المحلية

بين رجال الدين وكورونا.. صراع بين المرجعيات لأقامة صلاة الجماعة والزيارات الدينية

فتاوى متناقضة صدرت من المراجع ورجال الدين في العراق بشأن إقامة الشعائر الدينية في ظل تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا، حيث قررت السلطات منع التجمعات في الأماكن العامة للحد من انتشار المرض.

فعلى الرغم من أن أكبر المراجع الشيعية في البلاد أية الله علي السيستاني أفتى الثلاثاء بضرورة الابتعاد عن إقامة صلاة الجماعة في ظل انتشار فيروس كورونا، إلا أن مراجع ورجال دين كان لهم رأي مخالف.

فتوى السيستاني صدرت على خلفية سؤال موجه من أحد أتباعه لمعرفة “رأي سماحة المرجع الأعلى حول المشاركة في صلاة الجماعة في هذه الأيام التي تشهد انتشار فيروس كورونا؟”

وأجاب مكتب السيستاني بالقول: “حيثما مُنعت مثل هذه التجمعات بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، فيجب الالتزام بهذا المنع وأخذه”.

وكانت السلطات العراقية قررت في وقت سابق من هذا الشهر منع التجمعات العامة كما أغلقت المدارس والجامعات حتى 21 مارس الحالي، وخفضت ساعات العمل في المؤسسات الحكومية إلى النصف، إضافة إلى تخفيض فتح المحلات التجارية لثلاث ساعات فقط يوميا.

وتتخذ السلطات إجراءات صحية مشددة بهدف منع انتشار الوباء خصوصا في العتبات المقدسة لدى الشيعة التي يقصدها خصوصا زوار من إيران التي تعتبر مركز لتفشي فايروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط.

وتأتي خطوة السيستاني بعد أربعة من أيام من قرارها القاضي بعدم إقامة صلاة الجمعة اليوم للمرة الأولى منذ سقوط النظام السابق في عام 2003، خشية انتشار فيروس كورونا المستجد.

حيث أعلنت السلطات الدينية في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة إغلاق مسجد مقام الإمام الحسين الذي تقام فيه عادة صلاة الجمعة، لكن الصحن الذي يصل مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس، بقي مفتوحا أمام الزوار.

وعلى النقيض من ذلك أصدر المرجع الديني العراقي قاسم الطائي فتوى دعا فيها إلى الاستمرار بزيارة الأماكن الدينية وإقامة صلوات الجماعة والجمعة.

وقال الطائي في رد على استفسار أرسل من قبل أحد اتباعه بشأن غلق بعض المراقد المقدسة تحسبا من انتشار فايروس كورونا إن “الفيروس لا يصيب المؤمنين”.

وفي موقف متوافق مع الطائي، رفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر منع إقامة صلاة الجمعة، حيث تجمع آلاف من مناصريه لإقامة الصلاة في مسجد الكوفة الأسبوع الماضي، غير أن الصدر لم يحضر الصلاة، واكتفى بإرسال ممثل عنه.

وفي الوقت ذاته تداول عراقيون أنباء عن قيام السلطات بغلق مرقد الإمام علي في النجف أمام الزوار الأسبوع الماضي بعد تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا، لكن المرقد افتتح مجددا، بعد ضغوط شديدة من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وتعليقا على ما يجري وجه رجل الدين المنشق عن مقتدى الصدر أسعد الناصري انتقادات لاذعة لرجال الدين الذي يحثون الناس على الاستمرار في إقامة الشعائر الدينية رغم خطر الإصابة بفيروس كورونا.

وقال الناصري في تغريدة على تويتر إن “الكثير من رجال الدين جهلة في اختصاصهم فضلا عن اختصاصات بعيدة عنهم، فلا تصدقوا خرافاتهم وخزعبلاتهم لأن همهم هو الحفاظ على رأس مالهم وهي الأوهام وتضليل العقول”.

وأضاف أن “كورونا وباء شكل ويشكل مخاطر كبيرة على حياة الناس، والحل هو الالتزام بما يقوله العلم ويقرره الطب. وليكرمنا الجهلة بسكوتهم”.

وسجلت في العراق 71 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، توفي منهم 7 أشخاص، وشفي منهم فقط 3 أشخاص، وكلهم قادمون من إيران.

وبلغت أعداد الوفيات الناجمة عن الفيروس في إيران 291 حالة، مقابل أكثر من ثمانية آلاف حالة إصابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى