدولية

عام على الأقل لتوفر لقاح كوفيد 19 الرهان على الاجراءات الوقائية

لأنّ التوصل إلى نتيجة قد يحتاج وقتاً طويلاً، الرهان اليوم ليس كبيراً على اللقاح، بل على الإجراءات الأخرى، وأبرزها الوقاية والنظافة الشخصيّة وتخفيف الاختلاط بشكل كبير، مع التعويل على أنّ تحسن الطقس مع اقتراب الصيف قد يخفف من نسبة العدوى والانتشار.


تتسابق دول العالم اليوم على إيجاد لقاح لفيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد. هذا اللقاح، الذي ينتظره أكثر من 7 مليار إنسان اليوم بفارغ الصبر، هو السلاح الجديد الذي من المفترض أن ينتصر على معركة العالم مع هذا الفيروسالذي أصاب بعد شهرين من بدء انتشاره، أكثر من 180 ألف شخص وأدى إلى وفاة أكثر من 6600 شخص في 152 دولة حول العالم. 

أسئلة كثيرة طُرحت حول الفيروس منذ اليوم الأوّل لظهوره. الأعراض، الوقاية ومدى خطورته، أسئلة حفظ الناس إجاباتها عن ظهر قلب. لكن السؤال الأكثر طرحاً اليوم، والذي يشغل الناس حول العالم هو عن اللقاح الذي سيتمّ تطويره لمكافحة كوفيد 19، وتحديداً متى؟

الولايات المتحدة بدأت أول تجربة بشريّة للقاح تجريبي داخل مركز أبحاث في واشنطن يوم 16 آذار/مارس الجاري، والصين أعلنت عن استخدام أوّل لقاح للفيروس المستجد في تجارب سريرية، أمّا منظمة الصحة العالمية فأكدت للميادين أن 30 دولة في العالم مشغولة الآن في العمل على إيجاد لقاح للفيروس التاجي، متوقعةً نتائج أولية معيّنة في غضون بضعة أسابيع.

وقالت إحدى المتطوعات الأميركيات بعد تلقيها أوّل جرعة لقاح تجريبي: “أتمنى أن نتوصل للقاح فعّال سريع، وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح، ليتمكن الجميع من العودة لحياتهم الطبيعية في أسرع وقت”. لكن متى؟ الإجابة كانت دائماً “عام على الأقل”. فلماذا يحتاج تطوير لقاح مضاد لفيروس كوفيد 19 كل هذا الوقت؟

الجميع يعمل وبسرعة لتطوير لقاح، شركات كبيرة، صغيرة والعديد من الجامعات حول العالم، وذلك بحسب تأكيد مارك والبورت، الرئيس التنفيذي للبحوث والابتكار في بريطانيا، الذي استبعد في الوقت نفسه أن “يتوفر لقاح للجولة الحالية من الوباء”. 

ويعتبر والبرت أيضاً أنّ التحدي هو بـ”التأكد من أن اللقاح آمن ويعمل، وللأسف يستغرق ذلك بعض الوقت للقيام به”. 

عام على الأقل!

في مقابلة مع الميادين نت، أكد  الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري أنّ اللقاح يحتاج على الأقل عاماً ليصبح متوفراً، إذ إنّه تقنياً قد لا يحتاج إلى أكثر من شهرين أو ثلاثة، ولكن تجربة فعاليته قد تحتاج عاماً.

وأوضح البرزري أن التوصل إلى لقاح لـ”كوفيد 19″ ممكن جداً وفق المعطيات الإيجابية المتوفرة حتى الآن. أبرزها أنّه كان يتمّ العمل أساساً على لقاح لفيروس كورونا المسبب لـ”متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” (MERS) الذي اكتُشف للمرة الأولى في السعودية عام 2012 وأصاب 27 بلداً، بالإضافة إلى أنّ “الخرطة الجينيّة للفيروس أصبحت معروفة وبالتالي أصبح ممكناً تحديد أهداف اللقاح”. 

وتمرّ عملية التأكد من فعالية اللقاح بالعديد من المراحل. تبدأ من تجربة ما إذا كان يحمي الخلايا التي تصاب بكورونا، مروراً باختبار سلامته على الأشخاص الصحيحين وتجربة ما إذا كان يسبب رد الفعل المناعي المطلوب، وصولاً إلى تجربته بمجالات أوسع ورؤية مدى فعاليته، التي يجب أن تعطي، بحسب البزري “نسبة حماية عالية وكاملة”. 

من أهم الأهداف التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند العمل على أيّ لقاح لفيروس كورونا، هي تحديد ما إذا كان سيستهدف كبار السن، بما أنهم الفئة الأكثر عرضةً للوفاة. ويؤكد الدكتور البزري للميادين نت، أنّ الأفضل أن يستهدف كل الناس لأنّ بذلك “بإمكاننا حماية كل البشريّة والأكبر سنّاً بصورة أكبر”. 

وخلال عمليّة تجربة الفعاليّة على البشر، يتمّ التركيز على التأثيرات السلبيّة للقاح، الاختلاطات غير المتوقعة التي من الممكن أن تطرأ، وملاءمته مع لقاحات أخرى معينة. 

الرهان الأكبر ليس على اللقاح

الأمر الإيجابي أنّ اللقاحات التي كانت تحتاج سابقاً من 5 إلى 7 سنوات لإنتاجها، أصبحت اليوم لا تحتاج إلى أكثر من عام. أمّا النقطة الأكثر تشاؤماً والتي شدد عليها البزري، هي أنّ العديد من الفيروسات لم تنفع معها اللقاحات رغم نجاح النظريات، كلقاح فيروس الـHIV (الإيدز) الذي سُحب بعد فشل نتائجه. 

من هذا المنطلق تحديداً، ولأنّ التوصل إلى نتيجة قد يحتاج وقتاً طويلاً، يعتبر البزري أنّ الرهان اليوم ليس كبيراً على اللقاح، بل على الإجراءات الأخرى، وأبرزها الوقاية والنظافة الشخصيّة وتخفيف الاختلاط بشكل كبير، مع التعويل على أنّ تحسن الطقس مع اقتراب الصيف قد يخفف من نسبة العدوى والانتشار

إذاً ينتظر العالم بأسره، خاصة أوروبا التي أعلنتها منظمة الصحة العالميّة بؤرة تفشي الفيروس الجديدة بعد الصين، شهوراً طويلة وصعبة، خاصةً مع توقع ارتفاع الاصابات إلى حد كبير قبل إنخفاضها من جديد. لكن الأكيد أنّ الاجراءات الوقائية هي الأمل الوحيد في الفترة المقبلة للحد من الانتشار قدر المستطاع.

متابعة / وكالة الأولى نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى