قصص من الواقع

فاتن

اختنكت من سمعت راح تتزوج واني ما بيدي شي …. و كمت ركبت الدراجة الي اشتغل بيها توصيل … و طلعت بالشارع افتر و ابجي … الدموع ترست عيني و اني جنت لابس خوذة … ردت اطبك الدراجة حتى امسح وجهي … افترت بيدي و انكلبت … ايدي انكسرت و العظم راح انتهى … شالوني مثل الجثه …
و ودوني للمستشفى … عالجوني و امي خطية اجتي و خالي هم اجه … و بقيت فترة بالبيت و صلحولي الدراجة الي هي مصدر رزقي الوحيد … تخيلت روحي راح تخلص حياتي … لان هاي اول حب بحياتي و راحت من ايدي … هي جانت تتصل بيا حتى ورى ما كل شي انتهي و صارت للولد … بس اني ما قبلت احجي وياها بعد … غبي اني غبي .. ما اعرف الومها ما اعرف الوم روحي لان الزواج يرادله فلوس واني بعدني صغير … امي تكلي بعدك صغير باجر عكبة تكبر و تخلص دراسة و تتوظف و ازوج احلى وحده … اني اكلها ماكو مثل فلانه … تكلي اكو … و بقيت مقهور لحد ما التقيت بجد ولد صديقي …
راح احجي الصدك و ما اجذب بكل حرف … الرجال هذا الجبير بالعمر اني اضوج منه لان يحجي هواي … وسوالفه كلها قديمة … بس بذاك اليوم حبيته و من يومها كمت يوميا اذا ماعندي شي اروح اخلي يسولفلي قصص … حت الولد ابن ابنه (حفيده) صديقي يضحك عليا من يشوفني كاعد يم جده … بيومها جنت انتظر صديقي يم باب بيتهم … هو كاعد على كرسي صغيروني بصف الباب و بيده صونده يرش بيها الكاع و الحايط و الزرع الي يم حايطهم … شافني شكلي مكلوب كالي شبيك .. كلتله ماكو شي حجي … كال احجي شبيك .. كلتله جنت احب وحده و راح تتزوج …. كال عادي ابني بعدك صغير و راح تجي غيرها و احتمال هم متتزوجها بس بالنهاية راح تتزوج و تتذكر كل هالشي و تتذكر حجايتي هم بعد عمر طويل و اريدك تترحملي لان اكون مسافر من هالدنيا … كلتله لا حجي عمرك طويل … كال شوف راح احجيلك شغله … تعال فوت جوى .. فوتني جوى كعدني بالحديقة عالكراسي … و من اجه صديقي كعد يمنا و بقى يسمع القصة … كال انته حبيت وحده و الماده الي فرقت بيناتكم لان انته بعدك صغير و كل شي ماعندك غير يوميتك من التوصيل صح .. كلتله صح … كال الماده مو وحدها الي تفرق بين الناس … مرات السياسة و المشاكل العشائرية و الطائفية و اختلاف الاديان و حتى القومية تفرق … كال شنو رأيك بقصة بطلها اني الكدامك حاليا … كلتله شنو يعني … كال اني تزوجت بسنة ١٩٦٨ … الله رزقني بعلي الجبير و صفاء الاصغر منه … تزوجت بعد قصة حب .. حبيت بنية جوارينا اسمها فاتن … حبيت فاتن لدرجة الخبال .. و تزوجتها و مكدرت اكعدها وي بيت اهلي لان صغير .. اجرت غرفة صغيرونه بساحة الاندلس … و كعدنا بيها … غرفة وحدة …
هالغرفة جان بيها حمام .. هو حمام و هو تواليت (مكرم القارئ) و الطبخ جان بنفس الغرفة .. تعرف شنو معناها تنام بغرفة بيها ريحة مسواك و دهن محروك … جنت بوقتها اشتغل و بالقليل الي يدخلي عشنا اني وياها … و ورى فترة ما طولت سنة كدرت اطلع من الغرفة و اخذ مكان ثاني احسن بهواي من هالغرفة … و فرحانين .. فرحانين لدرجة ماكو شي بهل الدنيا يضوجنه … امشي وايدي بأيدها بكل مكان … عبالك نريد نشوف الناس كلها احنا متزوجين … و مثل مكلتلك اجاني علي و صفاء … و كبرو الجهال شويونه … والسياسة فرقتنا … انته فرقتك المادة … اني السياسة .. انته احمد ربك متزوجتها و بعدك عالبر … احمد ربك يوميا على هالنعمة … تعرف شنو معناها من انته متزوج شخص تحبه و يجون ياخذو منك علمود سياسة بلد ؟؟؟؟
تعرف شنو معناها انو انته تربي اطفال ثنين و امهم ياخذوها ينزلوها عالحدود لان اصلها ايراني و هي اصلا متعرف شنو ايران غير بس انو بلد بصفنا و متعرف و لا كلمة ايرانية !!!
اخذو فاتن مني … وعافولي علي و صفاء … الجهال متعلقين بأمهم كلش لان اطفال …. بيومها بجيت … و نعلت ابو حكومة العراق على ابو حكومة ايران … يعني من ورى حكومتين وحده انكس من الثانية اني هيج يصير بجهالي …. بس خوووووف .. خوف جان يسيطر عليا و ميخليني احجي … اذا احجي اروح بالرجلين و هالجهال منو الهم … بلعتها و سكتت و حاولت اربي جهالي بس مكدرت .. ليل و صبح جنت ابجي .. ابجي على حبي الاول و الاخير … و ابجي على جهالي … و مشت السنين و امي زوجتني … تزوجت وحده هم مالها ذنب .. ما جنت احبها اصلا … بس مسكينه مالها ذنب .. قابل اعدم حياتها بسبب وضعي … و سنه تجر سنة … و حرب تجر حرب …. و جهالي كبرو وهمه يعرفون اكو شي نقص بس يحسون هاي امهم … لان جهال … ربتهم ايمان تربيه حلوه … و صار عندي من ايمان ولد و بنيه … الولد حسن ابو صديقك هذا الكاعد بصفك … و نغم حاليا متزوجه و كاعده وي زوجها بالامارات ….
المهم … ورى ٢٠٠٣ جتي فاتن بعد ما سوت اعلان عالقنوات و جانت مخليه بالاعلان صورة صفاء و علاوي من جانو صغار و كاتبه تفاصيل عن بيتنا قبل وين جان … و احد اقربائي شاف الاعلان و بلغني و طبعا ايمان تعرف كل شي … و رحت التقيت بيها .. جايبه وياها ابنها .. ابنها ايراني و ميعرف ولا كلمة عربي … جايبته تعرفه على اخوته … شوف المشاعر جانت موجوده … بس مو مشاعر ولدي وي امهم … المشاعر جانت بيني و بين فاتن … جنت اباع بعيونها و تباع بعيوني بس ايمان كاعده و ابنها لفاتن كاعد … وهو ابوه حي يرزق موجود … جهالي الي همه زلم طبعا … متعلقين بأيمان و صح بجو و نزلت دمعتهم بس جنت احس اللقاء جان لقاء شكلي او رمزي … بس اللقاء الحقيقي بيني و بين فاتن .. حسيت كلبي يريد ينفجر و جنت اتمنى احضنها … بس مكدرت … مو على ذمتي المريه … بيومها بجيت .. وهي بجت .. اني لكيت سبب لدموعي انو حزنت على اولادي و هي هم لكت نفس السبب بس ثنينا بجينا على وضعنا … طبعا هي تمرمرت و شافت الويل من ذبوها عالحدود .. و حتى هناك هم مرتاحت و من شغل لشغل و بالاخير هذا ابو ابنها التقى بيها و تزوجها …
الحاصل ورى اسبوع من جيتها هنا للعراق … راحت رجعت لحياتها ..
و بقت تتصل بالولد بين فترة و فترة .. و مرات بين سنه و سنتين يلتقون لو هنا لو همه ولدي يروحون لأيران …
انته همزين بعدك برقم صفر … بعدك بالبداية حبيبي … لا تنقهر … و اريدك ترجع تتذكر كلمتي .. مو بس المادة هي الي تفرق … طائفية و سياسة و فلوس و دين و قبلية و قومية و هواي امور ثانية هي تفرق … و اريدك دائما تتذكر شي … الشعوب مالها دخل ابد بسياسة الحكومة الي تحكم … يعني ابد لا تسب شعب بي الفقير و الغني و البسيط و العامل و بي اليتيم .. بس الك كل الحق ان تشتم حكومة .. عربية او اجنبية (يعني مو عرب) …. ليش .. لان الحكومات ميمثلون الشعب …
وانته نهاية قصتك و نهاية حبك هم الها ربط بالحكومة لان لو الحكومة منطيتك حقك چان كدرت تتزوج بس حظنا ولا شريف لزم هالبلد من ولادتي لليوم …
هسه بعدك حزين ؟؟؟
كلتله لا عمي ياحزين قصتي متجي شي يم قصتك .. و كمت بسته و كلتله الله يكون بعونك .. كالي انسى حبيبي و عيش عمرك و راح تجي باجر عكبه الي تنسيك كل شي … و طلعت فرحان و مكيف و صدك نسيت … و كمت يوميا امر عليه … وادعي من الله ان يطول بعمره لهل الرجال … صدك لو كالو الناس صناديق مقفله … ولا جنت اعرف جد صديقي الي يجلب بالواحد حتى يسولف وراه هالقصة … وبس ..

المصدر / صفحة ابو بغداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى