مقالات

عيناك تحمل الكثير والحياة ستظل تطارد احلامك

الكاتبة :علا الجبوري

خثرة دموية انهت حياته وبدات بعدها معاناة عائلة مكونة من اربع ذكور وثلاث اناث وام منكسرة لاتعرف ماذا تفعل لتربيهم .

عائلة عراقية حالها كحال كثير من العوائل المعدمة التي لاتملك سوي معيل واحد بمجرد ان يرحل تذهب معه متعة الحياة البسيطة ليبدا مشوار المعاناة مع الاطفال والحرب على لقمة العيش المرة .

(عبد الرحمن)طفل يعمل في احدى تقاطعات بغداد يبيع (العلكة)ليتحصل على مبلغ من المال ان كفى لوجبة غداء لن يتبقى منه شيء للعشاء .ترتيبه في العائلة الثاني بعد اخيه الكبير الذي يعمل في تقاطع اخر ليساعده .عبد الرحمن طالب ملتزم بالدوام في المرحلة الابتدائية وبعد ان ينهي دراسته يذهب الى العمل .

في حديثي معه لم اجد طفلا بل وجدت رجلا في جسد طفل صغير هزيل متسخ الوجه رث الثياب اختبىء تحت غطاء القوة لكي يستطيع ان يجاري صعوبة العيش والانخراط في المشقة في عمرا صغير .قال مع نظرة حادة (لا تعمل امي فهي لاتخرج من المنزل انا واخي نعمل وناتي لها بالمال )كان هذا رده عندما سالته هل والدتك تعمل وكانه يريد ان يقول امي ليست اقل من اي ام مكرمة معززة في بيتها فها هو يحمل عن كاهلها مسولية تامين لقمة العيش لكي لا تضطر للعمل او الخروج من المنزل .

في العراق وخصوصا في الاونة الاخيرة ازدادت حالات تواجد الاطفال في شوارع العاصمة للعمل وبغض النظر عن تاثير هذه الحالة على تعليمهم وصحتهم الا ان لها جوانب خطيرة اخرى قليل من يلتفت اليها وهي ان الحالة النفسية للطفل ليست مكتملة بعد واذا كان متواجد في الشارع اغلب الوقت فانه معرض لكل انواع الاغراءات من قبل اصحاب النفوس المريضة وحدثت حالات كثيرة لابتزاز الاطفال جنسيا والاعتداء عليهم او خطفهم للمتاجرة باعضائهم او تشغيلهم في المخدرات او حتى الدعارة .نامل من الجهات المختصة ان تجد حل وبشكل سريع لان تزايد هذه الحالات سوف يدمر مستقبل البلد والذي يامل من اطفاله ان يتم اعدادهم ليكونوا قادة يعتد بهم وليس كومة من الكهول المختبئة في جسد طفل لا يساوي اقرانه بشيء .فبينما من هم في مثل سنه يمرحون ويلعبون ولا يحملون من هم الدنيا شي يحمل عبد الرحمن هما اكبر من عمره وابعد عن دوره يحارب لكي يصل الى الزبون حتى يبيعه قطعة من العلكة ويصارع البرد والحر لكي يؤمن ما تحتاج اليه عائلته فبرغم الفقر والحاجة الا ان عزة النفس اخذت مكانها وتجذرت باطباعه وقيمه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى