مقالات

على هامش إقرار الموازنة : كرم حاتمي جزيل ولكن بجيوب خاوية !

بقلم مهدي قاسم

وأخيرا تمت عملية التصويت على الموازنة السنوية بعد جولات وصولات ، ومقاطعات وتقاطعات في مصالح وأهداف فئوية ، فضلا عن صفقات سياسية ستوُظف لصالح النيل بمنصب رئيس الحكومة القادمة من طرف من يحلم به منذ الآن ..كالتيار الصدري مثلا ، الذي من الآن شكروه على موقفه ” المرن والمتفهم ” من بعض المطالب الفئوية الأخرى !!..أجل لقد تمت عملية التصويت بهدف تمرير الموازنة ، طبعا ، دون أخذ بنظر الاعتبار حجم العجز الهائل في ميزان المدفوعات سيما منها التشغيلية ذات البطالة المقنعة الخانقة بدون أي إنتاج استثماري يوازي ويسدد ولو جزء بسيطا من هذا النقص الهائل ، وهو الأمر الذي يعني اللجوء مجددا نحو اقتراض داخلي وخارجي بغية تغطية مؤقتة على هذا النقص الصارخ ، و طبيعة الحال كحل مؤقت ، يعني بوضوح أكثر هروبا إلى الأمام ، ولكن بأقدام مقيدة بمزيد من قيود جديدة ومثقلة ومرهقة من أصفاد وقيود الديون المتراكمة فترة بعد أخرى ، و التي ستُعيق تقدم البلد الاقتصادي نحو الاستقلال المالي ومسيرة التنمية والازدهار في جميع النواحي والقطاعات المطلوبة والملحة الآن و قبل أي وقت آخر ، بتعبير آخر مجرد مراوحة في مكان واحد ، بالأحرى داخل وحل العجز و تحت أثقال الأزمات المالية والسياسية والاجتماعية والمعيشية الضاغطة والخانقة يوما بعد يوم ..بينما كان ينبغي ربط حجم الموازنة بتخفيض وترشيد النفقات العامة قدر الإمكان ، في مقابل إطلاق مسار الاستثمارات الوطنية والأجنبية لخلق وإيجاد فرص عمل في تلك المشاريع الاستثمارية المفترضة بهدف تنشيط السوق والتجارة الداخلية والخارجية ، وليس في التوظيف الحكومي الفائض عن الحاجة تماما ولحد الإغراق الكامل لمؤسسات الدولة ودوائرها شبه العاطلة ..لهذا فقد ذكرتني عملية إقرار الموازنة بهذا الحجم الكبير من قبل مجلس النواب ـــ وبدون غطاء مسبق ــ أقول ذكرتني بمن يروم تقليد الشخص التاريخي حاتم الطائي الذي كان معروفا بكرمه الجزيل، مع الفارق أن ممن أقروا الموازنة فعلوا ذلك من خلال جيوب خاوية للدولة العراقية شبه المفلسة ، دون أن يقللوا هم ، ولوفلسا واحدا ، من رواتبهم ومخصصاتهم المليونية الضخمة والكثيرة !!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى