العربية والدولية

في الذكرى 59 لاستقلال الكويت.. انتصار جديد يلوح في الأفق

يصادف اليوم ذكرى مرور 59 على استقلال الكويت في 19 يونيو/ حزيران 1961، والتي تحل بعد 3 أيام منذ ذكرى ميلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت.

وتحل الذكرى هذا العام، في وقت تخوض فيها الكويت حربا ضارية للقضاء على فيروس “كورونا” المستجد، وسط انتصارات تلوح في الأفق.

فعشية ذكرى الاستقلال، قررت الكويت تخفيف ساعات الحظر، كما أعلنت وزارة الصحة تحقيق إنجاز جديد بنجاح علاج أول حالة “كورونا” للأطفال في الكويت بتقنية الرئة الصناعية الخارجية (الإيكمو)، وذلك بعد أيام من نجاح فريق طبي في تطوير فحص «بى سي آر» لتشخيص الفيروس.

وقبل أسبوع تم إعادة فتح المساجد بعد إغلاق دام لـ3 أشهر بسبب أزمة فيروس كورونا، فيما أعلنت شركة المطاحن الكويتية نجاحها بتوفير المواد الغذائية للمستهلكين وترجمة مفهوم الأمن الغذائي خلال أزمة كورونا.

كما تحل الذكرى هذا العام، فيما تتواصل القفزات التنموية والإنجازات التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات في ظل قيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

 وتتواصل الجهود الكويتية لمحاربة الفيروس الذي ينتشر في مختلف دول العالم، وسط إصرار على هزيمته.

الحرب على “كورونا”

ومع انتشار جائحة كورونا، اتخذت الكويت إجراءات شاملة لمواجهة الفيروس، تكللت بالعديد من الإنجازات.

فقد أعلنت وزارة الصحة، الخميس، تحقيق إنجاز بنجاح علاج أول حالة “كورونا” للأطفال في الكويت بتقنية الرئة الصناعية الخارجية (الإيكمو)، وذلك لعلاج طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات في مستشفى العدان التابع لوزارة الصحة الكويتية .

وقال مدير منطقة الأحمدي الصحية، أحمد الشطي، في تصريحات صحفية، إن هذه الحالة تعتبر من النوادر إذ يوجد عدد محدود في العالم من الأطفال المصابين بمرض (كوفيد-19) ممن تلقوا العلاج عن طريق تقنية (الإيكمو) بنجاح.

وشدد على سعي وزارة الصحة إلى التوسع فى تقديم خدمة (الإيكمو) بحيث تشمل المرضى الأطفال والأطفال الخدج الذين يعانون جراء فشل حاد في الجهاز التنفسي والذي لا يمكن علاجه بالطرق التقليدية.

وقبل أيام،  نجح فريق بحثي كويتي من تطوير محلول فحص الـ PCR الخاص بتشخيص فيروس كورونا .

 ويتم تشخيص الإصابة بالفيروس عن طريق PCR أو ما يسمى بجهاز (البلمرة الجينية) والذي تعتبره منظمة الصحة العالمية الأدق والأهم في مواجهة وتشخيص فيروس كورونا يتطلب أخذ عينة من المريض ومزجها بمحلول يسمى (PCR KIT) وهو ما جرى تطويره.

يأتي هذا فيما تمضي الحكومة الكويتية قدما في تنفيذ خطتها للعودة التدريجية للحياة الطبيعية، مع إدخال التعديلات اللازمة على الخطة بحسب الحاجة على أرض الوقع.

وفي هذا الصدد، أعلن الناطق باسم الحكومة الكويتية، طارق المزرم، تخفيف ساعات الحظر ابتداءً من الأحد المقبل، وتمديد المرحلة الأولى من العودة التدريجية للحياة الطبيعية أسبوعا إضافيا.

وقال المزرم، في مؤتمر صحفي، الخميس، إن المجلس قرر تخفيف ساعات الحظر، بحيث تبدأ من الساعة السابعة مساء، وحتى الخامسة صباحا بعدما كانت من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا .

وقبل أسبوع تم إعادة فتح المساجد بعد إغلاق دام لـ3 أشهر.

على صعيد ذي صلة، أعلنت شركة المطاحن الكويتية نجاحها بتوفير المواد الغذائية للمستهلكين وترجمة مفهوم الأمن الغذائي خلال أزمة (كورونا).

وتمضي الدولة في مواجهة الفيروس بخطط مدروسة، وبتكاتف جميع أفراد المجتمع مع الحكومة، عازمين على الانتصار على الفيروس وهزيمته، والعودة للحياة الطبيعية، واستكمال مسيرة الإنجازات في البلاد، التي بدأت منذ يوم الاستقلال.

*** يوم الاستقلال

لم يكن 19 يونيو/حزيران 1961 يوماً عادياً في حياة أهل الكويت، اذ استكملت الكويت في ذلك اليوم سيادتها الكاملة وحصلت على استقلالها وباتت دولة عربية مستقلة بعد أن كانت خاضعة لنظام الحماية البريطاني .

وكان الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح أدرك أن اتفاقية 23 يناير/1899 التي وقّعها الشيخ مبارك الصباح ( الحاكم السابع للكويت) مع بريطانيا في ذلك الوقت لحماية الكويت من الأطماع الخارجية لم تعد صالحة.

وفي 19 يونيو/ حزيران 1961، أعلن الشيخ عبدالله السالم انتهاء معاهدة الحماية البريطانية من خلال توقيع وثيقة استقلال البلاد مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن، نيابة عن الحكومة البريطانية.

وعقب التوقيع، وجه الشيخ عبدالله السالم كلمة للشعب الكويتي، قال فيها: “شعبي العزيز.. إخواني وأولادي.. في هذا اليوم الأغر من أيام وطننا المحبوب.. في هذا اليوم الذي ننتقل فيه من مرحلة إلى مرحلة أخرى.. ونطوي مع انبلاج صبحه صفحة من الماضي بكل ما تحمله وما انطوت عليه لنفتح صفحة جديدة تتمثل في هذه الاتفاقية التي نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة”.

وشهد عام الاستقلال صدور مرسوم أميري بشأن العلم الكويتي، وهو أول علم يرفع بعد الاستقلال، وتم تحديد شكله وألوانه، وجاءت الخطوة التالية عقب الاستقلال بتقديم الكويت طلباً للانضمام لجامعة الدول العربية، وتم قبول عضويتها في 16 يوليو/تموز 1961.

وشهدت السنوات التي أعقبت الاستقلال العديد من الإنجازات، فعلى الصعيد الدبلوماسي جاءت الخطوة الأولى بإنشاء وزارة الخارجية، إذ صدر مرسوم أميري في 19 أغسطس/آب 1961 يقضي بإنشاء دائرة للخارجية تختص دون غيرها بالقيام بالشؤون الخارجية للدولة.

وبعدها بأيام، وتحديداً في 26 أغسطس/آب، صدر مرسوم أميري في شأن إجراء انتخابات للمجلس التأسيسي تحقيقاً لرغبة الشيخ عبدالله السالم بإقامة نظام حكم قائم على أسس واضحة ومتينة وإصدار دستور يستند إلى المبادئ الديمقراطية؛ حيث أنجز المجلس المنتخب مشروع الدستور الذي يتكون من 183 مادة خلال تسعة أشهر.

واتسم دستور الكويت بروح التطور التي تعطي للشعب الحلول الديمقراطية للانطلاق في درب النهضة والتقدم والازدهار، الذي مكن البلاد من انتهاج حياة ديمقراطية سليمة مستمدة من دستورها المتكامل، الذي أقر من قبل مجلس تأسيسي منتخب.

ثم في عام 1963 صدر مرسوم بدمج العيد الوطني بعيد الجلوس، وهو ذكرى تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم في البلاد، التي تصادف في 25 فبراير/شباط من كل عام.

لذلك تحتفل الكويت في 25 فبراير/شباط من كل عام بعيدها الوطني، وهو ذكرى استقلالها من الاستعمار البريطاني قبل 59 عاماً، رغم أن التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961 ، تكريما للأمير الراحل عبدالله السالم الصباح؛ ولدوره المشهود في استقلال الكويت وتكريس ديمقراطيتها.

وعلى المستوى الدولي بدأ مجلس الأمن الدولي النظر في طلب الكويت الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة بعد استقلالها، إلى أن نالت عضويتها في 14 مايو/أيار 1963.

وسارت الكويت بخطى ثابتة تجاه النظام العالمي الجديد والشرعية الدولية برفض العدوان وحماية حقوق الإنسان والمحافظة على خصوصية الدول وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما آمنت بدور الأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين.

أمير الإنسانية.. حب ووفاء

وحرصت الكويت أيضاً منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية، ورفع الظلم عن ذوي الحاجة، حتى بات العمل الإنساني سمة من سماتها، وتم منح أمير الكويت لقب (قائد للعمل الإنساني) من قبل الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2014.

وتحل ذكرى الاستقلال بعد 3 أيام في فقط منذ ذكرى ميلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت في 16 يونيو/حزيران عام 1929.

والمتتبع لسيرة الشيخ صباح يدرك ارتباطها الوثيق بالمناسبات الوطنية في الكويت سواء الاستقلال أو التحرير.

فبعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضوا في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 كأول وزير إعلام في تاريخ البلاد.

كما أن الشيخ صباح الأحمد هو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة في شهر مايو/أيار عام 1963 بعد قبول عضويتها في المنظمة الدولية حين كان يتولى حقيبة الخارجية.

أيضا أدت الدبلوماسية الكويتية بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي كان يتولى حقيبة الخارجية خلال الغزو العراقي عام 1990 دورا مهما في حشد الرأي العام الدولي لدعم ومساندة الشرعية الكويتية ودعمها لطرد القوات العراقية وتحرير الكويت.

وعقب توليه مقاليد الحكم في 29 يناير/كانون ثاني 2006، أولى أهمية خاصة لبناء المجتمع الكويتي والحفاظ على وحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي إيمانا منه بأن وحدة الصف الكويتي هي الحصن المنيع لمواجهة التحديات الخارجية التي تشهدها المنطقة.

ومنذ ذلك اليوم التاريخي، وعلى مدى 14 عاما من تولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم شهدت البلاد إنجازات عملاقة ونهضة تنموية شاملة.

قفزات تنموية

تأتي هذه الإنجازات تنفيذاً لتطلعات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وتحقيق رؤيتها (كويت جديدة 2035) الرامية إلى تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري إقليمي ودولي، وتسريع عجلة الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية، وتحقيق الهدف المنشود للقيادة السياسية بأن تعود الكويت كما كانت “درة الخليج”.

وتشهد الكويت حاليا، تنفيذ العديد من المشاريع التنموية المهمة والعملاقة، من أبرزها مشروع (مصفاة الزور)، والتي بلغت نسبة الإنجاز الكلي به أكثر من 95.50 % ويرتقب افتتاحه بشكل رسمي نهاية العام الجاري.

كما بلغت نسبة الإنجاز 96.32 % في مشروع المرافق الدائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، كما تم الانتهاء من التصاميم الهندسية الأولية لمشروع مجمع البتروكيماويات .

ويهدف مشروع مرافق استيراد الغاز المسال إلى تشييد منشآت دائمة لاستيراد الغاز تسمح بتوريد 3 مليارات وحدة حرارية يوميا لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، وتبلغ تكلفته 3 مليارات دولار.

وتعتبر (مصفاة الزور) الأكبر في الكويت، وستوفر إمداداً ثابتاً لمحطات الطاقة بنحو 225 ألف برميل يومياً من الوقود البيئي، فضلاً عن إنتاج نحو 340 ألف برميل يوميا من المنتجات البترولية عالية الجودة والمطابقة للمواصفات المستقبلية التي تحتاجها الأسواق العالمية.

ويعد المشروع ركيزة مهمة في الاقتصاد المتنوع المستدام من خلال برنامج تطوير القطاع النفطي بتكلفة إجمالية تبلغ 4.8 مليار دينار كويتي (نحو 158 مليار دولار أمريكي).

أيضا من المشاريع الكبرى الجاري العمل بها، مشروع مدينة صباح السالم الجامعية ، وبلغت نسبة الإنجاز به أكثر من 54 في المئة، وسط توقعات الانتهاء من إنجاز المشروع في سبتمبر/أيلول 2022.

ويأتي المشروع ضمن ركيزة رأسمال بشري إبداعي، وهي إحدى ركائز خطة التنمية لرفع الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التعليمية للتعليم العالي بالكويت، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 2.7 مليار دينار كويتي (نحو 8.7 مليار دولار أمريكي).

كما شهدت الكويت العام الماضي (2019)، افتتاح مشاريع هامة في مختلف المجالات، من أبرزها افتتاح متحف (قصر السلام) الذي يعد من أهم الصروح التاريخية والمعمارية في الكويت، إذ يعود تاريخه إلى بداية ستينيات القرن الماضي، وذلك 29 أبريل/نيسان 2019.

وكذلك افتتاح جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي يعد رابع أطول جسر بحري في العالم بطول 900ر49 كم، ويربط الكويت العاصمة بمدينة الصبية (مدينة الحرير الجديدة)، مطلع مايو/أيار 2019، وافتتاح مركز (سلوى صباح الأحمد الصباح) للخلايا الجذعية الذي يعد الأول في منطقة الخليج.

على صعيد الإنجازات الاقتصادية، دخلت الكويت بقائمة الدول العشر الأكثر تحسناً بمؤشر سهولة ممارسة الأعمال لعام 2020، بحسب التقرير السنوي الـ17 لمجموعة البنك الدولي في شأن بيئة الأعمال 2020، الأمر سينعكس إيجاباً على حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية وكفاءة التنافسية الدولية وعدالة المنافسة المحلية.

على الصعيد الخارجي، سعت الكويت منذ استقلالها إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقاً وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ… وتتواصل مسيرة الإنجازات.

الأولى نيوز – متابعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى