تقارير وتحقيقات

قطع التغليف البلاستك خطر يهدد الصحة والبيئة

حذر العلماء من أن المواد الكيميائية وقطع البلاستيك التي يتم إنتاجها من خلال استخدام مواد التغليف، تنتقل إلى الغذاء وتضر بالنباتات والأنظمة البيئية للتربة.

وساهم علماء البيئة من جامعة برلين الحرة بواحد من ثلاث مقالات قائمة على الأدلة لاستكشاف مشكلة اللدائن الدقيقة وأفضل طريقة لمعالجتها.

واقترح الفريق الألماني بقيادة ماتياس ريليغ أن التلوث البلاستيكي الدقيق يبدو أنه يتدخل في “نسيج بيئة التربة”.

ودعوا إلى بذل جهد كبير منسق بين العلماء والحكومات لفهم الآثار المتفشية للجزيئات البلاستيكية على التربة والنظم البيئية.

ووجدوا أنه تم تصنيع نحو 8300 مليون طن من البلاستيك منذ انفجار الإنتاج في الخمسينيات من القرن الماضي، وانتهى الأمر بأكثر من 75% من النفايات.

وتتفتت شظايا النفايات البلاستيكية إلى “جزيئات بلاستيكية دقيقة” أصغر حجما ولكنها ثابتة بيئيا، مع آثار ضارة محتملة على البشر والحياة البرية والنظم البيئية.

وزاد إنتاج البلاستيك من مليوني طن متري سنويا في عام 1950 إلى 380 مليون طن متري بحلول عام 2015 ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050.

ويقول الخبراء إن أزمة التلوث البلاستيكي ستزداد سوءا مع تحول شركات البتروكيماويات من الوقود الأحفوري إلى التكسير، الذي ينتج مادة الإيثان البلاستيكية.

وتوجد اللدائن الدقيقة في البيئات، بما في ذلك النظم البيئية الأرضية، على مستوى الكوكب وحتى الآن ركزت معظم الأبحاث على علم السموم البيئية، ودراسة التأثيرات على أداء الكائنات الحية في التربة في البيئات الخاضعة للرقابة.

ونظرا لأن البحث يتحول إلى نظام إيكولوجي أكثر ومنظور التغيير العالمي، فإن الأسئلة المتعلقة بالدورات البيوجيوكيميائية التي تنقلها التربة تصبح مهمة.

ويقول ريليغ وزملاؤه إن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تؤثر على دورة الكربون بعدة طرق، على سبيل المثال، من خلال كونها كربونا بحد ذاتها وعن طريق التأثير على العمليات الميكروبية للتربة، أو نمو النبات، أو تحلل القمامة.

وأضاف ريليغ: “يحيط عدم اليقين الكبير بجزيئات بلاستيكية بحجم النانو، وهي نتيجة ثانوية متوقعة لمزيد من تجزئة اللدائن الدقيقة”.

وتابع مؤلف الدراسة: “إن معرفتنا بتأثيرات اللدائن الدقيقة في التربة محدودة للغاية، مع الأخذ في الاعتبار أن الأوراق الأولى التي تصف التأثيرات على التربة ظهرت قبل بضع سنوات فقط، ولكنها تتزايد بسرعة”.

ويشير الفريق إلى أنه : “يلزم بذل جهد كبير منسق لفهم التأثيرات المنتشرة للجسيمات البلاستيكية الدقيقة على عمل التربة والنظم البيئية الأرضية”.

وكجزء من مقالهم، يقول ريليغ إن البحث المستقبلي يحتاج إلى التقاط التنوع الهائل لهذه الجسيمات من حيث الكيمياء، والشيخوخة، والحجم، والشكل.

وحقيقة أن اللدائن الدقيقة عبارة عن جزيئات تحتوي على الكثير من الكربون، نحو 80% عادة، تجعلها فريدة إلى حد ما بالنسبة لعوامل التغيير العالمية الأخرى، بما في ذلك انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وإزالة الغابات.

والكربون البلاستيكي الدقيق موجود بالفعل في تربتنا، وربما ما يزال يشكل فقط نسبة ضئيلة من إجمالي كربون المادة العضوية في التربة في معظم الحالات، لكن ريليغ يقول إنه من المتوقع أن يتغير هذا في المستقبل.

ويقول مؤلفو الدراسة إن الدراسات المستقبلية يجب أن تدرس الطرق التي يمكن بها إزالة هذه المواد البلاستيكية من التربة، حيث يمكن أن يكون لها تأثير خطير على المدى الطويل.

ويمكن أن تؤثر على نمو النبات بعدة طرق، بما في ذلك عن طريق تغيير بنية التربة والكثافة الظاهرية، والتغيرات في قدرة الاحتفاظ بالمياه، وغيرها.

وقد يكون لهذا تأثير ضار طويل المدى على توافر النباتات والمواد الغذائية للحيوانات في جميع أنحاء الكوكب.

المصدر: ديلي ميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى