مقالات

فار تجارب وفارس الحرية

فار تجارب وفارس الحرية – نوزاد حسن

قبل ايام تابعت تقريرا مهما عن الفحوصات السريرية لايجاد دواء لمرض الزهايمر.ومن يسمع بمرض الزهايمر يعرف انه احد اكثر الامراض ازعاجا وتعطيلا للحياة.ان مريض الزهايمر يشغل العائلة كلها بمرضه.وقد لا يكون للمريض المصاب بفقدان الذاكرة الا ابن او ابنة تعتني بالمريض,وعلينا ان نتخيل الجحيم الذي يعيشه هذا الجندي المجهول او الجندية المجهولة.كشف التقرير عن الصعوبات التي تواجه رحلة البحث عن الدواء,ومن بين تلك الصعوبات ايجاد متبرعين يخضعون لمراحل العلاج السريري.وقد تعرض بعض المتطوعين الى مشاكل صحية.من هنا اطلق على الانسان الذي يقدم نفسه لمثل هذا النوع من التجارب بانه فأر تجارب.وهذه التسمية لم تجعل المتطوعين يرفضون الفكرة ايمانا منهم بان العلاج سيكون حاميا لاولادهم ان توصل العلماء الى علاج هذا المرض.نحن لم نصل الى هذا المستوى فحياتنا لا تحتاج الى فار يقدم نفسه لتجربة طبية,حياتنا تحتاج الى فارس تجارب يخسر حياته دفاعا عن حاجاته الاساسية.في الوطن لا حاجة لاحد بمتطوع لان التجارب السريرية غير موجودة في جدول حياتنا العلمية.وما قيمة تجربة سريرية عن مرض ما في ظل وضع سياسي فاسد يقوم على الاغتيال.في الغرب يبحثون عن متطوع لاعمال كثيرة,عندنا يغتال القتلة فارس الحرية.ولعل هناك من لا يعرف معنى ان يقتل شخص هتف لوطنه.ان تجربة الحرية هي اعظم واهم تجارب الانسانية على الاطلاق.فرسان الحرية هم بشر من نوع اخر.انهم رجال فطريون احسوا بتفاهة فكرة العيش خلف جدران الفساد,والمحاصصة والقتل والمحسوبية.ففضلوا ان يثقبوا جدار الخوف بأظافرهم.وحين توجه الرصاص الى رؤوسهم لم يهتموا.انهم واعون لفكرة موتهم الرائعة. فارس الحرية هو شخص لا يخاف من الموت ولا يخاف من اداة الموت.مثل هذا اليقين غير موجود الا لقلة قليلة من البشر.كان الحلاج واحدا منهم.دعوني اقول ان الحلاج تشريني الهوى والروح.ولو كان موجودا بيننا لقاد تشرين وتغنى بها حتى يغتاله من يراه عدوا. لذا نحن نبحث عن ضرورات العيش ونحتاج الى فارس جديد بعد مصرع الفارس الذي اغتيل.اننا بحاجة الى حلاج يهيم بحبه للعدالة الى درجة انه لا يخشى او يخاف احدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى