الأمنية

قيادي في الحشد: نرفض الهجمات التركية على كوردستان ولن نقبل التجاوزات العسكرية

أكد القيادي في حشد وزارة الدفاع العراقية، عبدالرحمن الجزائري، رفض الحشد الشعبي للعمليات العسكرية التركية داخل أراضي إقليم كوردستان “لأن اختلافنا مع الإقليم سياسي وليس عسكرياً”، وفيما أشار إلى اجتماعين مرتقبين للعمليات المشتركة ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، اليوم وغداً، لبحث الموقف من الهجوم التركي من خلال “الطرق الدبلوماسية والتحرك العسكري”، شدد على أن “الحشد الشعبي لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذه التجاوزات وسيكون رده فوق مستوى تصورات أنقرة، حتى لو لم تصدر الحكومة العراقية قراراً بهذا الصدد”.

وأول أمس الأربعاء 10 شباط 2021، أعلنت تركيا إطلاق عملية “مخلب النسر -2″، وتقول إنها تستهدف من خلالها عناصر حزب العمال الكوردساتاني.

وقال الجزائري في تصريح تابعته (الاولى نيوز) إن “سكوت الحكومة العراقية وحتى الوسطاء والشركاء السياسيين حيال التدخل التركي وسياسة أردوغان الجديدة مؤسف ومستغرب وله أبعاد كثيرة”مضيفاً أنه سأل أكثر من مسؤول ومنهم وزيرا الداخلية والدفاع ومكتب رئيس الوزراء عن السبب وكان الرد أن “حزب العمال الموجود في كوردستان، يعد منظمة إرهابية وفق تصنيف الأمم المتحدة وهو لا يتعاطى مع قرارات الحكومة العراقية وبالتالي ندافع عن من في حين أن الضربات تستهدف حزب العمال”.

وأضاف: “اعتقد هذه ذريعة من تركيا وللأسف الشديد اليوم هنالك سكوت من إقليم كوردستان أيضاً، فتركيا لا تعترف اليوم بحكومة إقليم كوردستان أو أنها لم تر العلم العراقي مرفوعاً في أراضي شمال العراق مستغلةً ذلك للدخول إلى تلك الأراضي”.

الجزائري شدد على دور البرلمان في رفض العملية التركية بالقول: “حتى إذا كانت الحكومة العراقية منشغلة بداعش والمشاكل بين الإقليم والمركز، لكن اعتقد أنه لا بد من قرار أو جلسة طارئة في البرلمان العراقي لتحديد موقف من التجاوزات المرفوضة من تركيا أو غيرها”، معتبراً أنه إذا كان هنالك توافق بين كوردستان وحكومة المركز في بغداد “فلن يقف جندي واحد للاعتداء على الحدود العراقية أبداً”.

التعاون بين إقليم كوردستان والعراق كان أحد النقاط التي ركز عليها المسؤول في الحشد الشعبي بالقول: “حتى الآن لم يتم بحث هذه التجاوزات على طاولة مستديرة بين أربيل وبغداد”، مبيناً أن “هذه التجاوزات ليست وليدة اليوم بل تعود لسنوات ماضية، فأين موقف البرلمان ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع؟ لا بد من جلسة طارئة في البرلمان لاتخاذ موقف صارم من هذه التجاوزات واستدعاء السفير التركي في بغداد للمحاسبة على هذه التجاوزات”.

كما دعا إلى الحوار مع حزب العمال “من أجل إنهاء الخلافات فهم عراقيون كورد ولديهم ثوابت وأرضاَ ولا بد من التفاوض معهم والتعامل بالدبلوماسية السياسية، ورغم أن أوجلان أسس الحزب عام 1978 لكن الحكومة العراقية لم تتفاوض معه أو مع حزب العمال طوال السنوات الماضية”، عاداً الخلافات بين عناصر حزب العمال المتواجدين في الاراضي العراقية وحكومة إقليم كوردستان أحد أسباب التوغل التركي.

ومنذ حزيران 2020، كثفت تركيا هجماتها الجوية والمدفعية والبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في المناطق الحدودية داخل إقليم كوردستان، وهو ما خلف ضحايا مدنيين وخسائر مادية واسعة، في وقت يرفض حزب العمال الاستجابة لدعوات متكررة لإقليم كوردستان بمغادرة المنطقة لتجنيبها النزاع مع تركيا.

الجزائري لم يستبعد وجود تحرك عسكري من خلال “تدخل من الجيش العراقي بالتعاون مع البيشمركة لرد كل الهجمات واستعادة الحدود العراقية التركية”، مبيناً أن “الحشد الشعبي كهيئة رسمية مرتبط بالمنظومة العسكرية التابع لرئيس الوزراء ولا نأخذ الأوامر إلا من مكتب رئيس الوزراء، لكن هنالك تسريبات بتحرك للجيش العراقي إزاء هذا الموضوع”.

وحول موقف الحشد من احتمال تعرض قواته لقصف تركي، هدد الجزائري بالقول: “سنرد بما يفوق تصورات الجانب التركي فنحن لدينا القوة والاستعداد الكامل في هذه المنطقة وتحديداً في مناطق الموصل والمناطق الحدودية بين دهوك وتركيا لكننا ننتظر الأوامر العسكرية لأن هنالك حجب لرأي الحشد”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عدد عناصر الحشد في المنطقة ليس كبيراً “فكما تعرفون أصبحت منطقة سنجار تابعة لقضية الإقليم بالاتفاق مع مكتب رئيس الوزراء وبالتالي انسحب الحشد للمناطق الخلفية لكن موقفنا واضح بالدفاع عن الأراضي ولن نتواهن في قضية التجاوز على المناطق الشمالية، فنحن نختلف سياسياً ولا نختلف عسكرياً وهذا ما يعرفه أردوغان وتركيا، فحتى إن كان لدينا اختلاف مع الإقليم، لكن الموقف أصبح موقفاً عراقياً من الشمال إلى الجنوب ولا اعتقد أن الحشد الشعبي سيسكت بعد كل ما قدمه من تضحيات وتحرير الأراضي”.

ومن المقرر أن تجتمع العمليات المشتركة غداً السبت لبحث الموقف من الهجوم التركي كما سيستضيف مكتب رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة اجتماعاً أمنياً هذا المساء حول نفس الموضوع، بحسب ما قاله الجزائري الذي توقع “اتخاذ قرارات بإرسال قوات تعزيزية، ليست بالتحديد ثلاثة ألوية أو أكثر لربما، وكذلك رفع مذكرة من وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين إلى الأمم المتحدة حول هذه التجاوزات”.

وعن شكل الرد العسكري، قال القيادي في حشد الدفاع إن “الغطاء الجوي ليس بيد الحشد الشعبي أو القوة العسكرية بل هو بيد الأميركيين بحسب الاتفاق الموجود منذ 2014 والذي أبرم بين العبادي والتحالف الدولي أي أننا لا نستطيع استخدام الطائرات ولكن إذا كان هنالك تجاوزات على مقرات الحشد أو اختراق مناطق بعيدة عن سنجار ويتواجد فيها الحشد أو الجيش العراقي فبعد صدور قرار من مكتب رئيس الوزراء أو وزير الدفاع سيكون لنا رد في الأيام المقبلة”. 

ورغم أن الجزائري كان قد أكد في البداية انتظار صدور أوامر رسمية مسبقة قبل أي تحرك للحشد الشعبي لكنه لم يعتبر ذلك شرطاً، حيث أوضح في معرض حديث تابعته (الاولى نيوز): “نحن لا نقبل الأطماع التركية في الاراضي العراقية، والحشد الشعبي لن يقف مكتوف الأيدي حتى لو لم يصدر قرار من الحكومة العراقية، وسيكون هنالك رد من قبل الحشد الشعبي وكذلك من الجيش العراقي الذي يتفاوض بشأن زيارة إلى تركيا والاتصال مع الوزير التركي من أجل تسوية الأمور أو انسحاب الجيش التركي من الأراضي العراقية” خلال مدة معينة.

وزير الدفاع العراقي ونظيره التركي تحدثا هاتفياً عن العملية الجارية، ولفت المسؤول في حشد الدفاع أن الوزير التركي “أعطى مبررات كثيرة”، مستدركاً: “لكننا في معركة طويلة وليست قصيرة لتُحل بمكالمة، واعتقد ستكون هنالك زيارة من الجانب العسكري العراقي إلى تركيا وسيكون وزير الدفاع أول القادمين إلى تركيا للتفاوض حول وجود حزب العمال والتوغل التركي في منطقة سنجار والمناطق المجاورة لها”.

واختتم قائلاً: “أما قرارات الأمم المتحدة في غير واضحة المعالم تجاه تركيا، ولا ندري إن كان هنالك اتفاق بين حلف الشمال الأطلسي وتركيا يعزز القوة التركية في الأراضي العراقية وهذا جانب خطير جداً”، متسائلاً: “هل نكون محتلين من أميركا وكذلك تخترق دولة جارة مثل تركيا أراضينا إلى جانب الاختراقات في منابع المياه والاختلافات اقتصادية وكل هذه المشاكل سببها الاختلاف السياسي”.

وقال مدير ناحية دينارته في قضاء عقرة، شعبان برواري، في تصريح اطلعت عيع (الاولى نيوز) إن قريتي “جم شرتي” و”سري جل كيرا” تعرضتا لقصف مكثف في الساعة 02:50 من عصر اليوم الجمعة، مشيراً إلى أن دوي تحليق الطائرات في سماء قضاءي العمادية وعقرة لم ينقطع منذ 12 ساعة.

وتشير وسائل إعلام مقربة من حزب العمال الكوردستاني إلى اندلاع “معارك ضارية” مساء الجمعة في سفوح جبل كاره بين عناصر حزب العمال والجيش التركي، حيث تحاول تركيا منذ ثلاثة أيام نشر جنودها عبر عمليات الإنزال الجوي على الجبل “فيما يمنع عناصر حزب العمال ذلك”.

واليوم نشرت وزارة الدفاع التركية، في تويتر مقطع فيديو لما قالت إنه إنزال جوي لجنودها في جبل كارة، فيما ينفي إعلام حزب العمال ذلك.

وأشارت الوزارة إلى “تدمير أكثر من 50 هدفا للإرهابيين بغارات جوية وتحييد 37 إرهابيا بينهم قياديان في إطار عملية مخلب النسر -2 شمالي العراق”، مبينةً أن حزب العمال “تلقى ضربة موجعة بفضل الغارات الجوية التي أصابت أهدافها بدقة” والتي لا تزال مستمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى